آيفون 17

مع اقتراب الموعد المرتقب في التاسع من سبتمبر/أيلول، تتهيأ شركة “أبل” للكشف عن الجيل الجديد من هواتف آيفون، المتمثل في سلسلة “آيفون 17″، والتي تضم طرازات متنوعة تشمل: آيفون 17 إير، وآيفون 17 برو، وآيفون 17 برو ماكس. وكما هو معتاد في كل عام، يترقب المستخدمون حول العالم هذا الحدث التقني الذي بات يشكّل محطة سنوية بارزة في صناعة الهواتف الذكية.

لكن، وعلى غير المعتاد، يبدو أن حماسة الجمهور تجاه الإصدارات المقبلة ليست بنفس الوهج الذي اعتادت عليه الشركة خلال السنوات الماضية. إذ تظهر مؤشرات متعددة على وجود فتور نسبي في التفاعل العام مع الحدث، وسط شعور متزايد بأن التحديثات المتوقعة لا ترقى إلى مستوى التطلعات، ولا تقدّم الابتكارات التي كان المستخدمون يأملون رؤيتها.
وتشير العديد من التحليلات إلى أن السبب الأبرز لهذا التراجع في الحماسة، يعود إلى ما يُعتبر “الثغرة الكبرى” في استراتيجية أبل: غياب جهاز آيفون قابل للطي ضمن سلسلة منتجاتها. ففي حين تسارع شركات منافسة، وعلى رأسها سامسونغ، إلى ترسيخ حضورها في سوق الهواتف القابلة للطي، تظل أبل متمسكة بنهج أكثر تحفظًا، ما يجعل البعض يرى أن الشركة تتأخر عن ركب الابتكار في هذا المجال.
وفي هذا السياق، كشفت نتائج استطلاع للرأي أجرته منصة “SellCell” المتخصصة، أن 20.1% من مستخدمي هواتف آيفون الحاليين يفكرون جديًا في الانتقال إلى هواتف سامسونغ القابلة للطي، مثل Galaxy Z Fold 7 وZ Flip 7. وتُعد هذه النسبة مؤشرًا مهمًا على تحوّل محتمل في ولاء المستخدمين، لا سيما من الفئة التي تبحث عن تجارب جديدة ومزايا تكنولوجية متقدمة لم تعد تجدها في هواتف آيفون التقليدية.
ويأتي هذا التحدي في وقت تشهد فيه سوق الهواتف الذكية تحولًا لافتًا، حيث باتت الهواتف القابلة للطي تمثّل إحدى أهم خطوط التطور في القطاع. ولم يعد الأمر مقتصرًا على التصميم الخارجي أو شكل الجهاز، بل يتعلق أيضًا بإمكانيات الاستخدام المتقدمة التي توفّرها هذه الهواتف، مثل تعدد المهام بسلاسة، وشاشات أكبر دون التضحية بسهولة الحمل، وهو ما يجذب فئات واسعة من المستخدمين، خصوصًا المحترفين والمبدعين.
ورغم أن أبل لم تُعلن رسميًا عن خطط واضحة بشأن طرح هاتف قابل للطي، فإن التسريبات التي تخرج بين الحين والآخر تشير إلى أن الشركة تدرس الفكرة بجدية، وربما تعمل في الخلفية على تطوير نموذجها الخاص. ومع ذلك، فإن تأخرها في دخول هذا المضمار قد يمنح المنافسين فرصة لتعزيز ريادتهم فيه، وربما استقطاب شريحة من جمهور أبل التقليدي.
بينما قال 10.2% إنهم قد يتجهون إلى بيكسل فولد إذا تأخرت “أبل” أكثر في دخول هذا السوق
كشف تقرير حديث نشره موقع “PhoneArena”، عن أن 10.2% من المستهلكين يخططون للتحول إلى هاتف “بيكسل فولد” في حال استمرت “أبل” في تأخير إطلاق هاتف آيفون قابل للطي. هذا التحول يعكس حالة الترقب والإحباط في أوساط المستخدمين، خاصة بعد أن طال انتظار دخول “أبل” إلى سوق الأجهزة القابلة للطي، في الوقت الذي بدأت فيه شركات كبرى مثل “سامسونغ” و”غوغل” بتوسيع حضورها وتقديم نماذج محسّنة عامًا بعد عام.
وعلى الرغم من أن نسبة من يفضلون هاتف آيفون قابل للطي لا تتجاوز 3.3%، فإن هذه الأرقام تعد مرتفعة بالمقارنة مع العام الماضي، حيث لم تتجاوز النسبة 0.1% فقط. هذا التغير يظهر بوضوح وجود تراجع نسبي في ولاء المستخدمين لعلامة “أبل”، التي لطالما عُرفت بقوة قاعدتها الجماهيرية وثقة عملائها.
“سامسونغ” تتأهب للانقضاض
إذا استمرت “أبل” في تأجيل إطلاق هاتفها القابل للطي، فقد تجد نفسها في موقف لا تُحسد عليه، خصوصًا أن “سامسونغ” تتحضر لإطلاق الجيل الثامن من أجهزتها القابلة للطي، مما يمنحها الأفضلية في السوق. ويعتقد محللون أن الأجهزة القابلة للطي، التي كانت تُعد في السابق فئة تجريبية، بدأت تدخل مرحلة النضج، وقد تُحدث تحولًا كبيرًا في سوق الهواتف الذكية، خصوصًا في ظل تزايد الاهتمام بالتصميمات المتطورة والمرنة.
هذا التوجه الجديد من قبل “سامسونغ” يعكس استراتيجيتها في استغلال التردد الواضح لدى “أبل”، ويدفع المستخدمين إلى تجربة حلول بديلة لا تقل جودة عن ما اعتادوا عليه في أجهزة آيفون.
تصميم نحيف لكنه ليس كافيًا
التسريبات حول آيفون 17 إير تشير إلى أنه سيأتي بتصميم فائق النحافة بسمك 5.8 ملم فقط، مع بطارية بسعة 3900 مللي أمبير/ساعة، إلا أن هذه المواصفات لم تنل إعجاب جميع المستخدمين. فالكثيرون يرون أن هذه التحسينات لا ترقى إلى مستوى ما تقدمه الشركات المنافسة، وعلى رأسها “سامسونغ”.
ويُطرح هنا سؤال جوهري بين المهتمين بالتقنية: ماذا لو طرحت “سامسونغ” هاتف Galaxy S26 Edge ببطارية أكبر حجمًا (4200 مللي أمبير/ساعة) وبتصميم أنحف أو مشابه؟ حينها قد لا تجد “أبل” ما ترد به سوى التسرع في تقديم نموذج جديد يواكب هذه التطورات.
تحديات مرتقبة أمام “أبل”
رغم استمرار التوقعات بتحقيق آيفون 17 لمبيعات جيدة، إلا أن المعطيات الجديدة تكشف عن تحديات أكبر أمام “أبل”، في ظل تراجع مؤشرات الولاء وارتفاع سقف تطلعات المستهلكين.
أصبح واضحًا أن المستخدمين باتوا أكثر استعدادًا للانتقال إلى علامات تجارية منافسة في حال لم تقدم “أبل” ابتكارًا حقيقيًا يواكب طموحاتهم. وهذا ما يجعل الشركة الأمريكية أمام اختبار صعب خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل تصاعد قوة منافستها الكورية “سامسونغ“، التي باتت تقترب أكثر فأكثر من التفوق في سباق الهواتف القابلة للطي.