CapCut

أطلقت منصة إنستاجرام تطبيقًا جديدًا يحمل اسم Edits، وهو موجه خصيصًا لصنّاع المحتوى الراغبين في إنتاج مقاطع فيديو احترافية بطريقة سهلة وسريعة. يأتي هذا التطبيق في إطار سعي إنستاجرام لمنافسة تطبيق CapCut التابع لمنصة تيك توك، والذي يحظى بشعبية كبيرة بين المستخدمين الذين يرغبون في تحرير مقاطع الفيديو بطريقة إبداعية دون الحاجة إلى برامج معقدة.
Edits متاح الآن مجانًا لمستخدمي الهواتف الذكية التي تعمل بنظامي iOS وأندرويد

ويمكن تحميله مباشرة من متجري آب ستور وجوجل بلاي. ويُنظر إلى هذا التطبيق كخطوة استراتيجية من إنستاجرام لتعزيز حضورها في سوق صناعة المحتوى المرئي، خصوصًا في ظل المنافسة المتصاعدة بين تطبيقات التواصل الاجتماعي ومنصات الفيديو القصير.
وصفت إنستاجرام التطبيق الجديد بأنه “منصة شاملة لإنشاء وتحرير مقاطع الفيديو”، مع التركيز على تلبية احتياجات صناع المحتوى المحترفين والمبتدئين على حد سواء. يتميز Edits بمجموعة من الأدوات المتقدمة التي لا تتوفر في التطبيق الأساسي لإنستاجرام، ما يجعله خيارًا مميزًا لأولئك الذين يبحثون عن مزيد من التحكم في عملية تحرير الفيديو.
أبرز ميزات التطبيق
أدوات متطورة لإدارة المشاريع، مثل إمكانية تنظيم الملفات، وتدوين الملاحظات، وتسجيل الأفكار أثناء العمل على المشاريع، مما يساعد المستخدمين على تخطيط المحتوى بشكل أفضل. كما يوفّر التطبيق إحصاءات دقيقة حول أداء الفيديوهات، مثل عدد المشاهدات والتفاعل والمشاركة، وهو ما يساهم في تحسين استراتيجيات النشر والتفاعل مع الجمهور.
بالإضافة إلى ذلك، يحتوي Edits على ميزات متقدمة مثل إنشاء رسوم متحركة باستخدام الذكاء الاصطناعي انطلاقًا من صور ثابتة، وهي ميزة مبتكرة تساعد على إضفاء الحيوية على الصور بطريقة فنية جذابة. كما يدعم التطبيق تقنية استبدال الخلفية باستخدام آلية الشاشة الخضراء، مما يتيح للمستخدمين تغيير الخلفيات بسهولة دون الحاجة إلى معدات احترافية. كما يمكن قص العناصر من الصور وتحريرها بشكل دقيق، وهي ميزة مهمة لصناعة محتوى احترافي وديناميكي.
كل هذه الأدوات تجعل من Edits منصة قوية تنافس بقوة في مجال تحرير الفيديوهات، حيث يجمع بين السهولة في الاستخدام والتقنيات المتقدمة، مما يلبي احتياجات شريحة واسعة من المستخدمين، سواء كانوا مبتدئين في مجال صناعة الفيديو أو محترفين يبحثون عن أدوات فعالة وعصرية.
مع إطلاق هذا التطبيق، يبدو أن إنستاجرام تخطو خطوة جديدة نحو تعزيز مكانتها كمنصة متكاملة لصناعة المحتوى، ولا تقتصر فقط على مشاركة الصور والفيديوهات، بل تسعى أيضًا لتوفير بيئة إنتاج متكاملة تُمكّن المستخدمين من التعبير عن أفكارهم بأقصى درجات الإبداع والاحتراف.
يبدو أن تطبيق Edits الذي أطلقته شركة إنستاجرام مؤخرًا يأتي في إطار سعيها لمنافسة تطبيقات تحرير الفيديو الرائجة، وعلى رأسها تطبيق CapCut الشهير، المملوك من قبل شركة بايت دانس، وهي ذاتها الشركة المالكة لمنصة تيك توك. إذ تتقاطع مزايا التطبيقين في عدة جوانب، ما يشير إلى وجود توجه مباشر من شركة ميتا، الشركة الأم لإنستاجرام، للدخول في مجال تحرير الفيديوهات الإبداعية بمنافسة قوية أمام CapCut.
أعلنت إنستاجرام لأول مرة عن تطبيق Edits في يناير الماضي
تزامنًا مع قرار الحجب المؤقت لتطبيقي تيك توك وCapCut من متاجر التطبيقات داخل الولايات المتحدة. هذا التوقيت لم يمر مرور الكرام، إذ رأى كثيرون أن الخطوة تعكس محاولة واضحة من ميتا لاستغلال الفرصة لسحب البساط من تحت منافسيها، وخاصة في ظل تصاعد الضغوط التنظيمية على الشركات الصينية داخل السوق الأمريكية.
وفي سياق تعليقه على هذه المقارنات، اعترف آدم موسيري، رئيس إنستاجرام، من خلال منشور له على منصة ثردز، بأن هناك بالفعل بعض أوجه الشبه بين Edits وCapCut. لكنه في الوقت ذاته أوضح أن التطبيق الجديد صُمم ليلبي احتياجات صناع المحتوى المحترفين، وليس المستخدمين العاديين الذين يكتفون بتعديلات بسيطة على مقاطع الفيديو.
وأشار موسيري إلى أن Edits يهدف إلى تقديم تجربة مختلفة كليًا، تتميز بتوفير أدوات متقدمة في مجال الإبداع البصري، والتي من شأنها أن تمنح المستخدمين المحترفين إمكانيات أكبر في التعديل والإنتاج، حتى وإن كان الجمهور المستهدف للتطبيق أصغر نسبيًا من جمهور CapCut.
وتعمل إنستاجرام حاليًا على تطوير ميزات إضافية في التطبيق لتعزيز مكانته في السوق، حيث ذكرت أنها بصدد إدخال دعم خاصية الإطارات الرئيسية (Keyframes)، وهي أداة مهمة في مجال تحريك العناصر داخل الفيديو بدقة احترافية. كما تتضمن خطط التطوير دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين عملية التحرير بشكل ذكي وسريع، إلى جانب توفير إمكانية التعاون الجماعي، حيث سيكون بمقدور أكثر من مستخدم العمل على تحرير مقطع فيديو مشترك، وهو ما يعزز من روح العمل التشاركي بين صناع المحتوى.
باختصار، تسعى إنستاجرام من خلال Edits إلى تقديم بديل متقدم واحترافي في سوق تحرير الفيديوهات، مستهدفة شريحة أكثر تخصصًا من المستخدمين، في محاولة منها لمواجهة النفوذ المتزايد لتطبيقات بايت دانس في هذا المجال. ومع دخول أدوات الذكاء الاصطناعي إلى ساحة المنافسة، يبدو أن المستقبل سيشهد تطورًا ملحوظًا في تجارب التحرير المرئي، وصراعًا تقنيًا محمومًا بين عمالقة التكنولوجيا.