لطالما ترددت شائعات وتقارير متكررة عن أن شركة أبل تعمل بسرية على تطوير جهاز آيباد جديد يتميز بكونه قابلًا للطي، وهو تطور لافت في خط إنتاج الأجهزة اللوحية للشركة. ووفقًا للمعلومات المتداولة، فإن الجهاز المنتظر سيأتي بشاشة ضخمة تبلغ 18.8 بوصة، ما يجعله واحدًا من أكبر الأجهزة اللوحية في السوق من حيث حجم الشاشة. ويُعتقد أن هذا الجهاز سيكون بمثابة جسر جديد بين فئة الحواسيب المحمولة والأجهزة اللوحية، حيث تسعى أبل إلى تقديم تجربة استخدام مرنة ومبتكرة تجمع بين قوة الأداء وسهولة الحمل.
ويأتي هذا المشروع ضمن سلسلة من التحولات التقنية التي تعمل عليها أبل، حيث تشير التقارير أيضًا إلى أن الشركة تخطط لإطلاق أول هاتف آيفون قابل للطي في العام المقبل، مما يعزز توجهها نحو فئة الأجهزة القابلة للطي، التي بدأت تحظى بشعبية متزايدة في سوق التكنولوجيا العالمي. وبالرغم من دخول شركات منافسة مثل سامسونج وهواوي إلى هذا المجال منذ عدة سنوات، فإن أبل تأخذ عادة وقتًا أطول قبل طرح مثل هذه الابتكارات، حرصًا منها على الوصول إلى منتج أكثر نضجًا واستقرارًا من الناحية التقنية والتجريبية.
وعلى الرغم من الإثارة التي تثيرها هذه التسريبات بين محبي منتجات أبل والمراقبين التقنيين، فإن الأنباء الأخيرة حول الجدول الزمني لإطلاق الآيباد القابل للطي لا تحمل كثيرًا من التفاؤل. فقد أظهرت أحدث التقديرات أن الجهاز لن يكون متاحًا في الأسواق في القريب العاجل، بل قد يتأخر إطلاقه لفترة أطول مما كان متوقعًا في السابق. هذا التأخير ألقى بظلال من الشكوك حول مدى قرب أبل من إتمام تصميم الجهاز وإنتاجه على نطاق تجاري.
وقد تباينت التقديرات والتوقعات بشأن موعد الطرح، إذ رجّح البعض سابقًا أن الشركة قد تكشف عنه في عام 2025، بينما تشير المعلومات الأحدث إلى أن المشروع ما زال في مراحل التطوير الأولية، وقد لا يرى النور قبل نهاية 2026 أو حتى بعد ذلك. ومن المحتمل أن تعود أسباب هذا التأخير إلى التحديات التقنية المرتبطة بتصميم شاشات قابلة للطي بحجم كبير، إلى جانب متطلبات الحفاظ على المتانة والأداء، وهي أمور لا تساوم أبل عادةً في جودتها.
ومع أن التأخر في الطرح قد يصيب البعض بخيبة أمل، إلا أنه يعكس التزام أبل التاريخي بتقديم منتجات ذات جودة عالية وموثوقية كبيرة، خاصة عندما يتعلق الأمر بفئات جديدة من الأجهزة. ويبقى من المنتظر أن تكشف الشركة عن المزيد من التفاصيل في المستقبل، وربما تعطي لمحة أو إعلانًا تشويقيًا عن الآيباد القابل للطي خلال أحد مؤتمراتها التقنية القادمة، مثل مؤتمر المطورين أو إطلاق آيفون المقبل.
إجمالًا، يمكن القول إن أبل تستعد لدخول سباق الأجهزة القابلة للطي بطريقتها الخاصة، وإن كان ذلك على مهل. ومع تأخر الجدول الزمني، إلا أن التوقعات لا تزال مرتفعة بشأن ما قد تقدمه أبل من تقنيات وميزات غير مسبوقة في هذا المجال.
تاريخ الحديث عن الجهاز
بدأت الأنباء المتعلقة بآيباد القابل للطي في الظهور منذ عام 2022، حين أشار محلل الشاشات روس يونغ إلى رصده إشارات لوجود جهاز بشاشة قابلة للطي بحجم يقارب 20 بوصة ضمن سلسلة توريد “أبل”. وبحسب ما تم تداوله آنذاك، لم تكن هناك دلائل على بدء الإنتاج، بل يُرجّح أن الشركة كانت فقط تطلب عروض أسعار من الموردين.
في ذلك الوقت، لم يكن واضحًا ما إذا كان الجهاز المقصود “آيباد” أم “ماك بوك”، حيث رجّح يونغ في البداية أن يكون “ماك بوك”، وهو ما أيده لاحقًا المحلل مينغ تشي كو، بعد أن لاحظ هو الآخر مؤشرات على شاشة قابلة للطي كبيرة الحجم ضمن سلسلة التوريد.
لكن مع مرور الوقت، بدأت التقارير تتفق على أن الجهاز سيكون من فئة “الآيباد” وليس “الماك بوك”، وذكر المحللان في وقت لاحق أن حجم الشاشة سيبلغ حوالي 18.8 بوصة أو بدقة 18.76 بوصة.
تضارب حول موعد الإصدار
توقّع كل من مينغ تشي كو وروس يونغ في البداية أن يتم الكشف عن الجهاز في أواخر عام 2026. ومع ذلك، كشف تقرير لموقع “9TO5Mac” أن محللًا كان يتوقع الإطلاق في 2026 غيّر رأيه الآن، مرجحًا أن يكون الإطلاق في عام 2028.
في السياق نفسه، قال مارك غورمان من وكالة “بلومبرغ” إن الجهاز القابل للطي من المرجح أن يرى النور في 2028، مؤكدًا أنه سيكون آيباد وليس ماك بوك، لكنه قد يكون قادرًا على تشغيل بعض تطبيقات macOS.
وتعزز هذا الرأي بانضمام كبير المحللين في شركة “GF Securities”، جيف بو، إلى التقديرات التي ترجّح إصدار الجهاز في 2028، رغم أنه كان من بين من توقعوا طرحه في العام المقبل، لكنه عاد وأشار في مذكرة حديثة إلى أن الإطلاق تأجّل حتى 2028.
وتراوحت التقديرات حتى الآن بين أواخر العام المقبل وعام 2028 ، مما يعكس حالة من الغموض حول جدول “أبل” الزمني لإطلاق أول جهاز آيباد قابل للطي.
