غوغل هوم

يشكو عدد متزايد من مستخدمي أجهزة Google Home وNest من تراجع ملحوظ في أداء هذه الأجهزة، خصوصًا الإصدارات القديمة منها. وقد ازدادت الشكاوى خلال الفترة الأخيرة، وسط تقارير تفيد بظهور أعطال متكررة ومشاكل تقنية تؤثر بشكل مباشر على الاستخدام اليومي وتعيق المهام الروتينية التي يعتمد فيها المستخدمون على هذه الأجهزة الذكية، وفقًا لما أشار إليه موقع “PhoneArena”

وتشمل أبرز المشكلات التي تم الإبلاغ عنها بطئًا ملحوظًا في استجابة المساعد الصوتي للأوامر، وتأخرًا في تنفيذ المهام المعتادة، بل وحتى فشلًا كاملاً في أداء بعض الوظائف. كما وردت تقارير عن أخطاء متكررة أثناء محاولة تشغيل أجهزة منزلية ذكية مرتبطة بتلك الأنظمة، مثل المصابيح الذكية أو منظمات الحرارة أو حتى تشغيل الموسيقى وتحديد التنبيهات.
هذا التراجع في الأداء أثار موجة من الاستياء في أوساط المستخدمين، خاصة أولئك الذين اعتمدوا على هذه الأجهزة في تسيير شؤونهم اليومية لسنوات، ما دفع البعض إلى التساؤل عما إذا كانت “غوغل” تتعمّد إهمال دعم الأجهزة القديمة لدفع المستخدمين نحو الترقية إلى منتجات أحدث.
ورغم أن هذه الأجهزة لم تكن معروفة سابقًا بمثل هذه الأعطال المتكررة، فإن أداءها في الآونة الأخيرة بات يمثل مصدر قلق، لا سيما أن بعض المستخدمين أشاروا إلى أن المشكلات بدأت بالظهور بعد تحديثات برمجية أخيرة، مما أثار تكهنات بأن التحديثات الجديدة قد تكون غير متوافقة بشكل كامل مع الأجهزة القديمة، أو أن موارد الأجهزة لم تعد كافية لمجاراة التطويرات المستمرة في خدمات الذكاء الاصطناعي والمساعد الذكي.
وتأتي هذه التقارير في وقت حساس بالنسبة لشركة “غوغل”، التي تستعد لإطلاق سلسلة من التحديثات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، ومن ضمنها تحسينات على مستوى مساعدها الذكي. ويخشى البعض من أن تكون هذه التحديثات موجهة فقط للأجهزة الحديثة، مما يعني تهميش الإصدارات الأقدم رغم أنها ما زالت تُستخدم على نطاق واسع.
ولم تُصدر “غوغل” حتى الآن بيانًا رسميًا يوضح موقفها من هذه المشكلات، أو ما إذا كانت هناك نية لتقديم دعم تقني خاص للأجهزة القديمة أو تحسين أدائها عبر تحديثات برمجية مخصصة. وقد طالب عدد من المستخدمين عبر المنتديات التقنية ومنصات الدعم التابعة للشركة بضرورة التحرك الفوري لمعالجة هذه المشكلات، لضمان استمرارية تجربة الاستخدام السلسة التي لطالما اشتهرت بها أجهزة Google Home وNest.
في النهاية، فإن تعامل “غوغل” مع هذه الأزمة سيعكس مدى التزامها بجودة منتجاتها وخدمة عملائها، خاصة في ظل المنافسة الشرسة التي تشهدها سوق الأجهزة الذكية، حيث تتسابق الشركات على تقديم حلول متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتراعي أيضًا استدامة الأجهزة القديمة.
أوامر غير مفهومة ونتائج غير متوقعة
اشتكى العديد من المستخدمين من مشاكل متزايدة في أداء الأجهزة الذكية، تمثلت في:
تأخير مفرط أو تجاهل تام للأوامر الصوتية.
تنفيذ تعليمات خاطئة، مثل تشغيل الضوضاء البيضاء في غرفة غير مقصودة.
اختلاف في تقارير الطقس حسب الشخص الذي يطلب المعلومة.
تعطّل في تنفيذ الروتينات الذكية، مثل التحكم في الأضواء أو الموسيقى تلقائيًا في أوقات محددة.
وقد وصف أحد المستخدمين تجربته قائلًا إن جهازه “لم يعد يؤدي حتى أبسط المهام”، مشيرًا إلى فشل الجهاز في إطفاء المروحة دون التأثير على الإنارة.
خلل عشوائي أم تقادم متعمد؟
حتى الآن، لم تصدر “غوغل” أي توضيحات رسمية تفسر تدهور أداء الأجهزة القديمة على نحو ملحوظ.
ويذهب بعض المستخدمين إلى أن المشكلة قد تكون نتيجة دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة، مثل “جيميني”، في النظام، بينما يرى آخرون أن الأمر ربما يرتبط بسياسة “التقادم المبرمج” التي تهدف إلى دفع المستخدمين نحو ترقية أجهزتهم.
وقد طرح أحد المستخدمين تساؤلًا لافتًا: “هل هذه الأعطال مقدمة لإجبارنا على شراء النسخ الأحدث؟ أم أننا نمر بمرحلة انتقالية قبل تحديث كبير؟”
ما يزيد القلق هو أن هذه الأعطال تصيب أجهزة يعتمد عليها الكثيرون في الحياة اليومية، خاصة العائلات التي تستخدمها لمساعدة الأطفال أو ذوي الاحتياجات الخاصة، مما يجعل “المنزل الذكي” تجربة أقل ذكاءً وأكثر إحباطًا.
وفي ظل تزايد الشكاوى، يطالب المستخدمون “غوغل” بتقديم توضيحات عاجلة وحلول جذرية، خصوصًا أن سمعة Google Home لطالما ارتبطت بالبساطة والثقة.