تقنية

الذكاء الاصطناعي

تتوقع دراسة نشرتها مجلة “كومنيكيشنز أوف ذي إيه سي إم” المتخصصة في علوم الكمبيوتر أن استخراج المياه المتعلق بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي قد يصل بحلول عام 2027 إلى 7 مليارات متر مكعب، وهو ما يعادل ستة أضعاف حجم المياه المستخرجة في الدانمارك أو نصف حجمها في بريطانيا.

التكييف أم التبخر.. خياران سيئان

منذ ظهور “شات جي بي تي” في عام 2023، ازداد الاهتمام بالدراسات التي تتناول استهلاك الطاقة الكبير في مراكز البيانات، لكن القليل من الناس أشاروا إلى استهلاك المياه، كما يوضح الكاتب. فكل كيلووات/ساعة من الكهرباء المستهلكة بواسطة الكمبيوتر يتحول في النهاية إلى حرارة، وهذه الطاقة يجب إخلاؤها من خلال تبريد الخوادم لتجنب تعطلها.

أما فيما يخص تبريد الخوادم، فالتقرير يوضح أن استخراج الحرارة من الخوادم يتم عبر سائل في دائرة مغلقة لا يستهلك المياه، لكن إطلاق الطاقة الناتجة يتطلب كميات كبيرة منها. وهناك خياران لتبريد مراكز البيانات: إما استخدام مبادل حراري يعمل مع الماء والهواء في الطقس البارد، وهو لا يستهلك المياه ولكن يحتاج إلى كهرباء، أو تبخير المياه، الذي يعد حلاً فعالاً لا يستهلك كهرباء تقريباً. وتجدر الإشارة إلى أن بعض المواقع تستخدم الحرارة في تدفئة المباني.

من جانب آخر، تشير تقديرات رين إلى أن حوالي 60% من مراكز البيانات في الولايات المتحدة تعتمد على أبراج التبريد التبخيري، التي قد تعمل أيضاً بمبادل ماء وهواء في الأجواء الحارة. وبالرغم من أن أنظمة التكييف قد تكون أكثر تكلفة من حيث الكهرباء، إلا أنها أقل استخداماً في بعض المواقع.

وفي تقرير نشرته وزارة الطاقة الأمريكية في 30 ديسمبر/كانون الأول، جاء أن احتياجات المياه المرتبطة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي شهدت زيادة ملحوظة، حيث يمكن أن يتضاعف استهلاك المياه في هذا القطاع ليصل إلى ما بين 150 و280 مليون متر مكعب بحلول عام 2028.

وأوضحت الصحيفة أن استهلاك المياه لا يقتصر على ما يتم استخدامه مباشرة في مراكز البيانات (المستوى الأول)، بل يشمل أيضًا استهلاك المياه غير المباشر الناتج عن الكهرباء المستخدمة (المستوى الثاني). يقدر أن استهلاك المياه في مراكز البيانات يتراوح بين لتر و9 لترات لكل كيلووات/ساعة من الكهرباء، بحسب نوع التبريد ومصدر الكهرباء والموسم.

أما المياه في “المستوى الثالث” فهي تلك المستخدمة في تصنيع الرقائق وأجهزة الكمبيوتر والبنية التحتية لمراكز البيانات، وهي كمية غير محددة بعد. على سبيل المثال، استهلكت مصانع شركة “تي إس إم سي” التايوانية أكثر من 100 مليون متر مكعب من المياه في عام 2022.

تسلط الصحيفة الضوء على أن مشروع “ستارغيت” الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 20 يناير/كانون الثاني لن يغير الاتجاه المتسارع لاستهلاك المياه في صناعة مراكز البيانات. إذ يخطط تحالف شركات أوراكل، “أوبن إيه آي”، وسوفت بنك لبناء 10 مراكز بيانات عملاقة بقوة وحدة تبلغ ألف ميغاوات من الكهرباء، ما يعادل قدرة مفاعل نووي.

ستارغيت.. تعزيز للعطش

في عام 2023، استخدمت مراكز البيانات العملاقة 29 مليون متر مكعب من المياه، لم يُعاد منها إلى النظم البيئية سوى 6 ملايين متر مكعب، بينما تبخر الباقي. وتجدر الإشارة إلى أن 78% من هذه المياه كانت صالحة للشرب.

وفي ذات السياق، شهد استهلاك المياه المباشر في غوغل زيادة بنسبة 14% بين عامي 2022 و2023، بسبب الحاجة لتبريد مراكز البيانات. ورغم تصريحات الصناعيين عن جهودهم المستقبلية لاستعادة المياه المفقودة عبر مشاريع إعادة تأهيل المساحات الطبيعية، إلا أن هذه الإجراءات تعتبر خطوة غير كافية في ظل عدم احتساب استهلاكهم غير المباشر، والذي قد يكون أعلى بكثير من احتياجاتهم المباشرة.

اختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن الواقع قد يتجاوز توقعات رين التي اعتمدت على تقديرات متحفظة، حيث يتوقع تقرير وزارة الطاقة الأميركية أن تستهلك مراكز البيانات في الولايات المتحدة وحدها نحو 3.2 مليارات متر مكعب من المياه بحلول عام 2028.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى