تقنية

أبل

من المرجح أن يشعر عدد من المستثمرين بخيبة أمل بعدما تبين أن الحدث المنتظر لشركة “أبل” هذا العام، والذي كان يُنظر إليه باعتباره المحفز الأبرز لتحرك سهم الشركة صعودًا، لم يحقق التوقعات المرجوة. فبينما كانت الأنظار تتجه إلى إعلان أبل عن منتجاتها الجديدة على أمل أن تضخ زخمًا إضافيًا في أداء سهم الشركة، جاءت النتائج الفعلية للحدث مخيبة لبعض التطلعات، ما أثار حالة من الترقب الحذر بين المتعاملين في الأسواق.

الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي

وكانت أسهم “أبل” قد سجلت أداءً مميزًا خلال شهر أغسطس، حيث حققت أفضل نتائجها الشهرية منذ أكثر من عام. ويعود ذلك جزئيًا إلى تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بعد أن قرر الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، تخفيف الرسوم الجمركية المفروضة على بعض المنتجات الصينية، وهو ما منح أسهم التكنولوجيا دفعة قوية، وكانت أبل من أبرز المستفيدين.

ولم يتوقف الزخم الإيجابي عند هذا الحد، بل واصلت أسهم “أبل” ارتفاعها خلال الأسبوع التالي، محققة مكاسب إضافية بنسبة 3.3%. وقد جاء هذا الصعود مدعومًا بانتصار قانوني مهم للشركة في إحدى قضايا مكافحة الاحتكار، حيث حصلت “أبل” على حكم يسمح لها بالاستمرار في تلقي مدفوعات مالية ضخمة من شركة “ألفابت”، المالكة لمحرك البحث الشهير “غوغل”، مقابل بقاء محركها كمحرك البحث الافتراضي على أجهزة أبل. وتُعد هذه المدفوعات مصدرًا مستقرًا وهامًا للإيرادات بالنسبة للشركة، وقد أثار تأكيد استمرارها ارتياحًا في أوساط المستثمرين.

ومع ذلك، فإن الآمال التي كانت معلقة على الحدث الكبير المرتقب لإطلاق منتجات جديدة – وعلى رأسها نسخة جديدة من هاتف “آيفون” – لم تتحقق بشكل كامل. فعلى الرغم من الإعلان عن تحسينات تقنية وتحديثات في التصميم، رأى العديد من المحللين والمستثمرين أن ما تم الكشف عنه لا يرقى إلى مستوى “الابتكار الثوري” الذي يمكن أن يُحدث تحولًا جوهريًا في مسار السهم أو يدفعه نحو مستويات قياسية جديدة.

وتثير هذه المعطيات تساؤلات حول قدرة “أبل” على الحفاظ على وتيرة النمو التي اعتاد المستثمرون رؤيتها، لا سيما في ظل تباطؤ بعض الأسواق الرئيسية، وتزايد المنافسة من شركات آسيوية تقدم منتجات قوية بأسعار تنافسية. كما أن الأسواق باتت أكثر حساسية لتفاصيل الأداء المالي وتوقعات النمو، ما يجعل أي حدث أقل من المتوقع عرضة لتأثيرات سلبية على حركة السهم.

في النهاية، يبقى سهم “أبل” من أكثر الأسهم جاذبية في قطاع التكنولوجيا، نظرًا لقوة علامته التجارية وتنوع مصادر إيراداته، إلا أن التحديات المستقبلية تتطلب من الشركة الاستمرار في تقديم تجديدات ملموسة تحافظ على ثقة المستثمرين، خاصة في ظل الضغوط التنظيمية المتزايدة وتغير ديناميكيات السوق العالمية.

باستثناء مفاجآت في حدث أبل… محللون يرون أن السهم لا يملك مجالًا كبيرًا للصعود

مع اقتراب حدث أبل المرتقب يوم الثلاثاء، تتزايد التساؤلات في أوساط المستثمرين والمحللين حول مستقبل سهم الشركة، الذي أضاف منذ نهاية يوليو أكثر من 450 مليار دولار إلى القيمة السوقية. ورغم هذه القفزة الكبيرة، تُظهر التقييمات الأخيرة أن السهم لا يمتلك مجالًا كبيرًا لتحقيق مكاسب إضافية، ما لم تفاجئ أبل الأسواق بإعلانات قوية تتعلق بالتقنيات الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي.

بحسب تقرير نشرته وكالة “بلومبرغ” فإن القلق الرئيسي يتمثل في بطء أبل الواضح في مواكبة سباق الذكاء الاصطناعي مقارنة بمنافسيها. ويقول كلايتون أليسون، مدير المحفظة في شركة Prime Capital Investment Advisors: “من الصعب التوصية بالدخول في مراكز استثمارية جديدة قبل الحدث، خاصة بعد هذا الصعود الحاد في السهم، إذ لا نتوقع أن تكشف الشركة عن ميزات كافية لتحفيز شهية المستثمرين”.

ومن المنتظر أن تكشف أبل عن سلسلة هواتف آيفون 17، وسط توقعات بوجود طراز نحيف جديد كليًا، إلى جانب تحديثات على ساعة Apple Watch ونظارة الواقع المعزز Vision Pro. لكن يبقى السؤال الأساسي: هل ستكون هذه التحديثات كافية لدفع نمو الشركة إلى الأمام، خاصة في ظل غياب مزايا ذكاء اصطناعي جوهرية حتى الآن؟

ويرى بعض المحللين أن أبل متأخرة عن ركب الشركات الأخرى التي تسير بخطى متسارعة نحو دمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتها. ومع الحديث عن هاتف آيفون قابل للطي في عام 2026، لا يبدو أن لدى أبل الكثير لتقدمه الآن، ما يجعل الحدث الحالي فرصة محتملة لجني الأرباح من قِبل المستثمرين.

تاريخيًا، لا تكون أيام إطلاق آيفون إيجابية على أداء السهم، حيث غالبًا ما يتراجع في أعقاب الحدث. وفي الوقت الذي ترتفع فيه أهمية الذكاء الاصطناعي، فإن أي تقصير في هذا الجانب قد يؤدي إلى فقدان المزيد من الزخم، خصوصًا مع تقييم السهم المرتفع الذي يصل إلى نحو 31 ضعفًا للأرباح المتوقعة خلال العام المقبل، وهو من أعلى المعدلات بين شركات التكنولوجيا الكبرى المدرجة على مؤشر S\&P 500.

ورغم تسجيل السهم ارتفاعًا بنسبة 39% منذ أدنى مستوياته في أبريل، إلا أنه لا يزال منخفضًا بأكثر من 4% منذ بداية العام، مقابل صعود بنحو 13% لمؤشر ناسداك 100. هذا الأداء الضعيف نسبيًا يعزز من احتمالية أن يستغل المستثمرون الحدث لبيع السهم وتحقيق مكاسب.

ومع ذلك، يشير محللو بنك أوف أميركا إلى أن سهم أبل عادة ما يتعافى خلال فترة تتراوح بين 30 إلى 60 يومًا بعد التراجع الذي يصاحب إطلاقات آيفون. ويعتقد محللو مورغان ستانلي أن رفع الأسعار المحتمل في بعض الأجهزة قد يمثل حافزًا للنمو، خاصة مع التوقعات المتحفظة للعام المالي 2026.

وفي ظل هذه الصورة، فإن تراجع الحماس تجاه السهم واضح، حيث يوصي أقل من 60% من المحللين الذين تتابعهم بلومبرغ بشراء سهم أبل، مقارنةً بـ97% ممن يغطون شركة مايكروسوفت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى