تقنية

أبل

تعمل شركة أبل حاليًا على إعادة ترتيب هيكلها الإداري في واحدة من أكبر خطوات إعادة التنظيم الداخلي التي تشهدها الشركة منذ سنوات، وذلك بالتزامن مع سعيها للعثور على بديل لرئيس قسم الذكاء الاصطناعي الحالي، جون جياناندريا ، الذي تشير التقارير إلى أنه مر بعام مليء بالتحديات، حيث لم تكن نتائج القسم على مستوى التوقعات خلال الفترة الماضية، وهو ما دفع إدارة أبل لإعادة النظر في استراتيجيتها المتعلقة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، لا سيما مع المنافسة الشديدة التي تواجهها من شركات كبرى مثل Google وMicrosoft.

أبل
أبل

وتأتي هذه التحركات في وقت تستعد فيه الشركة أيضًا لمرحلة جديدة مع اقتراب تقاعد مدير العمليات جيف ويليامز ، الذي يعتبر أحد الأعمدة الأساسية داخل أبل، ويُنظر إليه منذ فترة طويلة على أنه الخليفة المحتمل للرئيس التنفيذي الحالي تيم كوك. ويبدو أن خروجه المرتقب من الشركة دفع أبل إلى اتخاذ سلسلة من القرارات الإدارية الاستباقية، لضمان انتقال سلس وتوزيع متوازن للمهام والمسؤوليات.

في هذا السياق، أقدمت أبل على نقل قسمَي الصحة واللياقة البدنية إلى فريق الخدمات ، الذي يشرف عليه إدّي كيو ، أحد أبرز التنفيذيين في الشركة. وتُعد هذه الخطوة مؤشرًا واضحًا على سعي أبل لدمج خدمات الصحة ضمن منظومة أوسع تركز على تقديم خدمات رقمية متكاملة، خاصة مع تزايد التركيز العالمي على التكنولوجيا الصحية والوقائية.

ولم تقتصر التغييرات على ذلك فقط، إذ قامت أبل أيضًا بإعادة هيكلة إدارة ساعات Apple Watch ، حيث أُعيد توزيع المهام المتعلقة بها لتكون ضمن إدارة جديدة، يُعتقد أنها أكثر توافقًا مع أهداف الشركة المستقبلية في مجال الأجهزة القابلة للارتداء، خصوصًا في ظل المنافسة المتصاعدة من شركات مثل سامسونغ وغارمين.

هذه التغييرات لا تُعد مفاجئة في نظر كثير من المحللين، خاصة أن أبل تعمل دائمًا على تكييف استراتيجياتها بما يتماشى مع التطورات التكنولوجية والسوقية. إلا أن توقيت هذه الخطوات، المرتبط بتراجع أداء بعض الأقسام، وعلى رأسها قسم الذكاء الاصطناعي، يشير إلى رغبة داخلية قوية في تسريع وتيرة التطوير، وتحقيق قفزة نوعية في الخدمات التي تقدمها الشركة، سواء من خلال تحسين تجربة المستخدم، أو من خلال إدخال أدوات ذكاء اصطناعي أكثر تطورًا في أنظمتها ومنتجاتها.

بصورة عامة، يبدو أن أبل تعيد ترتيب أوراقها استعدادًا لمرحلة جديدة تتسم بتغيرات قيادية وتكنولوجية مهمة. ويبقى السؤال المطروح: من سيكون الخليفة القادم لقيادة الذكاء الاصطناعي في الشركة، وهل سيتمكن من دفع أبل إلى موقع الريادة في هذا المجال الحيوي؟

في ظل التغيرات المحتملة في القيادة التنفيذية داخل شركة “أبل”، تشير تقارير متزايدة إلى أن الشركة تسعى حاليًا للعثور على بديل لجون جياناندريا، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي لديها. ورغم أن هذا التطور قد يبدو مفاجئًا للبعض، إلا أنه، في واقع الأمر، لا يُعد مفاجئًا بالنظر إلى عدد من العوامل المتراكمة التي ظلت تؤثر على موقعه داخل الشركة في السنوات الأخيرة.

يأتي في مقدمة هذه الأسباب الأداء الضعيف نسبيًا الذي حققته “أبل” في مجال الذكاء الاصطناعي مقارنة بمنافسيها، وخصوصًا في ما يتعلق بتطوير مساعدها الرقمي “سيري”. فبينما حققت شركات مثل “غوغل” و”أمازون” و”مايكروسوفت” تقدمًا لافتًا في تحسين قدرات المساعدات الذكية، لا يزال “سيري” يُنظر إليه على أنه متأخر من حيث الفهم والسياق والذكاء التفاعلي. وقد شكّل ذلك مصدر قلق داخلي وخارجي على حد سواء، خاصة في عصر أصبح الذكاء الاصطناعي فيه عاملًا حاسمًا في المنافسة بين شركات التكنولوجيا الكبرى.

إضافة إلى ذلك، فإن الدور الفعلي الذي يشغله جياناندريا داخل الشركة يبدو غامضًا بعض الشيء. فعلى الرغم من أن تعيينه في عام 2018 كان يُعتبر انتصارًا استراتيجيًا لـ “أبل”، بعد مسيرة ناجحة في “غوغل” حيث لعب دورًا رئيسيًا في دمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتها مثل “البحث”، و”جيميل”، و”مساعد غوغل”، إلا أن إنجازاته في “أبل” لم تكن بنفس الوضوح أو الزخم.

وبحسب ما ذكرته وكالة بلومبرغ، فإن كبار التنفيذيين في “أبل” قد بدأوا منذ فترة في دراسة خيارات بديلة له، من ضمنها التواصل مع شخصيات بارزة في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل أحد كبار التنفيذيين في “ميتا”. ويعزز هذا الطرح التقارير التي تشير إلى مغادرة عدد من أعضاء فريق الذكاء الاصطناعي التابع لجياناندريا، ما يعكس ربما فقدان الثقة أو إعادة نظر في الاستراتيجية العامة لهذا القطاع داخل الشركة.

وفي حال تم المضي قدمًا باستبداله، فإن ذلك قد لا يقتصر فقط على تغيير شخصية قيادية واحدة، بل قد يكون بداية لمرحلة إعادة هيكلة شاملة داخل قسم الذكاء الاصطناعي في “أبل”. وهو أمر قد يكون مطلوبًا إذا كانت الشركة جادة في سد الفجوة المتزايدة بينها وبين منافسيها في هذا المجال الحيوي.

من الواضح أن “أبل” تدرك أهمية الذكاء الاصطناعي كمحرّك للابتكار المستقبلي، سواء في تحسين تجربة المستخدم، أو تطوير منتجاتها، أو حتى في المنافسة في مجالات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي. ولذلك، فإن أي تغيير في القيادة في هذا القطاع يجب أن يُنظر إليه ضمن سياق أوسع يتعلق بإعادة تموضع “أبل” استراتيجيًا في سوق سريع التطور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى