تقنية

إنستغرام

أعلنت شركة ميتا يوم الأربعاء عن مجموعة من الإجراءات الجديدة لتعزيز حماية حسابات “إنستغرام“، وخصوصًا تلك التي يديرها البالغون والتي يكون من بين متابعيها بشكل رئيسي الأطفال. تأتي هذه الخطوة ضمن جهود الشركة المستمرة لتوفير بيئة أكثر أمانًا للمستخدمين الأصغر سنًا على منصتها، حيث أصبحت قضايا الخصوصية وحماية الأطفال من التفاعلات الضارة ذات أولوية كبيرة في ظل توسع استخدام الشبكات الاجتماعية بين الفئات العمرية المختلفة.

إنستغرام
إنستغرام

واحدة من أهم الإجراءات التي أعلنت عنها ميتا هي تطبيق إعدادات رسائل أكثر صرامة بشكل تلقائي على حسابات البالغين التي يتابعها أطفال، وذلك بهدف تقليل فرص وصول الرسائل غير المرغوب فيها أو المسيئة إلى هؤلاء المستخدمين الصغار. فبدلاً من السماح لأي شخص بإرسال رسائل، ستقوم المنصة بتفعيل قيود جديدة تمنع الرسائل التي قد تحتوي على مضايقات أو محتوى غير لائق، وبالتالي تقلل من خطر تعرض الأطفال لمضايقات عبر الرسائل الخاصة.

بالإضافة إلى ذلك، قامت الشركة بتفعيل ميزة “الكلمات المخفية” على إنستغرام، والتي تهدف إلى تصفية التعليقات المسيئة أو غير المرغوب فيها تلقائيًا. تعتمد هذه الميزة على قائمة كلمات وعبارات محددة يتم حجبها تلقائيًا من الظهور في التعليقات، مما يساعد في تقليل التنمر الإلكتروني والتعليقات التي قد تؤثر سلبًا على الحالة النفسية للمستخدمين، خاصةً الأطفال والمراهقين الذين هم أكثر عرضة للتأثر بمثل هذه السلوكيات السلبية على المنصات الاجتماعية.

كما شملت الإجراءات التي أعلنت عنها ميتا إطلاق ميزات أمان جديدة خاصة بحسابات المراهقين، حيث أصبح بإمكان هؤلاء المستخدمين الحصول على حماية إضافية تناسب احتياجاتهم العمرية. وتأتي هذه الميزات استجابةً للانتقادات المتزايدة التي تواجه شركات التكنولوجيا بسبب التأثير السلبي المحتمل للشبكات الاجتماعية على صحة المراهقين النفسية، والتي تم تسليط الضوء عليها في العديد من الدراسات والتقارير الإعلامية خلال الفترة الماضية.

تعمل هذه الميزات الجديدة على تعزيز خصوصية المراهقين من خلال تحديد من يمكنه مشاهدة محتواهم والتفاعل معهم، بالإضافة إلى تقليل فرص تعرضهم لمحتوى قد يكون ضارًا أو غير مناسب لعمرهم. وتؤكد ميتا أن هذه الخطوات جزء من استراتيجية أكبر تهدف إلى جعل إنستغرام منصة آمنة ومرحبة لجميع المستخدمين، مع التركيز على حماية الفئات العمرية الأصغر، والتي تتطلب عناية خاصة في بيئة رقمية متغيرة باستمرار.

وجاءت هذه الإجراءات بعد تزايد الضغوط من الجهات التنظيمية والمنظمات الحقوقية التي طالبت شركات التكنولوجيا بتحمل مسؤوليات أكبر تجاه مستخدميها، وخاصة الأطفال والمراهقين، الذين يعانون من مشاكل مثل التنمر الإلكتروني، وانتهاك الخصوصية، والتعرض لمحتوى ضار. وتعتبر ميتا من أكبر الشركات في هذا المجال، ومن ثم فإن الخطوات التي تتخذها تعكس توجهًا مهمًا في صناعة التكنولوجيا نحو تعزيز الأمان الرقمي وتوفير بيئة أكثر إيجابية على منصاتها.

باختصار، تهدف الإجراءات الجديدة التي أطلقتها شركة ميتا لتعزيز حماية حسابات إنستغرام إلى جعل التفاعل على المنصة أكثر أمانًا للمستخدمين الصغار، من خلال فرض قيود على الرسائل والتعليقات غير المرغوب فيها، وتقديم أدوات أمان مخصصة للمراهقين. وتعكس هذه الخطوات التزام الشركة بالاستجابة لمتطلبات العصر ومتطلبات المستخدمين الذين يبحثون عن بيئة رقمية صحية وآمنة بعيدًا عن المخاطر التي قد تترتب على الاستخدام غير المحسوب للشبكات الاجتماعية.

أعلنت شركة “ميتا” عن تطبيق إعدادات أكثر صرامة على الرسائل المباشرة في حسابات إنستغرام التي تُدار من قِبل البالغين الذين يشاركون بانتظام صورًا ومقاطع فيديو لأطفالهم، وكذلك تلك التي يديرها الآباء أو مديرو المواهب الذين يمثلون الأطفال. الهدف من هذه الإجراءات هو تعزيز حماية الأطفال من الانتهاكات والإساءات التي قد يتعرضون لها عبر المنصة.

وأكدت “ميتا” في منشور على مدونتها الرسمية أن العديد من هذه الحسابات تُستخدم لأغراض حميدة، مثل توثيق لحظات عائلية ومشاركة مواهب الأطفال، لكن للأسف هناك أشخاص يستغلون هذه الحسابات بشكل غير قانوني، مثل ترك تعليقات ذات طابع جنسي أسفل منشورات الأطفال أو طلب صور غير لائقة عبر الرسائل المباشرة، وهو ما يمثل انتهاكًا واضحًا لقواعد المنصة.

ولذلك، أعلنت الشركة عن مجموعة من الخطوات الجديدة التي تهدف إلى الحد من هذه الظاهرة، حيث ستقوم بمحاولة منع البالغين المشتبه في سلوكهم المسيء، مثل أولئك الذين سبق وحظرهم المراهقون، من الوصول إلى حسابات تركز بشكل رئيسي على الأطفال. وهذا يعني أن “ميتا” ستتجنب ترشيح هذه الفئة من البالغين لحسابات الأطفال في نتائج البحث أو التوصيات على إنستغرام، والعكس صحيح، مما يصعّب على الطرفين العثور على بعضهم البعض.

تأتي هذه الخطوة في إطار جهود أوسع اتخذتها “ميتا” خلال العام الماضي لمعالجة قضايا الصحة العقلية المرتبطة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة لدى الفئات الشابة. وتُشير التعديلات الجديدة إلى أن حسابات مدوني الفيديو العائليين، أو الآباء الذين يديرون حسابات مؤثري الأطفال، ستتأثر بشكل ملحوظ. فهذه الحسابات تعرضت لانتقادات كثيرة بسبب المخاطر المرتبطة بمشاركة حياة الأطفال بشكل مستمر على الإنترنت.

وفي تحقيق واسع نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” العام الماضي، تبين أن بعض الآباء كانوا على علم أو حتى يشاركون في استغلال أطفالهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال بيع الصور أو المنتجات التي يرتديها الأطفال، مما أثار مخاوف كبيرة بشأن خصوصية وسلامة الأطفال.

كشفت الصحيفة أيضًا أن تحليلها لـ5000 حساب يديره الآباء أظهر وجود 32 مليون اتصال بمتابعين من الذكور، مما يسلط الضوء على حجم التفاعل الذي قد يكون له أبعاد غير آمنة. بناءً على هذه البيانات، قامت “ميتا” بتفعيل الإعدادات الأكثر صرامة على هذه الحسابات، مع إشعارات تظهر أعلى موجز إنستغرام لتذكير المسؤولين عنها بمراجعة تحديثات الخصوصية.

كما كشفت الشركة أنها أزالت نحو 135,000 حساب إنستغرام كان يسيء إلى الأطفال بشكل رئيسي، إلى جانب حذف 500,000 حساب آخر مرتبط بها على فيسبوك وإنستغرام، وذلك في إطار جهود مكافحة الإساءة.

إضافة إلى ذلك، أطلقت “ميتا” ميزات أمان جديدة في الرسائل المباشرة لحسابات المراهقين، تشمل عرض نصائح أمان تذكّر المستخدمين بمراجعة ملفاتهم الشخصية بحذر والانتباه لما يشاركونه. كما يظهر الآن تاريخ انضمام الحساب إلى إنستغرام (الشهر والسنة) أعلى الدردشات الجديدة، مما يوفر للمراهقين معلومات إضافية تساعدهم في تقييم مدى مصداقية الحسابات التي يتواصلون معها.

ومن الميزات الجديدة أيضًا خيار الحظر والإبلاغ المتزامن، الذي يتيح للمستخدمين حظر الحساب المزعج والإبلاغ عنه في خطوة واحدة، مما يسهل عليهم حماية أنفسهم.

أكدت “ميتا” أن هذه التحسينات تهدف إلى تزويد المراهقين بأدوات ومعلومات تساعدهم على التعرف على الحسابات المشبوهة واكتشاف المحتالين المحتملين، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات تكمل الإشعارات الأمنية التي تظهر لتشجيع المستخدمين على الحذر في الرسائل الخاصة.

وأشارت الشركة إلى تحديث فلتر حماية العُري، الذي أبقاه 99% من المستخدمين، بما فيهم المراهقون، مفعّلًا، وهو ما يعكس حرص المستخدمين على حماية خصوصيتهم. وفي الشهر الماضي، أفادت “ميتا” بأن أكثر من 40% من الصور الضبابية التي وردت عبر الرسائل المباشرة ظلّت ضبابية، مما يعني أن الفلتر يعمل بكفاءة في حماية المستخدمين من محتوى غير لائق.

تُعد هذه الخطوات جزءًا من استراتيجية “ميتا” المستمرة لتعزيز أمان الأطفال والمراهقين على منصاتها، ومكافحة استغلالهم أو تعريضهم لمخاطر عبر الإنترنت، في ظل تزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في حياة الأسر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى