تقنية

آيفون 17

في خطوة أثارت الكثير من الجدل منذ سنوات، بدأت شركة “أبل” الأميركية بتسويق هواتف آيفون 14 داخل الولايات المتحدة بدون منفذ لبطاقة SIM التقليدية، معتمدة بشكل كامل على تقنية eSIM الرقمية. ورغم أن هذه الخطوة كانت محصورة في السوق الأميركي فقط عند إطلاقها، حيث ظلت النسخ الموجهة للأسواق الأخرى تحتفظ بإمكانية استخدام بطاقتي SIM، إحداهما تقليدية والأخرى إلكترونية، فإن المؤشرات الجديدة توحي بأن “أبل” تمضي قدمًا نحو تعميم هذه السياسة عالميًا بدءًا من الجيل القادم من هواتفها الذكية.

 آيفون 17
آيفون 17

بحسب تقرير حديث نشره موقع “MacRumors” المتخصص في أخبار شركة “أبل”، فإن الشركة قد بدأت فعليًا باتخاذ خطوات عملية نحو التحول العالمي الكامل إلى تقنية eSIM. ووفقًا للتقرير، فقد ألزمت الشركة الأميركية شركاءها المعتمدين في قارة أوروبا، لا سيما أولئك الذين يديرون متاجر بيع بالتجزئة، بالخضوع لتدريب متخصص يهدف إلى تعليمهم كيفية التعامل مع تقنية eSIM، وآليات تفعيلها، وكيفية دعم المستخدمين في أثناء انتقالهم من الشريحة التقليدية إلى الرقمية.

وقد حدّدت “أبل” مهلة زمنية واضحة لإتمام هذا التدريب، حيث يجب أن يُنهي جميع شركائها المعتمدين في الاتحاد الأوروبي هذه الدورات التدريبية بحلول الخامس من سبتمبر، ما يعطي إشارة قوية إلى اقتراب الإعلان عن الجيل الجديد من هواتف آيفون، والمتوقع أن يحمل اسم “آيفون 17”.

ويُعد هذا التحول إن تم تنفيذه عالميًا خطوة مفصلية في تاريخ تصميم الهواتف الذكية، حيث سيُسهم في تبسيط التصميم الداخلي لأجهزة آيفون، وإفساح المجال لمكونات أخرى أو تحسينات في الأداء والبطارية. كما أن استخدام eSIM يوفّر للمستخدمين مرونة أكبر في تبديل الشبكات دون الحاجة إلى تغيير الشريحة الفعلية، الأمر الذي يُعتبر أكثر أمانًا من الناحية الأمنية، ويقلل من فرص ضياع الشريحة أو تلفها.

مع ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات المرتبطة بتبنّي هذه التقنية على نطاق واسع، وخصوصًا في الأسواق النامية التي لا تزال تعتمد على البنى التحتية القديمة أو حيث لا يزال الوعي بتقنية eSIM محدودًا. كما قد يواجه المستخدمون الذين يسافرون كثيرًا صعوبات إضافية في حال لم تدعم الشبكات المحلية في الوجهات التي يقصدونها تقنية eSIM بالكامل.

من ناحية أخرى، فإن قرار “أبل” بتوسيع اعتماد eSIM إلى أوروبا قد يشير إلى نضج السوق الأوروبية من حيث البنية التحتية والدعم التقني، مما يجعلها البيئة المثالية التالية بعد السوق الأميركية لاعتماد هذا التغيير. ولا يُستبعد أن تمتد هذه الخطوة إلى أسواق إضافية في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية خلال الأعوام القليلة المقبلة.

في النهاية، يبدو أن “أبل” مصممة على المضي قدمًا في رؤيتها لهواتف بلا منافذ مادية، تبدأ بإلغاء شريحة SIM التقليدية، وربما تمتد لاحقًا إلى إزالة منافذ أخرى، في إطار سعيها لتقديم هواتف أكثر تكاملًا وبساطة، مدفوعة برؤيتها الخاصة لمستقبل الهواتف الذكية.

يأتي هذا الحدث في توقيت لافت، إذ يسبق بعدة أيام قليلة فعالية “أبل” الكبرى المقررة في 9 سبتمبر، والتي يُتوقع أن تكشف خلالها الشركة عن سلسلة هواتف آيفون 17 الجديدة، إلى جانب إصدارات محسّنة منها، وربما إصدار جديد كليًا يحمل اسم “آيفون 17 إير” يتميز بتصميم فائق النحافة. وتترقب الأسواق هذا الحدث باهتمام بالغ لما قد يحمله من تغييرات على صعيد تصميم الأجهزة والمواصفات التقنية، وكذلك توجهات “أبل” المستقبلية فيما يتعلق ببعض المكونات الأساسية مثل منفذ الشريحة.

اللافت أن “أبل” بدأت في تنظيم دورات تدريبية مخصصة لموظفي المبيعات والموزعين في أوروبا استعدادًا لإطلاق الهواتف الجديدة. ورغم أن هذا التدريب يستهدف السوق الأوروبية بشكل خاص، إلا أن مصادر مطلعة أفادت بأن المنصة التي تستخدمها الشركة لإجراء هذه التدريبات هي منصة موحدة تُستخدم على مستوى العالم. وهذا ما يشير إلى احتمال تعميم هذا النهج التدريبي في أسواق أخرى، بما يعزز استعداد الشبكات البيعية العالمية لاستقبال الطرازات الجديدة بكفاءة أكبر.

من أبرز المستجدات المتوقعة أن إصدار “آيفون 17 إير” قد يُقدم خطوة جريئة بإلغاء منفذ بطاقة SIM التقليدية كليًا، ما يعني الاعتماد الكامل على الشريحة الإلكترونية (eSIM) . ورغم أن هذا التوجه ليس بجديد، فقد تم اعتماده بشكل جزئي في بعض الإصدارات السابقة، إلا أن التخلي التام عن منفذ SIM سيكون خطوة نوعية في مسيرة “أبل” نحو أجهزة أكثر نحافة وانسيابية.

لكن في المقابل، من غير المتوقع أن يشمل هذا التوجه جميع الأسواق. فبعض الدول، وعلى رأسها الصين ، لا تزال تعتمد بشكل واسع على الهواتف التي تدعم بطاقتي SIM ، مما يُرجّح أن تحتفظ “أبل” بخيار منفذ SIM التقليدي في إصدارات مخصصة لهذه الأسواق، تماشيًا مع متطلبات المستخدمين المحليين.

وعلى صعيد المنافسة، تختلف استراتيجيات الشركات الأخرى في هذا المجال. فشركة غوغل على سبيل المثال أطلقت هاتف بيكسل 10 في الولايات المتحدة بدعم حصري لـ eSIM فقط، في حين لا تزال سامسونغ تقدم هواتف مثل Galaxy S25 بخيارات مزدوجة تجمع بين eSIM والشريحة التقليدية في معظم الأسواق العالمية، ما يتيح للمستخدمين مرونة في اختيار التقنية الأنسب لهم.

ورغم أن eSIM توفر ميزات كبيرة، لاسيما للمستخدمين كثيري السفر، الذين يمكنهم تفعيل خطوط متعددة دون الحاجة لتغيير الشريحة يدويًا، إلا أن بعض المستخدمين قد يرون أن غياب منفذ SIM التقليدي يُشكّل عائقًا، خاصة في الدول التي يُفضل فيها شراء شرائح محلية عند التنقل.

ومع ذلك، يرى عدد من المحللين أن “أبل” تمضي قدمًا، ولكن بحذر، نحو عالم خالٍ من المنافذ الفيزيائية، بدءًا بمنفذ SIM. وهي استراتيجية تُعزز مفهوم الهواتف “المتكاملة” من حيث التصميم، وتُمهّد لدخول مرحلة جديدة في تطور الهواتف الذكية، تتسم بالاعتماد الكامل على البرمجيات والخدمات السحابية في التفعيل والتوصيل، بدلاً من المكونات الصلبة التقليدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى