آيفون إير 2
عاد هاتف آيفون إير 2 ليتصدر الأحاديث التقنية من جديد بعد موجة تسريبات حديثة أعادت تسليط الضوء عليه، وهذه المرة تبدو الصورة أكثر اكتمالًا ووضوحًا من أي وقت مضى. الاهتمام المتزايد بهذا الهاتف لا يأتي من فراغ، إذ تشير المعلومات المتداولة إلى أن شركة أبل قد تكون بصدد إجراء تغييرات جوهرية تجعله خيارًا أكثر جاذبية للمستخدمين مقارنة بالجيل الأول، سواء من حيث السعر أو المواصفات التقنية، وبالأخص في جانب الكاميرا.

وفقًا للتسريبات، تعمل أبل على إعادة تقييم موقع آيفون إير 2 ضمن تشكيلة هواتفها، في محاولة لتقديم جهاز يجمع بين التصميم النحيف والأداء العملي دون تقديم تنازلات كبيرة. أحد أبرز التطورات المتوقعة هو دعم الهاتف بكاميرا خلفية مزدوجة، وهي خطوة من شأنها تحسين تجربة التصوير بشكل ملحوظ، خاصة في ظروف الإضاءة المختلفة، إضافة إلى توسيع خيارات التصوير الاحترافي التي بات المستخدمون يولونها أهمية كبيرة عند اختيار هواتفهم.
إلى جانب التحسينات التقنية، يبدو أن أبل تفكر بجدية في مسألة التسعير، بعدما تعرض آيفون إير الأول لانتقادات بسبب سعره المرتفع نسبيًا. إذ طُرح الجيل الحالي بسعر يبدأ من 999 دولارًا، وهو رقم رآه كثيرون غير متناسب مع فئة الهاتف التي تركز بشكل أساسي على النحافة وخفة الوزن أكثر من تركيزها على تقديم أقوى المواصفات. هذا الأمر دفع شريحة من المستخدمين إلى تفضيل طرازات أخرى توفر قيمة أفضل مقابل السعر.
وتشير التسريبات إلى أن آيفون إير 2 قد يأتي بسعر أقل من سابقه، في خطوة تهدف إلى توسيع قاعدة المستخدمين واستقطاب فئة جديدة تبحث عن تصميم أنيق وأداء متوازن بسعر معقول. وإذا صحت هذه التوقعات، فقد يتمكن الهاتف من سد الفجوة بين الطرازات القياسية وطرازات برو الأعلى سعرًا، مما يعزز من تنافسيته في سوق مزدحم بالخيارات.
كما يُتوقع أن تحافظ أبل على هوية آيفون إير من حيث التصميم فائق النحافة، مع إدخال تحسينات طفيفة على جودة المواد المستخدمة والمتانة العامة للجهاز. ومن المرجح أيضًا أن يحصل الهاتف على معالج أحدث يضمن أداءً سلسًا وكفاءة أفضل في استهلاك الطاقة، ما ينعكس إيجابًا على تجربة الاستخدام اليومية.
في المجمل، تعكس هذه التسريبات توجهاً واضحاً من أبل لإعادة تقديم آيفون إير 2 بشكل أكثر نضجًا وتوازنًا، مستفيدة من ملاحظات المستخدمين وتجربة الجيل الأول. وإذا ما نجحت الشركة في الجمع بين سعر أقل، وكاميرا محسنة، وأداء قوي ضمن تصميم نحيف، فقد يتحول آيفون إير 2 إلى أحد أكثر هواتف أبل جذبًا للاهتمام عند إطلاقه الرسمي، ويستعيد مكانته كخيار مميز لمن يبحث عن الأناقة دون التضحية بالتجربة المتكاملة.
وفقًا للتقرير، تدرس شركة أبل خفض السعر المبدئي للجيل الجديد من آيفون إير، حيث يُرجَّح أن يكون سعر 899 دولارًا هو الأقرب في حال قررت الشركة المضي قدمًا في هذا التوجه.
ويأتي هذا الاحتمال متوافقًا مع أداء الجيل الأول في الأسواق، إذ تشير تقارير إلى أن آيفون إير لم يحقق مستوى الإقبال نفسه الذي حظيت به هواتف آيفون 17 وآيفون 17 برو، ما دفع بعض المورّدين إلى تقليل كميات الإنتاج، وهي خطوة غالبًا ما تعكس ضعف الطلب مقارنة بالتوقعات.
كاميرا ثانية وسعة بطارية أفضل
يعتمد آيفون إير الحالي على كاميرا واحدة بدقة 48 ميغابكسل، تقدم جودة جيدة في الاستخدام اليومي، لكنها لا توفر تجربة تصوير بزاوية واسعة حقيقية.
وتشير عدة تسريبات، من بينها التقرير الأخير، إلى أن أبل قد تضيف عدسة واسعة ثانية في آيفون إير 2، وهو ما من شأنه معالجة إحدى أبرز نقاط القصور في الجيل الأول.
وفي حال اقترنت هذه الخطوة بسعر أقل وربما زيادة طفيفة في سعة البطارية، فقد يصبح الهاتف أكثر توازنًا من حيث المواصفات وأكثر جاذبية لشريحة أوسع من المستخدمين.
تأجيل محتمل للإطلاق
من التفاصيل اللافتة أيضًا أن آيفون إير 2 قد لا يُطرح ضمن جدول أبل المعتاد في موسم الخريف.
وبدلًا من ذلك، قد يتم إطلاقه في ربيع عام 2027 إلى جانب آيفون 18 وiPhone 18e، خاصة مع تقارير تتحدث عن إيقاف الإنتاج التجريبي بنهاية عام 2025، وهو ما قد يفسر هذا التأجيل المحتمل.
سلسلة “إير” مستمرة
ورغم أن هذه المعلومات لا تزال ضمن إطار التسريبات، فإن المؤشرات توحي بأن أبل لا تخطط للتخلي عن سلسلة آيفون إير بعد جيل واحد فقط، إذ اعتادت الشركة تطوير أفكارها تدريجيًا وتحسينها بدل إلغائها سريعًا.
ومع إضافة كاميرا ثانية واعتماد سياسة تسعير أكثر تنافسية، قد يتحول آيفون إير 2 إلى خيار أكثر جذبًا، حتى للمستخدمين الذين لم يتحمسوا في البداية لفكرة الهواتف فائقة النحافة.
كما تشير التسريبات إلى أن خارطة أبل القادمة قد تشهد تغييرات كبيرة، بدءًا من أول آيفون قابل للطي، مرورًا بتحديثات ملحوظة في آيفون 18 برو، وصولًا إلى تحسينات طال انتظارها في الفئة الاقتصادية.
وإذا تحقق جزء من هذه التوقعات، فمن الواضح أن السنوات المقبلة ستحمل الكثير من التطورات المثيرة لعشاق ومتابعي أبل.




