إكس

أعلنت منصة “إكس” (Twitter سابقًا) عن إطلاق ميزة جديدة تتيح لمجموعة مختارة من صناع المحتوى تحميل مقاطع فيديو بجودة 4K، في خطوة تهدف إلى تعزيز تجربة المستخدمين وزيادة التفاعل داخل المنصة. وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية تسعى بها “إكس” للحد من انتقال المستخدمين إلى منصات أخرى مثل “يوتيوب” و”Vimeo” لمشاهدة المحتوى المرئي عالي الجودة، عبر تقديم بدائل منافسة ضمن منظومتها الرقمية.
الميزة الجديدة لا تزال في طور التجربة مع عدد محدود من منشئي المحتوى

لكن من المنتظر أن تتاح لجميع المشتركين المميزين في المستقبل القريب، وذلك حسب ما جاء في منشور رسمي من حساب فريق الهندسة في “إكس”. ويُظهر هذا الإعلان التزام المنصة بتطوير إمكانياتها في مجال الفيديو، في ظل احتدام المنافسة بين المنصات الاجتماعية على جذب واحتفاظ المستخدمين من خلال تحسين جودة الخدمات المقدمة، خصوصًا في ما يتعلق بالمحتوى المرئي الذي أصبح يشكل محورًا أساسيًا في استراتيجيات النمو الرقمي.
قبل هذا التحديث، كانت “إكس” تتيح فقط للمستخدمين المشتركين في الخدمات المدفوعة رفع مقاطع فيديو بدقة 1080 بكسل، بحد أقصى لحجم الملف يبلغ 8 غيغابايت، ومدة زمنية تصل إلى ثلاث ساعات، كما هو موضح في صفحة الدعم الفني الخاصة بالمنصة. ومع إدخال دعم الفيديو بدقة 4K، فإن “إكس” ترتقي بمعايير الجودة التقنية للمحتوى، وتمنح المستخدمين فرصة لتقديم إنتاجاتهم بجودة تضاهي ما يُعرض على المنصات المتخصصة في الفيديوهات.
تعكس هذه الخطوة أيضًا توجهًا استراتيجيًا لدى المنصة لتوسيع نطاق خدماتها
بما يشمل تسهيل مشاركة مقاطع الفيديو الطويلة وذات الجودة العالية، وهو ما قد يجذب شريحة جديدة من المستخدمين وصناع المحتوى الذين يعتمدون على التصوير عالي الدقة في أعمالهم، مثل صناع الأفلام، والمصورين المحترفين، ومنتجي الفيديوهات التعليمية والترفيهية.
كما أن دعم 4K قد يسهم في تعزيز فرص الربح لصناع المحتوى على “إكس”، خاصة أولئك الذين يبحثون عن بدائل لمنصات تقليدية مثل “يوتيوب” التي تفرض شروطًا صارمة على تحقيق الدخل، مما يجعل “إكس” بيئة محتملة أكثر مرونة لبعض المبدعين.
في الوقت ذاته، يسلط هذا التحديث الضوء على مدى التحول الذي تشهده المنصة منذ إعادة هيكلتها وتغيير اسمها، إذ تسعى “إكس” لأن تصبح أكثر من مجرد شبكة تواصل اجتماعي تقليدية، بل منصة متكاملة تقدم محتوى متنوعًا يتجاوز التغريدات النصية، لتشمل الفيديو، الصوت، والبث المباشر، مما يفتح الباب أمام مزيد من التكامل في أساليب التواصل الرقمي.
يتابع المهتمون بالتقنية وتطوير المحتوى هذه الميزة عن كثب
لما قد تحمله من تأثيرات على مشهد صناعة المحتوى الرقمي، سواء من حيث الأدوات المتاحة أو من ناحية المنافسة بين المنصات العالمية.
منذ استحواذ الملياردير إيلون ماسك على منصة “إكس” (المعروفة سابقًا باسم تويتر)، تسعى الشركة إلى إعادة تعريف دورها كمركز رقمي متكامل، مع تركيز متزايد على دعم ونشر محتوى الفيديو. وفي هذا الإطار، بدأت المنصة باتخاذ خطوات تدريجية نحو تعزيز إمكانياتها في مجال الفيديو، حيث رفعت في الأشهر الأخيرة القيود المفروضة على مدة وجودة المقاطع التي يمكن للمستخدمين تحميلها، لا سيما المشتركين في خدمات “إكس بريميوم”.
أحد أبرز التحديثات التي نفذتها المنصة يتمثل في دعم تحميلات الفيديو بدقة 4K، ما يعكس توجهًا واضحًا نحو تحسين تجربة المشاهدة، واستقطاب صنّاع المحتوى الذين يفضلون نشر مواد مرئية عالية الجودة. وبالتوازي مع ذلك، تُشير تقارير تقنية إلى أن “إكس” قد تُقدم لاحقًا على تعديل الحد الأقصى لحجم الملفات المسموح بها عند رفع الفيديوهات، خصوصًا لمشتركي الخطط المدفوعة، ما يفتح الباب أمام رفع مقاطع أطول وأكثر تفصيلاً.
ويُعد هذا التحول جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تحويل “إكس” من مجرد منصة تدوين مصغر إلى شبكة متعددة الوسائط، تشجع على إنشاء ومشاركة محتوى متنوع، من البثوث المباشرة إلى المقاطع القصيرة والطويلة على حد سواء. وقد شجّعت المنصة المستخدمين على استغلال هذه التحديثات من خلال حملات دعائية وتصريحات مباشرة من ماسك نفسه، الذي أبدى اهتمامًا واضحًا بتوسيع مجال الفيديو على “إكس”.
خطوة موازية لتعزيز المحتوى المرئي
أطلقت المنصة موجزًا مخصصًا للفيديوهات الرأسية القصيرة، مع زر اختصار مباشر على الصفحة الرئيسية لتطبيق “إكس” على الهواتف الذكية. وقد جاءت هذه الخطوة تماشيًا مع أنماط الاستخدام الشائعة لدى الجمهور الأصغر سنًا، وسعيًا للاستفادة من حالة عدم اليقين التي تحيط بمستقبل تطبيق “تيك توك” في الولايات المتحدة، والذي يواجه ضغوطًا تشريعية قد تصل إلى حد الحظر.
هذا التوجه يضع “إكس” في منافسة مباشرة مع منصات الفيديو الرائدة مثل يوتيوب، إنستغرام، وتيك توك، وهو ما قد يُفضي إلى تغييرات جوهرية في شكل المنصة ووظائفها الرئيسية. إذ لم تعد “إكس” تكتفي بكونها موقعًا للتدوينات النصية القصيرة، بل باتت تطمح لتكون وجهة متكاملة للمحتوى المرئي عالي الجودة، مدعومة بميزات تقنية متقدمة وتسهيلات للمستخدمين المبدعين.
وبينما لا تزال العديد من هذه الميزات في طور التوسع والتجريب، يتضح أن مستقبل “إكس” سيعتمد بشكل كبير على مدى نجاحها في كسب ثقة صنّاع المحتوى والفنانين والمؤثرين الذين يبحثون عن بدائل مستدامة ومنصات ذات حضور عالمي. وإذا استمرت في هذا النهج، فقد نرى تحولًا جذريًا في طريقة استهلاك المستخدمين للمحتوى على المنصة خلال السنوات القليلة المقبلة.