تقنية

روبوتات

شهدت العاصمة الصينية بكين فعاليات المرحلة النهائية من بطولة دوري الروبوتات لكرة القدم “روبو ليغ” (Robo League)، وهي مسابقة فريدة من نوعها تركز على التنافس بين روبوتات تشبه البشر في بنيتها وقدراتها، وتعمل بشكل ذاتي بالكامل دون تدخل بشري مباشر أثناء المباريات. وجمعت هذه البطولة بين الابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي والهندسة الميكانيكية والبرمجيات المتقدمة، وسلطت الضوء على التقدم التقني المتسارع الذي تشهده الصين والعالم في مجالات الروبوتات والأنظمة الذكية.

روبوتات بشرية
روبوتات بشرية

تنافست في المرحلة النهائية أربعة فرق تمثل مؤسسات تعليمية وأكاديمية مرموقة في الصين، حيث قامت كل من هذه الفرق بتصميم وتطوير روبوتات رياضية تتمتع بقدرات عالية على التحرك، التفاعل، واتخاذ القرار داخل ملعب مصغّر يحاكي بيئة مباريات كرة القدم الحقيقية. وقد تميزت البطولة بكون جميع الروبوتات المشاركة تعمل بشكل مستقل، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة للتعرف على الكرة، تحديد مواقع الخصوم، والتخطيط للتمرير والتسديد نحو المرمى.

في ختام المنافسات، أقيمت المباراة النهائية التي جمعت بين فريق “THU Robotics”، وهو فريق الروبوتات التابع لجامعة تسينغهوا، إحدى أعرق الجامعات في الصين، وفريق “Mountain Sea” الذي يمثل جامعة الصين للزراعة. وجاءت المباراة حماسية ومثيرة، حيث أظهر الفريقان مستوى تقنيًا عاليًا من حيث دقة التمرير، استراتيجيات التحرك، والقدرة على التنسيق بين الروبوتات أثناء اللعب.

انتهت المباراة بنتيجة 5 أهداف مقابل 3 لصالح فريق “THU Robotics”، الذي تمكن من فرض سيطرته على مجريات اللقاء، بفضل دقة برمجياته وسرعة استجابة روبوتاته داخل الملعب. وقد جرت المباراة النهائية مساء يوم السبت وسط حضور جماهيري كبير، ضم خبراء في الذكاء الاصطناعي، أساتذة جامعيين، وطلاب من مختلف التخصصات، إلى جانب وسائل الإعلام التي غطت الحدث بشكل واسع.

تأتي هذه البطولة ضمن سلسلة من المبادرات التي تهدف إلى تشجيع الابتكار وتعزيز البحث العلمي في مجالات الروبوتات والذكاء الاصطناعي، إذ توفّر منصة فريدة للطلاب والباحثين لعرض مهاراتهم، وتطبيق أبحاثهم النظرية في مواقف عملية تحاكي الواقع. كما تسهم مثل هذه الفعاليات في إعداد جيل جديد من المهندسين والعلماء القادرين على قيادة مستقبل التكنولوجيا في الصين والعالم.

ويُتوقع أن تشهد النسخ القادمة من دوري “Robo League” مزيدًا من التطور في مستوى الأداء والتقنيات المستخدمة، مع توسّع المشاركة لتشمل فرقًا دولية من خارج الصين، ما يعزز من التنافسية ويدفع حدود الابتكار نحو آفاق جديدة.

بطولة دوري الروبوتات لكرة القدم التي أُقيمت مؤخرًا في منطقة “ييشتشوانغ” للتنمية في الصين، شكّلت محطة بارزة في عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، حيث اعتُبرت بمثابة تجربة تمهيدية للبطولة العالمية لألعاب الروبوتات الشبيهة بالبشر، المقرر تنظيمها في العاصمة بكين قريبًا. وقد جاء هذا الحدث وفقًا لتقرير نشره موقع “إنتريستينج إنجنيرينغ” المتخصص في أخبار التكنولوجيا والهندسة، والذي نقلته “العربية Business”.

ما ميّز هذه البطولة بشكل خاص، هو أنها جرت دون أي تدخل أو إشراف بشري أثناء المباريات. فالروبوتات التي شاركت، والتي تم تصميمها على هيئة بشرية، أدّت جميع المهام الكروية بشكل ذاتي بالكامل، وذلك باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة وأجهزة الاستشعار الذكية. حيث شكّل كل فريق من هذه الفرق من ثلاثة روبوتات لعبت بطريقة مستقلة تمامًا، دون أي توجيه خارجي أو تحكم عن بُعد.

وتُعتبر هذه البطولة، التي أُطلق عليها اسم “روبو ليغ”، أول منافسة من نوعها تُنظم داخل الصين بهذه الدرجة من الاستقلالية للروبوتات، حيث لم يتدخل الإنسان مطلقًا في إدارة حركات اللاعبين الآليين أو قراراتهم داخل الملعب.

جرت المباريات وفق نظام بسيط نسبيًا، إذ قُسّمت إلى شوطين مدة كل منهما عشر دقائق، تتخللهما استراحة قصيرة لمدة خمس دقائق. وخلال هذه الفترة، أظهرت الروبوتات أداءً لافتًا، إذ تمكنت من المشي والركض وركل الكرة وحتى اتخاذ قرارات سريعة، كتحديد من يناول الكرة أو الاتجاه نحو الهدف، وكل ذلك من تلقاء نفسها.

واستخدمت هذه الروبوتات كاميرات بصرية دقيقة وأجهزة استشعار متقدمة، مكنتها من تتبع الكرة من مسافات تصل إلى 20 مترًا، مع دقة تجاوزت نسبة 90%. كما تمكنت من التعرف على عناصر مختلفة داخل الملعب، مثل خطوط التماس والمرمى، بالإضافة إلى التمييز بين زملائها في الفريق واللاعبين المنافسين.

ورغم هذا التقدم الكبير، واجهت الروبوتات تحديات واضحة، تمثلت أبرزها في صعوبة تجنب التصادمات أثناء الحركة، خاصةً عند التعامل مع أجسام متحركة بسرعة. وهذا ما دفع المنظمين إلى تعديل بعض القواعد، والسماح ببعض الاحتكاكات غير المتعمدة دون احتسابها كمخالفات.

في المجمل، تُبرز هذه البطولة التطور السريع في مجالي الروبوتات والذكاء الاصطناعي، وتُمهد الطريق لمرحلة جديدة من التفاعل الذكي بين الآلات والبيئة المحيطة بها، دون الحاجة لتدخل الإنسان، مما يعكس طموحات الصين في ريادة هذا المجال عالميًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى