تقنية

آيفون

منذ إطلاق شركة أبل لهاتفها الأول “آيفون” في عام 2007، شهد العالم تحولًا هائلًا في مجال الهواتف الذكية، سواء من حيث التصميم أو الأداء أو التجربة العامة للمستخدم. فقد مثّل الجيل الأول من الآيفون نقلة نوعية في التكنولوجيا المحمولة، حيث جمع بين شاشة تعمل باللمس، ونظام تشغيل خاص، وتجربة مستخدم متكاملة وغير مسبوقة في ذلك الوقت. ومع مرور السنوات، استمرت أبل في تطوير أجهزتها بوتيرة متسارعة، لتُرسي معايير جديدة لكل ما يتعلق بالهواتف الذكية.

آيفون
آيفون

واليوم، وبعد مرور أكثر من 18 عامًا على إطلاق أول جهاز آيفون، تقف سلسلة “آيفون 16” كشاهد حي على هذا التطور الكبير. فقد ارتقى الأداء التقني لأجهزة الآيفون إلى مستويات فائقة، خاصة فيما يتعلق بقوة المعالج وكفاءته، لدرجة أن المعالج المستخدم حاليًا في هواتف آيفون 16 يُعد أقوى بنحو 385 مرة مقارنة بالمعالج الذي كان موجودًا في الإصدار الأول من الهاتف.

ففي عام 2007، كان أول هاتف آيفون يعمل بمعالج ARM11 من إنتاج شركة “سامسونغ”، وكانت سرعته لا تتجاوز 412 ميغاهرتز. ورغم أن ذلك المعالج كان يُعد مقبولًا بل ومبتكرًا في زمنه، إلا أن سرعته وقدرته على معالجة البيانات تبدوان اليوم بدائيتين عند مقارنتهما بالمعالجات الحديثة. أما الآن، فقد أصبحت المعالجات المستخدمة في هواتف آيفون الحديثة تعتمد على بنية معمارية متقدمة جدًا، وتُصمم خصيصًا من قبل أبل نفسها، ما يمنحها تفوقًا ملحوظًا في الأداء وكفاءة استهلاك الطاقة.

معالجات سلسلة “A” التي بدأت أبل بتقديمها منذ عام 2010 مع آيفون 4، شهدت تطورًا متسارعًا في كل جيل، إلى أن وصلنا اليوم إلى معالجات مثل “A18 Pro” (أو ما يُعادلها في آيفون 16)، والتي تُقدّم أداءً أقرب إلى الحواسيب المحمولة من حيث القدرة على تنفيذ المهام الثقيلة وتشغيل التطبيقات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، والألعاب عالية الرسوميات، ومعالجة الصور والفيديو بجودة احترافية.

هذا التطور لم يكن محصورًا في السرعة فقط، بل شمل أيضًا تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومعالجات الإشارات، وكفاءة البطارية، وميزات الأمان والحماية البيومترية، بالإضافة إلى تحسين تجربة الكاميرا والشاشة والصوت. فقد أصبحت هواتف آيفون بمثابة حواسيب صغيرة محمولة، قادرة على إنجاز مهام كانت تتطلب قبل عقد من الزمن أجهزة متخصصة ومكلفة.

إن قصة آيفون ليست مجرد تطور تقني، بل هي رحلة مستمرة من الابتكار أعادت تشكيل مفهوم الهاتف الذكي، وغيرت الطريقة التي يتفاعل بها الناس مع العالم الرقمي. وبينما نترقّب ما ستحمله الأجيال المقبلة من هذه السلسلة، يبقى واضحًا أن أبل لا تزال تدفع حدود الممكن في تكنولوجيا الهواتف المحمولة، جاعلة من كل إصدار جديد خطوة نحو المستقبل.

واليوم، باتت “أبل” تُنتج معالجاتها الخاصة

تقوم شركة “أبل” حاليًا بتصميم معالجاتها من سلسلة A، مستخدمة أحدث تقنيات التصنيع المقدمة من شركة TSMC التايوانية. وقد وصلت هذه المعالجات إلى دقة تصنيع 3 نانومتر، تمهيدًا للانتقال إلى 2 نانومتر خلال العام القادم، مع خطة مستقبلية للوصول إلى 1.4 نانومتر بحلول عام 2028.

من EDGE إلى الذكاء الاصطناعي

عانى أول إصدار من آيفون من قيود تقنية، أبرزها بطء الاتصال عبر تقنية EDGE، وعدم إمكانية إجراء المكالمات أثناء تصفح الإنترنت.

وكان الجهاز يحتوي على بطارية صغيرة بسعة 1400 مللي أمبير، وذاكرة عشوائية لا تتعدى 128 ميغابايت، وكاميرا خلفية بدقة 2 ميغابكسل فقط.

أما اليوم، فقد تطور الوضع بشكل جذري، حيث يأتي آيفون 16 برو ماكس مزودًا ببطارية 4685 مللي أمبير/ساعة، وذاكرة عشوائية بحجم 8 غيغابايت مخصصة لدعم ميزات Apple Intelligence المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، إلى جانب كاميرات خلفية بدقة 48 ميغابكسل وعدسات متعددة.

تطور المعالجات

بدأت “أبل” تطوير معالجاتها بالتعاون مع “سامسونغ”، ثم تحولت إلى “TSMC” بدءًا من شريحة A8 في عام 2014.

غير أن النقلة النوعية الأبرز جاءت مع معالج A7 في iPhone 5S عام 2013، والذي كان أول معالج 64-بت في هاتف ذكي.

أما معالج A9 فشهد تصنيعًا مشتركًا بين “سامسونغ” و”TSMC”، ما أثار جدلًا واسعًا عُرف إعلاميًا بـ”Chipgate”، حيث فضّل المستخدمون نسخ TSMC نظرًا لكفاءتها الأعلى في استهلاك الطاقة.

تحسّن الأداء بنسبة 40% سنويًا

بحسب موقع “PC Watch” الياباني، فإن معالجات آيفون سجّلت تحسنًا سنويًا في الأداء بنسبة تقارب 40%، مما أدى إلى قفزة إجمالية في الأداء بلغت نحو 385 ضعفًا منذ أول آيفون عام 2007.

ومع إطلاق شريحة A19/A19 Pro المبنية بتقنية 3 نانومتر، يُتوقّع أن تتجاوز قفزة الأداء حاجز الـ500 ضعف مقارنة بالجيل الأول.

ويُعزى هذا التطور إلى تقليص حجم الترانزستورات وزيادة كثافتها في الشريحة، ما يؤدي إلى تحسين كفاءة الأداء وتقليل استهلاك الطاقة.

إنها نقلة نوعية تُمهّد الطريق أمام “أبل” لإطلاق هواتف أكثر ذكاءً وقوة في السنوات القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى