تقنية

آيفون

تشهد شركة “أبل” الأمريكية أقوى نمو في مبيعات الهواتف الذكية منذ جائحة كوفيد-19، مدفوعة بالإطلاق الناجح لسلسلة هواتف آيفون 17 الجديدة، والتي تمثل أكبر عملية إعادة تصميم لهاتف آيفون منذ سنوات. هذا التحديث الجذري جذب اهتمامًا واسعًا من المستخدمين والمراقبين على حد سواء، وأسهم في تحفيز الطلب بشكل غير مسبوق، مما أعاد الزخم إلى مبيعات الشركة في الأسواق العالمية.

أبل
أبل

وتشير مصادر مطلعة على سلسلة توريد “أبل” ومشغلي شبكات الهواتف المحمولة إلى أن الطلب على هواتف آيفون 17 فاق التوقعات حتى قبل طرحها الرسمي في سبتمبر. وقد لوحظ ارتفاع ملحوظ في فترات انتظار العملاء للحصول على هواتفهم، في إشارة إلى حجم الإقبال الكبير على الطرازات الجديدة، وهو ما يعكس قوة التصميم الجديد وأثره الإيجابي على توجهات المستهلكين.

ويُعزى هذا النجاح اللافت إلى أن السلسلة الجديدة من آيفون جاءت بتعديلات جوهرية، سواء من حيث الشكل أو الأداء، حيث أطلقت “أبل” تحسينات كبيرة على التصميم الخارجي للهاتف، مع تقنيات مبتكرة طالت الكاميرا، وعمر البطارية، والمعالج، بالإضافة إلى اعتماد مواد أكثر تطورًا، ما جعل الهاتف أكثر جاذبية من أي وقت مضى. كما ساهمت هذه التحديثات في خلق حالة من الحماس لدى الجمهور، خاصة أولئك الذين انتظروا تغييرات ملموسة منذ سنوات.

ومن جانب آخر، لعبت استراتيجيات التسويق التي اتبعتها “أبل” دورًا حاسمًا في ترسيخ صورة آيفون 17 كمنتج ثوري، وليس مجرد تحديث تقني دوري. فقد نجحت الشركة في خلق ترقب عالمي من خلال التسريبات المدروسة، والإعلانات التي ركزت على عناصر الابتكار والتميز، مما ساهم في تضخيم التوقعات ومضاعفة الطلب عند الإطلاق.

اللافت أيضًا أن هذا النمو القوي في مبيعات آيفون 17 يأتي في وقت تشهد فيه الأسواق تباطؤًا نسبيًا في الطلب على الأجهزة الذكية بشكل عام، ما يعكس قدرة “أبل” على تجاوز التحديات الاقتصادية، وجذب المستهلكين حتى في ظروف السوق الصعبة. ويرى محللون أن آيفون 17 لا يمثل مجرد إصدار جديد، بل يشكل نقطة تحول في مسيرة آبل، وقد يعيد رسم خارطة المنافسة في قطاع الهواتف الذكية خلال الفترة المقبلة.

وبالنظر إلى مؤشرات الطلب الأولية، وتزايد الحجوزات، والتفاعل القوي من الأسواق الكبرى مثل الولايات المتحدة، والصين، وأوروبا، يبدو أن سلسلة آيفون 17 تمهد الطريق أمام دورة مبيعات قوية لشركة “أبل”، ما قد ينعكس إيجابًا على أرباحها وعلاقتها مع المستثمرين في الشهور القادمة.

بذلك، يرسخ آيفون 17 مكانته ليس فقط كأداة تكنولوجية متطورة، بل كقصة نجاح جديدة في سجل “أبل”، تؤكد قدرتها الدائمة على الابتكار والتجدد.

في ظل التحديات الاقتصادية والتجارية العالمية، يتوقع محللون أن تعود إيرادات الهواتف الذكية للنمو مجددًا، مع تقديرات بنمو نسبته 4% في السنة المالية الأخيرة لتصل إلى نحو 209.3 مليار دولار، وفقًا لبيانات منصة Visible Alpha المتخصصة في التحليلات المالية. وتشير التوقعات إلى استمرار هذا الاتجاه الإيجابي، حيث يُرجّح أن ترتفع الإيرادات في السنة المالية 2026 بنحو 5% لتبلغ 218.9 مليار دولار، بحسب تقرير نشرته صحيفة فاينانشيال تايمز

تأتي هذه التوقعات في وقت تستعد فيه شركة أبل لموسم العطلات، أحد أهم الفترات مبيعًا في العام، رغم بعض التحديات التي واجهتها، مثل التأخير في إطلاق ميزات الذكاء الاصطناعي، والرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والتي أثرت بشكل واضح على سعر سهم الشركة خلال العام الماضي.

وفي هذا السياق، أشار جين مونستر، الشريك في شركة “ديب ووتر” لإدارة الأصول، إلى أن إطلاق سلسلة آيفون 17 كان “مفاجئًا” مقارنة بالتوقعات السائدة في “وول ستريت” قبيل إطلاقه في نهاية أغسطس. وتأتي هذه التصريحات في وقت كانت فيه إيرادات أبل من الهواتف الذكية قد تراجعت بنسبة 2% في عام 2023، وهو العام الذي انتهى في سبتمبر، بعدما شهدت الأجهزة الإلكترونية طلبًا قويًا في فترة الجائحة، ثم عادت للاستقرار لاحقًا.

لكن يبدو أن سلسلة آيفون الجديدة نجحت في تحفيز الطلب مجددًا، إذ تضم تحسينات كبيرة على مستوى الكاميرات والشاشات وعمر البطارية، مما شجع الكثير من المستخدمين على ترقية أجهزتهم. واستنادًا إلى بيانات المتاجر وشركات الاتصالات، لاحظ محللو بنك أوف أميركا أن أوقات الشحن لهواتف آيفون 17 أطول من المعتاد، وهو ما قد يعكس قوة الطلب. وعلق مونستر على ذلك قائلاً: “عندما تطول فترات التسليم، فهذا غالبًا ما يُشير إلى دورة منتج قوية”، مضيفًا أن أوقات الانتظار هذا العام أطول بنسبة 13% عن العام الماضي.

ومن المتوقع أن تعلن أبل عن نتائجها المالية للربع الرابع في 30 أكتوبر، متضمنةً أولى أسابيع مبيعات سلسلة آيفون 17. ووفقًا لفرانسيسكو جيرونيمو من شركة IDC للأبحاث، فإن “الربع يبدو قويًا جدًا”، مؤكدًا أنه لم يشهد طوابير خارج متاجر أبل بهذا الشكل منذ وقت طويل.

وأفادت مراجعات سلسلة التوريد بأن الطلب على آيفون 17 أقوى بكثير من سابقه، آيفون 16. وعلى مستوى حجم الوحدات، تُظهر بيانات “Visible Alpha” أن مبيعات آيفون ستبقى مستقرة عند نحو 235 مليون وحدة سنويًا بين عامي 2024 و2026، مع توقعات ببلوغها 240 مليون وحدة في 2027، وربما تصل إلى 260 مليون وحدة مع نهاية العقد، خصوصًا مع تزايد الحديث عن إمكانية طرح آيفون قابل للطي.

رغم أن أبل لم تعد تعلن عن عدد الوحدات المباعة، وتركز بدلًا من ذلك على الإيرادات، فإن أجهزة آيفون لا تزال تشكل أكثر من نصف إيراداتها السنوية، التي تقارب 390 مليار دولار. ويُعتقد أن نجاح السلسلة الجديدة، المدعوم بسياسات الاستبدال السخية والدعم الحكومي في أسواق مثل الصين، قد يساعد الشركة على تجاوز الصعوبات الاقتصادية في عام 2025.

ومع ذلك، يحذّر بعض المحللين من الإفراط في التفاؤل، حيث خفّضت شركة Jefferies تصنيفها لسهم أبل في وقت سابق من هذا الشهر، معتبرة أن التوقعات المتعلقة بطلب آيفون الجديد قد تكون مبالغًا فيها، ما يستدعي مراقبة دقيقة لأداء المبيعات في الأشهر المقبلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى