تقنية

الآيفون

يشهد سوق الهواتف المستعملة في الوقت الحالي نموا متسارعا يفوق بشكل واضح حركة مبيعات الهواتف الجديدة، وهو تحول لافت يعكس تغيرا عميقا في سلوك المستهلكين وتوجهاتهم. فقد أصبح عدد كبير من المستخدمين يفضلون شراء هواتف معاد تجديدها أو أجهزة مملوكة سابقا بدلا من اقتناء هواتف حديثة التصنيع، وذلك نتيجة عدة عوامل مجتمعة تتعلق بالأسعار والاقتصاد وجودة المنتجات المعاد تجديدها وتوفر خيارات واسعة تناسب مختلف الاحتياجات.

الآيفون
الآيفون

ويعود هذا التحول في جانب مهم منه إلى الارتفاع الكبير في أسعار الهواتف الجديدة خلال السنوات الأخيرة، حيث باتت الفجوة المالية بين الهواتف الحديثة والإصدارات المستعملة أو المجددة تتسع عاما بعد عام. ومع استمرار شركات التقنية في طرح أجهزة بأسعار مرتفعة، وجد المستهلكون في الهواتف المستعملة بديلا عمليا يوفر لهم المزايا الوظيفية نفسها تقريبا مقابل تكلفة أقل بكثير. وقد أصبح من المعتاد أن يحصل المشتري على هاتف معاد تجديده بحالة جيدة مقابل نصف ثمن النسخة الجديدة أو أقل، وهو ما يجعل الخيار أكثر جاذبية لفئة واسعة من المستهلكين.

وتوضح التقارير الصادرة عن جهات بحثية دولية متخصصة أن هذا التوجه ليس عابرا، بل يمثل اتجاها عالميا مستقرا في طريقه إلى التوسع. فوفقا لتقرير صادر عن مؤسسة سي سي اس انسايت سجلت مبيعات الهواتف المستعملة نموا قدر بستة في المئة خلال العام الماضي بناء على ما ورد في التقرير، في حين لم تتجاوز نسبة النمو في مبيعات الهواتف الجديدة أربعة في المئة فقط. ويعكس هذا التفاوت الواضح أن السوق يتجه بقوة نحو الأجهزة المملوكة مسبقا، لا سيما مع دخول منصات البيع الموثوقة وتزايد انتشار برامج إعادة التأهيل التي تضمن جودة الأجهزة المجددة.

وتتفق مؤسسة اي دي سي المتخصصة في تحليلات السوق مع هذه الرؤية، إذ تتوقع في تقاريرها أن يستمر هذا المسار التصاعدي خلال العام الحالي، مع تسجيل نمو يقدر بثلاثة فاصل اثنين في المئة للهواتف المملوكة مسبقا، وهو معدل يقدر بثلاثة أضعاف معدل النمو المتوقع للهواتف الجديدة. ويؤكد هذا التقدير أن السوق يشهد تحولا هيكليا لا مجرد زيادة مؤقتة، فالطلب على الهواتف المجددة أصبح اليوم خيارا واعيا يتخذه المستهلك عن إدراك وقناعة وليس نتيجة ظرف اقتصادي عابر.

ولا يمكن إغفال البعد البيئي لهذا التوجه، إذ أدت المخاوف المتعلقة بالنفايات الإلكترونية والآثار البيئية للتصنيع إلى تعزيز الرغبة في اقتناء أجهزة يعاد تدويرها أو استخدامها بدلا من شراء أجهزة جديدة. فالكثير من المستخدمين باتوا يشعرون بمسؤولية أكبر تجاه البيئة، ويفضلون الإسهام في تقليل النفايات عبر تمديد دورة حياة الأجهزة الإلكترونية، وهو ما يدعم بدوره سوق الهواتف المستعملة ويمنحه زخما إضافيا.

ومع تطور خدمات الضمان وخيارات الفحص التي توفرها الشركات والبائعون المتخصصون، أصبح المستهلكون أكثر ثقة في جودة الهواتف المجددة، مما عزز انتشارها ووسع قاعدة مستخدميها. وبهذا يتضح أن سوق الهواتف المستعملة أصبح اليوم قطاعا متقدما ينمو بوتيرة قوية ويتجه إلى لعب دور محوري في صناعة الاتصالات خلال السنوات المقبلة.

الأكثر حفاظاً على قيمته

تحقق الهواتف المستعملة عائدات كبيرة عالمياً، إذ وصلت إلى 7.6 مليارات دولار في السوق الأميركية و13.2 مليار دولار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ويشير محللو مؤسسة CCS Insight إلى أن الهواتف المعاد تجديدها، والتي قد تباع بنصف سعر الجديدة، أصبحت تأتي مع ضمانات وخيارات تمويل ودعم ما بعد البيع، مما عزز ثقة المستهلكين فيها.

5 من أفضل الهواتف الذكية المقرر إطلاقها في أواخر 2025
أجهزة ومراجعات
هواتف 5 من أفضل الهواتف الذكية المقرر إطلاقها في أواخر 2025
وتظل أجهزة آيفون الأبرز في هذا القطاع؛ فوفقاً لمنصة B-Stock تحتفظ بعض طرازات آيفون بما يصل إلى 94 في المئة من قيمتها الأصلية، خصوصاً سلسلة آيفون 17 التي تحظى بطلب كبير في مزادات شركات الاتصالات.

كذلك يحافظ آيفون 16 على نحو 72 في المئة من قيمته، في مؤشر واضح على تفوق أبل في سوق الأجهزة المستعملة.

أما الأجهزة الأكثر مبيعاً في مزادات B2B فتشمل:

آيفون 15 برو ماكس
آيفون 16 برو ماكس
آيفون 14 برو ماكس

وهو ما يعكس استمرار الطلب القوي على أجهزة آيفون الحديثة حتى بعد صدور طرازات أحدث.

لديك آيفون لا تستخدمه؟ الآن هو الوقت المثالي لبيعه
تشير الأرقام إلى أن الأجهزة الحديثة غير المستخدمة تمثل فرصة ممتازة لأصحابها، إذ يمكن بيعها بسعر مرتفع نسبياً قبل بدء انخفاض قيمتها بسرعة.

حتى جهاز آيفون إير، الذي لم ينل رضا كل المستخدمين، يمكن بيعه حالياً بخسارة محدودة قبل أن تتراجع أسعاره أكثر.

فعلى منصة SellCell، يصل سعر آيفون إير بسعة 512 جيجابايت وبحالة ممتازة إلى 862 دولاراً، مقارنة بسعر إطلاق بلغ 1199 دولاراً.
أما نسخة 256 جيجابايت فتُباع بنحو 782 دولاراً بعد أن كانت مطروحة بسعر 999 دولاراً.

مبيعات آيفون الجديدة في أفضل حالاتها
على الرغم من نمو سوق الهواتف المستعملة، فإن ذلك لا ينعكس سلباً على مبيعات أبل.
وتتوقع الشركة أن يكون عام 2025 عاماً قياسياً، مع بيع 247.4 مليون جهاز آيفون، متجاوزة أعلى رقم سجلته في عام 2021.

ويرجع هذا الأداء إلى نتائج قوية في الصين، حيث وصلت حصة آيفون إلى 20 في المئة خلال أكتوبر ونوفمبر، في حين كانت التوقعات تشير إلى نحو 3 في المئة فقط.

كيف تبيع هاتفك بأفضل سعر؟

أفضل خيار للحصول على أعلى قيمة هو البيع المباشر لشخص آخر، ولكنه عادة الأكثر صعوبة.

وفي المقابل، تتوفر خيارات أسرع مثل آلات ecoATM المنتشرة في أكثر من سبعة آلاف موقع في الولايات المتحدة، لكنها عادة تقدم أسعاراً منخفضة جداً.

على سبيل المثال:
تقدم ecoATM نحو 4 دولارات فقط لهاتف بيكسل 6 برو بحالة ممتازة، بينما تعرض أكثر من 200 دولار لآيفون 15 برو ماكس.

أما منصة Gazelle فتعرض أسعاراً أفضل:

104 دولارات لبيكسل 6 برو
431 دولاراً لآيفون 15 برو ماكس

وفي منصة SellCell، التي تعمل كمقارن لأسعار الشراء:

129 دولاراً لبيكسل 6 برو
358 دولاراً لآيفون 15 برو ماكس

يرى الخبراء أن معظم المستخدمين يعتقدون أن أجهزتهم تستحق سعراً أعلى مما تمنحه هذه المنصات، لكن في حال الحاجة للحصول على المال بسرعة، فإن منصات المقارنة تعد الخيار الأكثر ملاءمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى