أبل

تُعتبر ميزة الرسائل النصية عبر الأقمار الصناعية التي أطلقتها شركة “أبل” أداة تقنية متقدمة تحمل في طياتها إمكانيات كبيرة لإنقاذ الأرواح في المواقف الطارئة. فقد أثبتت هذه الميزة فعاليتها في حالات متعددة، ومنها قصة حقيقية وقعت في ولاية كولورادو الأمريكية، حيث ساهمت بشكل مباشر في إنقاذ حياة متسلق جبال تعرض لحادث أثناء رحلة تسلقه.

في تفاصيل الحادثة، كان المتسلق البالغ من العمر 53 عامًا قد وصل إلى قمة جبل سنوماس، الذي يرتفع أكثر من 10,000 قدم، في يوم أحد عادي. إلا أن الأمور لم تسر كما كان متوقعًا أثناء نزوله من القمة، إذ تعرض لإصابة في معصمه منعته من متابعة طريقه بمفرده أو استكمال النزول بأمان. نتيجة لذلك، وجد نفسه محاصرًا في مكان مرتفع ومعزول، ما عرضه لخطر كبير بسبب الظروف الجوية الصعبة ووعورة المكان.
في مثل هذه الحالات، يكون الاتصال بالطوارئ أمرًا حيويًا، ولكن غالبًا ما تفشل شبكات الهاتف المحمول التقليدية في تغطية المناطق النائية مثل القمم الجبلية العالية. هنا يأتي دور ميزة الرسائل النصية عبر الأقمار الصناعية من “أبل”، التي تتيح للمستخدمين إرسال رسائل نصية حتى في غياب شبكات الاتصالات الاعتيادية، عبر الاتصال المباشر بالأقمار الصناعية.
استطاع المتسلق المصاب استخدام هذه الميزة لإرسال رسالة استغاثة إلى فرق الإنقاذ، حيث تم تحديد موقعه بدقة وإرسال المساعدة اللازمة له في وقت قصير نسبيًا. وبفضل هذه التقنية الحديثة، تمكنت فرق الإنقاذ من الوصول إليه بأمان وتقديم الإسعافات الأولية، ثم نقله إلى مكان آمن لتلقي العلاج.
هذا الحادث يسلط الضوء على أهمية التقدم التكنولوجي في مجال الاتصالات الطارئة، خاصة في المناطق الوعرة والنائية التي يصعب الوصول إليها. فمن خلال استخدام الاتصال عبر الأقمار الصناعية، لم يعد الأشخاص عرضة للعزلة التامة عند وقوع حوادث في أماكن يصعب تغطيتها بواسطة الشبكات الأرضية.
تجدر الإشارة إلى أن هذه التقنية ليست مقتصرة على المتسلقين فقط، بل يمكن أن تكون منقذة لأي شخص يتواجد في منطقة نائية مثل الصحارى أو البحار أو الغابات الكثيفة، حيث لا تتوفر تغطية الشبكات العادية. كما تسهم في تعزيز سلامة المستخدمين وتشجع على خوض مغامرات أكثر أمانًا، مع العلم أنه يمكن الاعتماد على هذه الميزة للتواصل مع خدمات الطوارئ فور حدوث أي طارئ.
وعلى الرغم من أن استخدام الأقمار الصناعية للاتصال ليس بجديد، إلا أن دمج هذه التقنية في الهواتف الذكية بطريقة سهلة وسريعة هو ما يجعلها ثورية. حيث لم يعد المستخدم بحاجة لحمل أجهزة خاصة أو معقدة، بل فقط هاتفه الذكي مع الميزة مفعلة، ما يجعل استدعاء المساعدة في حالات الطوارئ أمرًا متاحًا للجميع بسهولة.
في الختام، تثبت هذه الحادثة أن دمج التكنولوجيا المتقدمة في حياتنا اليومية يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في المواقف الحرجة، وينقذ الأرواح التي قد تكون مهددة بسبب نقص وسائل الاتصال في المناطق النائية. ميزة الرسائل النصية عبر الأقمار الصناعية من “أبل” هي خطوة مهمة نحو مستقبل أكثر أمانًا، حيث يصبح العالم أقل عزلة وأشد ترابطًا، حتى في أكثر الأماكن بُعدًا وصعوبة.
في منطقة نائية وعالية الارتفاع، حيث لا تتوفر خدمة الهاتف المحمول أو شبكة الواي فاي، وجد متسلق نفسه عالقًا في وضع حرج عند بحيرة سنوماس، التي تقع على ارتفاع يقارب 11,000 قدم فوق سطح البحر. في مثل هذه الظروف الصعبة، يكون التواصل مع العالم الخارجي تحديًا كبيرًا، خاصة عندما يتعرض الشخص للإصابة ولا يستطيع الحركة بمفرده. ومع ذلك، تمكن المتسلق من استخدام ميزة الرسائل النصية عبر الأقمار الصناعية التي وفرتها شركة “أبل” على هاتفه الآيفون، وهو أمر أحدث فرقًا كبيرًا في إنقاذ حياته.
هذه الميزة المتطورة، المصممة خصيصًا للأماكن التي تفتقر إلى تغطية شبكة الهاتف المحمول، تتيح إرسال رسائل نصية إلى أفراد العائلة أو فرق الطوارئ حتى في أكثر المواقع عزلة. استخدم المتسلق هذه الخاصية للتواصل مع أحد أقاربه، الذي بدوره قام على الفور بإبلاغ مكتب الشريف وفريق الإنقاذ الجبلي في مدينة أسبن. وصل البلاغ إلى مركز إرسال الطوارئ صباح يوم الاثنين، حيث استجاب له 17 منقذًا متخصصًا في التعامل مع مثل هذه الحالات في المناطق الوعرة.
كانت الحالة حرجة، إذ أفادت التقارير بأن المتسلق المصاب لم يكن قادرًا على المشي بمفرده بسبب إصابته، فكان لزامًا على فريق الإنقاذ حمله إلى منطقة آمنة، حيث يمكن تقديم الرعاية الطبية اللازمة له. بفضل ميزة الرسائل عبر الأقمار الصناعية، تمكن الفريق من تحديد موقعه بدقة، وتسريع عملية الإنقاذ بشكل ملحوظ، ما ساعد في إنقاذ حياته قبل تفاقم الحالة.
أكد مسؤولو الإنقاذ أن وجود جهاز مزود بميزة الطوارئ مثل هذه، بالإضافة إلى معرفة كيفية استخدامها بشكل صحيح، يمكن أن يسرع بشكل كبير من استجابة فرق الإنقاذ، ويقلل من المخاطر التي قد تواجه الأشخاص في الأماكن النائية. تأتي هذه التقنية ضمن نظام SOS للطوارئ الذي توفره شركة آبل على هواتف آيفون الحديثة، ابتداءً من طراز iPhone 14 وما بعده، حيث تم تصميمها لتوفير اتصال مباشر وفوري مع خدمات الطوارئ في المناطق التي تفتقر إلى تغطية شبكات المحمول التقليدية.
وعلى الرغم من أن طرازات Apple Watch لا تدعم الاتصال عبر الأقمار الصناعية حتى الآن، إلا أن العديد من هذه الساعات مزودة بميزات أمان أخرى تعتمد على شبكات الهاتف الخلوي. على سبيل المثال، تتمتع ساعات Apple Watch Series 5 والإصدارات الأحدث، بالإضافة إلى Apple Watch SE وApple Watch Ultra، بإمكانية إجراء مكالمات الطوارئ بشكل مستقل حتى في حال عدم حمل الهاتف معها.
تتضمن هذه الساعات أيضًا تقنيات متقدمة مثل اكتشاف الحوادث والسقوط، والتي ثبتت فعاليتها في إنقاذ الأرواح ومساعدة الأشخاص في تلقي المساعدة في الحالات الطارئة. هذه الميزات أظهرت نجاحًا كبيرًا في توفير الحماية والدعم، خاصة للأشخاص الذين يعيشون في مناطق نائية أو يمارسون أنشطة رياضية خطرة.
في النهاية، تُعد ميزة الرسائل النصية عبر الأقمار الصناعية من “أبل” إضافة ثورية في مجال السلامة الشخصية، خصوصًا لمن يتواجدون في مناطق معزولة أو يمارسون الرياضات الخطرة في الطبيعة. تجربة هذا المتسلق تثبت أهمية التكنولوجيا الحديثة في إنقاذ الأرواح، وتسلط الضوء على ضرورة توفر مثل هذه الأدوات للجميع، خاصةً عشاق المغامرات والاستكشاف في الأماكن التي يصعب فيها الحصول على الاتصال التقليدي. كما تشدد هذه القصة على أهمية الوعي باستخدام هذه التقنيات، لضمان استجابة سريعة وفعالة في حالات الطوارئ، مما قد يفرق بين الحياة والموت في مثل هذه المواقف الصعبة.