أبل
تستعد شركة أبل الأمريكية الرائدة في صناعة التكنولوجيا لإطلاق جيل جديد من أجهزتها الإلكترونية، مع التركيز هذه المرة على تزويدها بشاشات من نوع OLED، وهي خطوة من شأنها أن تحدث نقلة نوعية في تجربة المستخدم من حيث جودة العرض والألوان وسطوع الشاشة. ومن المتوقع أن تأتي هذه التحديثات مصحوبة بزيادة واضحة في أسعار الأجهزة، نتيجة التكلفة المرتفعة لتقنية OLED مقارنة بالشاشات التقليدية.

تقنية OLED تعتبر من أكثر الابتكارات تقدمًا في مجال شاشات العرض، حيث تتميز بإمكانية عرض ألوان أكثر حيوية وتباين أفضل بين اللون الأسود والألوان الأخرى، إضافة إلى استهلاك أقل للطاقة مقارنة بالشاشات التقليدية التي تعتمد على الإضاءة الخلفية. هذا يعني أن الأجهزة المزودة بهذه الشاشات ستقدم تجربة مشاهدة أكثر غنى ووضوحًا، سواء عند استخدام التطبيقات اليومية أو عند مشاهدة الوسائط المتعددة مثل الفيديوهات والأفلام. كما أن هذه الشاشات توفر زاوية مشاهدة أوسع دون فقدان جودة الصورة، ما يجعلها مناسبة للعمل المتعدد الوسائط أو القراءة والكتابة على الأجهزة اللوحية والمحمولة.
وفقًا للمعلومات المتاحة، تقوم أبل حالياً باختبار شاشات OLED على ثلاثة من أجهزتها القادمة، وهي: جهاز **ماك بوك إير**، و**آيباد إير**، و**آيباد ميني**. هذه الخطوة تشير إلى رغبة أبل في توسيع نطاق استخدام التقنية التي اعتمدتها منذ فترة في عدد من أجهزتها الرائدة مثل **آيفون** و**آيباد برو** و**Apple Watch**. فمنذ ظهور أول أجهزة آيفون المزودة بشاشات OLED، أثبتت هذه التقنية قدرتها على تقديم تجربة بصرية متفوقة، وهو ما دفع الشركة إلى تعميمها تدريجيًا على باقي أجهزتها لتوحيد جودة العرض عبر جميع منتجاتها.
من المتوقع أن يؤدي إدخال شاشات OLED في أجهزة ماك بوك وآيباد إلى رفع مستوى الأداء البصري لهذه الأجهزة بشكل ملحوظ، خاصة عند التعامل مع التطبيقات التي تتطلب دقة عالية في الألوان مثل برامج التصميم والمونتاج. كما ستستفيد هذه الأجهزة من تحسينات في عمر البطارية بفضل كفاءة استهلاك الطاقة لشاشات OLED، مما يعزز تجربة المستخدم من حيث الاستخدام الطويل دون الحاجة إلى إعادة الشحن بشكل متكرر.
على الجانب الآخر، يشير المحللون إلى أن التكلفة الأعلى لشاشات OLED ستنعكس حتمًا على أسعار الأجهزة الجديدة، مما قد يجعلها أكثر تكلفة من النماذج السابقة التي تستخدم شاشات LCD التقليدية. ومع ذلك، يرى العديد من المستخدمين أن هذه الزيادة في السعر مبررة بالنظر إلى التحسينات الكبيرة في جودة العرض والخصائص التقنية التي توفرها شاشات OLED.
من ناحية استراتيجية، يعكس هذا التوجه استمرار أبل في التزامها بتقديم أجهزة عالية الجودة مع التركيز على الابتكار التقني، وهو ما يعزز موقعها في سوق الأجهزة الإلكترونية التنافسية. فالشركة لا تقتصر فقط على تحسين المواصفات الداخلية لأجهزتها، بل تهتم أيضًا بتجربة المستخدم البصرية والسمعية، لتظل منتجاتها محط اهتمام المستهلكين حول العالم.
باختصار، الخطوة الجديدة لأبل في إدخال شاشات OLED إلى مجموعة أوسع من أجهزتها تمثل مزيجًا من الابتكار التقني والتحسين العملي، مع توقعات بارتفاع الأسعار. وعلى الرغم من التحديات المرتبطة بالتكلفة، فإن الفوائد المتوقعة للمستخدمين من حيث جودة العرض وأداء البطارية تجعل هذه الخطوة واحدة من أهم التحسينات التي يمكن أن يشهدها سوق الأجهزة اللوحية والمحمولة في الفترة المقبلة.
تحول تدريجي نحو شاشات OLED
تشير التسريبات الأخيرة إلى أن ماك بوك برو سيكون أول الحواسيب المحمولة من “أبل” المزودة بشاشة OLED، مع توقعات بإطلاقه بين نهاية 2026 وبداية 2027، بالتزامن مع إعادة تصميم شاملة للجهاز.
“أبل” تستعد لإطلاق أول حاسوب ماك بوك بشاشة تعمل باللمس
من المتوقع أن ماك بوك إير المزود بشاشة OLED لن يصدر قبل عام 2028، وسيعمل بمعالج M6 القادم، وفق تقرير نشره موقع “phonearena”.
وفي المقابل، تخطط “أبل” لإطلاق ماك بوك إير بمعالج M5 في ربيع العام المقبل، إلى جانب ماك بوك برو بمعالجي M5 Pro وM5 Max .
آيباد ميني أول من يحصل على الترقية
سيكون آيباد ميني أول جهاز لوحي من الفئة المتوسطة يحصل على شاشة OLED ضمن تصميم جديد كلياً، المتوقع إطلاقه عام 2026.
ومن بين التحسينات البارزة التي تُجربها “أبل” نظام صوتي يعتمد على الاهتزاز بدل الفتحات التقليدية، ما سيجعل الجهاز مقاوماً للماء بالكامل وهو أمر جديد على أجهزة آيباد.
أما آيباد إير فسيحصل على آخر إصدار بشاشة LCD في ربيع 2026، قبل أن يتحول إلى تقنية OLED في الجيل التالي.
الأسعار إلى ارتفاع
الانتقال إلى شاشات OLED سيرافقه ارتفاع في الأسعار إذ من المتوقع أن يبدأ سعر آيباد ميني الجديد من **599 دولاراً** بدلاً من 499 دولاراً.
كما يُرجح أن يرتفع سعر آيباد إير المزود بشاشة OLED إلى نحو 699 دولاراً، مع الحفاظ على فارق واضح عن آيباد برو الذي يبدأ من 999 دولاراً.
وتتماشى هذه الخطوة مع ما تقوم به شركات منافسة مثل “سامسونغ”، التي تعتمد OLED في أجهزتها المتقدمة Galaxy Tab S11، بينما تواصل شركات مثل “غوغل” و”ون بلس” استخدام شاشات LCD الأرخص.
رفاهية أكثر من ضرورة
رغم أن شاشات OLED تقدم ألواناً أكثر حيوية وتبايناً أعلى، يرى بعض المستخدمين أن هذه المزايا لا تبرر زيادة السعر في الحواسيب المحمولة المخصصة للعمل.
لكن التقنية تبدو أكثر منطقية في أجهزة آيباد، التي تُستخدم غالباً لمشاهدة المحتوى والترفيه، حيث توفر تجربة بصرية محسّنة قد تجعل فرق السعر مبرراً لمحبي الجودة العالية.




