أخيرًا، استجاب إنستغرام لأحد أكبر الشكاوى التي تؤرق مستخدمي مقاطع الفيديو القصيرة “ريلز”، وهي مشكلة فقدان الفيديو الذي كانوا يشاهدونه أو إغلاقه عن طريق الخطأ أثناء التمرير. لطالما عبّر المستخدمون عن استيائهم من أنهم عند إغلاق أحد مقاطع الريلز أو تمريره بسرعة من دون قصد، لا يستطيعون استعادته أو الرجوع إليه بسهولة، ما يسبب إحباطًا كبيرًا خاصةً إذا كان المقطع مهمًا بالنسبة لهم أو أرادوا مشاهدته لاحقًا.
من خلال هذه الخطوة، يسعى إنستغرام إلى تحسين تجربة المستخدم بتقديم حل عملي للمشكلة: إمكانية الرجوع إلى الفيديو الأخير أو الذي تم إغلاقه بسرعة، ما يمنح المستخدمين شعورًا بالتحكم وسهولة التنقل داخل المنصة. كانت هذه الميزة إلى حدّ كبير غائبة في السابق، حيث كان كل تمرير أو إغلاق سريع يُعد بمثابة فقدان نهائي للمقطع ضمن السياق الذي كانوا فيه. وهذه المشكلة ليست هينة، لأنها تعكس نوعاً من الإزعاج المتكرر لدى ملايين المستخدمين الذين يتصفحون الريلز يوميًا.
بهذا التحديث، سيجد المستخدمون أن الأمر أصبح أقل توتراً: الآن بإمكانهم الرجوع بسهولة إلى مقطع الريلز الذي فقدوه أو أغلقوه عن طريق الخطأ، مما يقلّل من القلق الذي يسببه التمرير السريع أو الخطأ أثناء الاستخدام. بمعنى آخر، إنستغرام يقلّل فقدان المحتوى الذي يهم المستخدم ويمنحه فرصةً ثانية لالتقاط ذلك الفيديو، بدل أن يكون قد انزلق بعيدًا من دون عودة.
عندما يفتح المستخدم الريلز، قد يحدث ويريد الانتقال السريع أو التوقف فجأة، وقد ينتهي به الأمر إلى فقدان الفيديو الذي كان يُشاهده أو لم يستطع استكماله. ولكن من خلال هذا التعديل، يصبح هناك “شبكة أمان” لهؤلاء المستخدمين، حتى لو تغيّر الفيديو أو انتقل التمرير بغير قصد، سيجدون طريقة لاسترجاعه. هذا الأمر مهم بشكل خاص للمستخدمين الذين يتابعون محتوى معيناً أو كانوا على مشارف التفاعل – مثل الإعجاب أو التعليق – فبدون هذه الميزة، يمكن أن يضيع عليهم ما كانوا بصدد مواصلته.
كما أن هذه الخطوة تعكس اهتمامًا أكبر من إنستغرام بتحسين جوانب الاستخدام الدقيقة التي تشكّل تجربة المستخدم اليومية. فمن الطبيعي أن يركز المستخدمون على المحتوى وليس على مشكلات التنقل أو فقدان المقاطع، ولذلك يأتي هذا التحديث الاستباقي ليُشعِرهم بأنهم في منصة أكثر استجابةً لاحتياجاتهم. بدلاً من الشعور بأنهم يلاحقون الفيديو بدل أن يتحكموا فيه، يمنحهم إنستغرام الآن مزيدًا من التحكم في التدفق والمشاهد.
في النهاية، هذا التحديث ليس مجرد تحسين بسيط، بل إنه يعالج إزعاجًا متكرراً كان يُنظر إليه كأمر مسلم به أو غير قابل للتغيير من قِبَل العديد من المستخدمين. الآن، ومع استمرار المنصة في التطوّر والتركيز على التفاصيل الصغيرة، ستُصبح تجربة مشاهدة الريلز أكثر سلاسة وأقل تشويشاً. وما كان يُعَدّ مصدر إزعاج يومي، أصبح اليوم من الماضي، بفضل هذا الإصلاح الذي يجعل التصفح أكثر راحة وثقة للمستخدم.
أطلق تطبيق “إنستغرام” مؤخرًا ميزة جديدة طال انتظارها تحمل اسم “سجل المشاهدة” لمقاطع “ريلز”، في خطوة تهدف إلى تحسين تجربة المستخدمين ومواكبة المنافسة الشرسة مع منصات الفيديو القصيرة الأخرى مثل “تيك توك” و”يوتيوب”. ووفقًا لتقرير نشره موقع Digital Trends المتخصص في أخبار التكنولوجيا، فإن هذه الميزة الجديدة تُعد من أبرز الإضافات التي أُدخلت إلى التطبيق مؤخرًا، نظرًا للفائدة العملية التي تقدمها للمستخدمين الذين يرغبون في تتبع المحتوى الذي شاهدوه سابقًا.
توفر ميزة “سجل المشاهدة” للمستخدمين إمكانية الرجوع إلى جميع مقاطع ريلز التي تم تشغيلها مسبقًا، ما يتيح لهم العثور بسهولة على المقاطع التي نسوا حفظها أو تجاوزوها بسرعة أثناء التصفح. كثير من المستخدمين واجهوا سابقًا صعوبة في تذكر أو العثور على مقطع أثار إعجابهم لكنهم لم يتمكنوا من حفظه في الوقت المناسب، لذا تأتي هذه الخاصية كحل عملي لهذه المشكلة المزعجة.
ولا تقتصر الميزة على عرض سجل المشاهدة فحسب، بل تمنح المستخدمين أيضًا التحكم الكامل في هذا السجل، إذ يمكنهم حذف أي مقطع ريلز من القائمة إذا رغبوا في ذلك للحفاظ على الخصوصية أو لتنظيم تجربتهم داخل التطبيق. ويمكن الوصول إلى هذه الخاصية بسهولة عبر التوجه إلى الإعدادات داخل الملف الشخصي، ثم اختيار “نشاطك / Your Activity”**، وبعدها الدخول إلى قسم “سجل المشاهدة / Watch History” حيث تُعرض جميع المقاطع التي تمت مشاهدتها مؤخرًا بترتيب زمني واضح.
تأتي هذه الخطوة في إطار جهود “إنستغرام” المستمرة لتعزيز موقعه في سوق الفيديوهات القصيرة، الذي يشهد منافسة قوية بين المنصات الكبرى. فمن المعروف أن كلًا من “يوتيوب” و”تيك توك” قدما ميزة سجل المشاهدة منذ فترة طويلة، مما منح المستخدمين هناك تجربة أكثر سلاسة وتنظيمًا. لذا، فإن إطلاق هذه الميزة على “إنستغرام” يمثل محاولة جادة لسد الفجوة الوظيفية بين المنصات الثلاث وتحسين ولاء المستخدمين للتطبيق.
وتُعد ميزة “سجل المشاهدة” جزءًا من سلسلة من التحديثات المكثفة التي يشهدها إنستغرام مؤخرًا، إذ أضاف التطبيق خلال الأشهر الماضية عدة أدوات وخصائص جديدة لتعزيز التفاعل وجذب المستخدمين. من بين هذه التحديثات زر إعادة النشر (Repost) الذي يتيح مشاركة محتوى الآخرين بسهولة على الحساب الشخصي، إلى جانب أدوات تحرير متطورة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تُمكِّن المستخدمين من تحسين القصص والمقاطع بطرق أكثر احترافية.
ويرى خبراء التكنولوجيا أن إطلاق سجل المشاهدة يُظهر حرص “إنستغرام” على الاستماع لاحتياجات مستخدميه والسعي لتقديم تجربة أكثر مرونة وتنظيمًا. فمع تزايد الاعتماد على الفيديوهات القصيرة كوسيلة رئيسية للتفاعل والترفيه، بات من الضروري أن تقدم المنصات ميزات تُسهّل على المستخدمين إدارة تجربتهم ومتابعة المحتوى المفضل لديهم دون عناء.
وبذلك، يمكن القول إن هذه الخطوة تمثل تطورًا مهمًا في مسيرة “إنستغرام” نحو تعزيز مكانته كمنصة منافسة في عالم المحتوى القصير، خصوصًا مع استمرار سعيه لتقديم أدوات جديدة تدمج بين الإبداع والراحة في الاستخدام، مما يجعل تجربة المستخدم أكثر انسيابية وتكاملًا من أي وقت مضى.
