تقنية

الذكاء الاصطناعي

تمكن علماء بريطانيون من تطوير شوارع ذكية تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي بهدف معالجة مشكلة “الحُفر” التي تتسبب في تكاليف كبيرة وأضرار للسيارات.

وفقا لدراسة حديثة، قد توفر “الطرق الإسفلتية ذاتية الشفاء” حلاً مبتكرًا لأزمة الحُفر التي تؤثر على شوارع المملكة المتحدة، وهو حل فريد وغير مسبوق على مستوى العالم.

بحسب تقرير نشرته صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية

فقد تم ابتكار نوع جديد من الأسفلت، المُصنع باستخدام نفايات الكتلة الحيوية وبالاستفادة من الذكاء الاصطناعي، الذي يمتاز بقدرته على إصلاح الشقوق بنفسه دون الحاجة إلى صيانة أو تدخل بشري.

وقد أجرى فريق من جامعة “سوانسي” في لندن أبحاثًا لتطوير طرق تتيح للأسفلت “خياطة” نفسه وإغلاق الحُفر بشكل ذاتي، في محاولة لتوفير حلول أكثر استدامة لبناء الطرق.

يُشار إلى أن الأسفلت، المعروف أيضًا بالبيتومين، هو مادة سوداء لزجة مستخلصة من النفط الخام، وتستخدم بشكل واسع في بناء الطرق السريعة والمطارات، وفقًا لتقرير “التلغراف”.

تتعرض الأسطح الإسفلتية في الشوارع للتشقق نتيجة لتصلبها بسبب الأكسدة، ولكن الباحثين طوروا تقنيات لإعادة “خياطة” الأسفلت معًا، مما يساهم في إنشاء طرق أكثر متانة.

وأوضح الدكتور جو نورامبوينا كونتريراس، الباحث الرئيسي والمتخصص في مجال الأسفلت بجامعة “سوانسي” البريطانية، أن هذا النهج سيُسهم في تحسين الطرق، حيث يرتبط تقليص الانبعاثات الكربونية بشكل كبير بإنتاج الأسفلت.

كما دعا كونتريراس الحكومة البريطانية والقطاع الخاص للاستثمار في هذه المبادرة لتحقيق الأهداف البيئية المنشودة.

من جانبه، ذكر الدكتور فرانسيسكو مارتن مارتينيز من “كينجز كوليدج لندن” أن البحث يهدف إلى محاكاة الخصائص الشفائية التي تتم ملاحظتها في الطبيعة. وأشار إلى أن تطوير أسفلت قادر على شفاء نفسه سيؤدي إلى زيادة متانة الطرق وتقليل الحاجة إلى تعبئة الحفر.

وأضاف مارتين مارتينيز أن الدراسة ستشمل أيضًا استخدام مواد مستدامة في الأسفلت الجديد، مثل نفايات الكتلة الحيوية، مما يقلل من الاعتماد على الموارد الطبيعية.

ورغم أن البحث لا يزال في مرحلة التطوير، أكد الفريق البحثي أن له إمكانات كبيرة لتحسين البنية التحتية وتعزيز الاستدامة على مستوى العالم.

في عام 2024، وصلت حالة الطرق المحلية في إنجلترا وويلز إلى أدنى مستوياتها التاريخية بسبب “عقود من نقص التمويل”، حسبما أظهر مسح سنوي أجراه تحالف صناعة الأسفلت.

وقد تم تقدير أن تكلفة إصلاح تراكم الأضرار ستتجاوز 16 مليار جنيه إسترليني (20 مليار دولار أميركي).

وفي منطقة “ريكسهام”، اتخذت العديد من البلدات خطوات لتحويل مشاكل الطرق المليئة بالحفر إلى نقطة جذب سياحي، واصفة المنطقة بـ “أرض الحفر”. ويؤكد السكان هناك أن الظروف أصبحت سيئة للغاية لدرجة أن الزوار وسائقي التوصيل يرفضون الوصول إلى منازلهم بسبب حالة الطرق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى