أمازون

خلال مكالمة أرباح الربع الثاني التي أجرتها شركة أمازون يوم الخميس، كشف الرئيس التنفيذي للشركة، آندي جاسي، عن رؤيته المستقبلية لتعزيز تجربة المستخدم من خلال دمج الإعلانات ضمن المحادثات التي يجريها المستخدمون مع مساعد أمازون الذكي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، المعروف باسم “أليكسا+”. وتعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية الشركة الأوسع للاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي في تعزيز العوائد وتقديم تجربة أكثر تخصيصًا وتفاعلية للعملاء.

وقد أكد جاسي، خلال حديثه إلى المستثمرين ومحللي وول ستريت، أن هناك اهتمامًا متزايدًا من قبل المستخدمين بالأجهزة التي توفرها أمازون والمزوّدة بتقنية أليكسا+. وأوضح أن هذه الأجهزة لم تعد مجرد أدوات ذكية للمنزل أو المساعدة في أداء المهام، بل أصبحت منصات متكاملة للتسوق والترفيه وحتى التفاعل الشخصي، مشيرًا إلى أن المستخدمين باتوا يعتمدون على أليكسا بشكل متزايد في عمليات التسوق اليومية.
وأضاف جاسي أن العملاء يستمتعون بتجربة التسوق عبر أليكسا+، ووصفها بأنها تجربة ممتعة ومريحة، وهي مرشحة للتحسن المستمر مع تطور قدرات الذكاء الاصطناعي وتحسين خدمات التخصيص والتفاعل الصوتي. وألمح إلى أن إدخال الإعلانات في هذا السياق لن يكون تدخلاً تقليديًا كما هو الحال في الوسائط الإعلانية الأخرى، بل سيتم تقديم الإعلانات بطريقة ذكية ومناسبة للسياق، بحيث تضيف قيمة للمحادثة بدلًا من أن تكون مصدر إزعاج للمستخدم.
وتشير تصريحات جاسي إلى تحول استراتيجي مهم في كيفية استثمار أمازون في أليكسا، التي كانت في بداياتها أداة بسيطة للتحكم بالأجهزة وتشغيل الموسيقى أو ضبط المواعيد. اليوم، ومع إطلاق أليكسا+، أصبحت الأداة منصة متطورة تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتملك القدرة على فهم السياق وتقديم اقتراحات ذكية للمستخدمين، بما في ذلك اقتراحات الشراء.
الفرصة التي تراها أمازون في الإعلانات من خلال أليكسا+ تكشف عن اتجاه جديد في عالم الإعلان الرقمي، حيث يتحول من الإعلانات المعروضة بصريًا على الشاشات إلى شكل جديد يعتمد على الصوت والتفاعل الطبيعي. وهذا من شأنه أن يفتح آفاقًا جديدة للعلامات التجارية التي تسعى للوصول إلى العملاء بطريقة أكثر شخصية ومباشرة، خاصة في لحظات اتخاذ القرار.
وفي ظل المنافسة المتصاعدة في سوق المساعدين الرقميين، خاصة مع دخول شركات تقنية كبرى مثل غوغل وآبل في هذا المجال، يبدو أن أمازون تسعى للتميّز من خلال تطوير نموذج أعمال يجمع بين الذكاء الاصطناعي والإعلانات والتجارة الإلكترونية في حزمة واحدة.
ختامًا، فإن تصريحات جاسي لا تعكس فقط الطموحات التقنية لشركة أمازون، بل تؤكد أيضًا على الاتجاه المستقبلي لتجارب المستخدم القائمة على الصوت والتخصيص، ما قد يُحدث تحولًا جذريًا في طريقة تفاعل الناس مع التكنولوجيا داخل منازلهم وفي حياتهم اليومية.
في ظل التطورات المتسارعة في عالم التكنولوجيا، يتجه المساعد الرقمي “أليكسا” التابع لشركة “أمازون” نحو مرحلة جديدة، عبر إطلاق نسخة محسّنة تُدعى “أليكسا+”، وهي خطوة تعكس رغبة الشركة في إعادة تموضع مساعدها الصوتي بما يتماشى مع التغيرات الجذرية التي فرضتها نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وبحسب تقرير نشره موقع “TechCrunch” فإن شركة “أمازون” تسعى من خلال “أليكسا+” إلى جعل المساعد الرقمي أكثر قدرة على التصرف بشكل مستقل، وأكثر طبيعية في التفاعل مع المستخدمين، ليواكب مستوى التقدم الذي حققته روبوتات الدردشة التي أطلقتها شركات مثل “OpenAI” و”غوغل” و”Perplexity”.
ورغم هذه الخطوة الطموحة، لا تزال نماذج الأعمال الخاصة بتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي غير واضحة المعالم. ومن هذا المنطلق، أشار المدير التنفيذي لـ”أمازون”، آندي جاسي، إلى أن “أليكسا+” قد يتوسع مستقبلًا ليشمل اشتراكات مدفوعة إضافية، وربما نسخًا خالية من الإعلانات.
في الوقت الراهن، توفّر “أمازون” خدمة “أليكسا+” مجانًا لمشتركي برنامج “Prime”، الذين يدفعون اشتراكًا شهريًا بقيمة 14.99 دولارًا، كما أطلقت اشتراكًا مستقلًا خاصًا بـ”أليكسا+” مقابل 20 دولارًا شهريًا. ومع ذلك، فإن استخدام الإعلانات داخل “أليكسا” لا يزال محدودًا، حيث قد تظهر الإعلانات أحيانًا على شاشة جهاز “Echo Show” أو تُسمع بين المقاطع الموسيقية عبر مكبرات الصوت الذكية.
لكن رؤية “أمازون” للمستقبل تتجاوز هذا النموذج التقليدي، إذ أشار جاسي إلى أن دمج الإعلانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي داخل محادثات متعددة الخطوات مع المستخدم قد يشكّل طريقة جديدة لاكتشاف المنتجات، ما قد يفتح آفاقًا جديدة للشركة في مجال الإعلان الرقمي.
وفي هذا السياق، صرّح جاسي:
“أعتقد أنه مع مرور الوقت، ستكون هناك فرص، مع انخراط الناس في المزيد من المحادثات متعددة الأدوار، لجعل الإعلان يلعب دورًا في مساعدة الناس على الاكتشاف، وأيضًا كرافعة لدفع الإيرادات”.
وهذا يعكس اهتمامًا متزايدًا من قبل المسوّقين باحتمالية دمج الإعلانات داخل المساعدات الذكية، خاصة تلك المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي مثل “أليكسا+”، رغم أن آلية التنفيذ وتفاعل المستخدمين مع هذا النوع من الإعلانات لا تزال غامضة.
من جهة أخرى، لا تختلف “غوغل” كثيرًا عن “أمازون” في نظرتها للإعلانات كأحد النماذج المستقبلية الممكنة، حيث تعمل على دمج الإعلانات داخل تجربة “وضع الذكاء الاصطناعي” في محرك البحث الخاص بها. كما أبدى سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ”OpenAI”، انفتاحه تجاه تضمين إعلانات “مقبولة” داخل روبوت الدردشة “شات جي بي تي”، في حال كانت مفيدة للمستخدمين ولم تخلّ بتجربة الاستخدام.
في المحصلة، يبدو أن الإعلانات في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي لم تعد مجرد محتوى تجاري تقليدي، بل باتت تُصاغ لتكون جزءًا من الحوار اليومي بين الإنسان والمساعد الرقمي، ما يفتح الباب أمام تحولات جوهرية في العلاقة بين التقنية والإعلان، ويعيد تعريف مفهوم التفاعل بين الشركات والمستخدمين.