تقنية

الذكاء الاصطناعي

في مكالمة أرباح الربع الثاني من عام 2025، أشاد مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا“، بالتأثير الإيجابي لتقنيات الذكاء الاصطناعي على منصات الشركة، مشيرًا إلى أن هذه التقنيات ساهمت بشكل كبير في زيادة تفاعل المستخدمين ومدة استخدامهم لتطبيقات “فيسبوك” و”إنستغرام”. وأوضح زوكربيرغ أن أنظمة التوصية المدعومة بالذكاء الاصطناعي أصبحت أكثر تطورًا، مما أدى إلى تقديم محتوى أكثر ملاءمة واهتمامًا للمستخدمين، وهو ما ساهم في تحسين تجربتهم العامة وزيادة الوقت الذي يقضونه على المنصات.

فيسبوك
فيسبوك

وفقًا لما نقلته منصة “تك كرانش”، كشف زوكربيرغ أن التحسينات الأخيرة في أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها الشركة أدت إلى ارتفاع واضح في نسب التفاعل، حيث شهد تطبيق فيسبوك زيادة بنسبة 5% في وقت الاستخدام، في حين ارتفعت النسبة إلى 6% على إنستغرام خلال الربع الثاني وحده. وأشار إلى أن هذه الزيادات دليل على فعالية الذكاء الاصطناعي في تقديم محتوى يلبي اهتمامات المستخدمين بشكل أفضل.

إلا أن هذه التطورات الإيجابية لم تمنع ظهور أصوات ناقدة من قبل المستخدمين الذين أبدوا قلقهم المتزايد من انتشار ما يُعرف بـ”محتوى الذكاء الاصطناعي الرديء”. ويقصد بهذا النوع من المحتوى تلك المواد التي تُنتج بشكل آلي ولكنها تفتقر إلى الجودة أو العمق، وغالبًا ما تكون مكررة أو غير مفيدة. ويرى البعض أن هذا النوع من المحتوى بدأ يغمر تطبيقات التواصل الاجتماعي، مما يؤثر سلبًا على تجربة المستخدم ويطرح تساؤلات حول قدرة الذكاء الاصطناعي على تحسين نوعية ما يُعرض على هذه المنصات.

ومع ذلك، تؤكد “ميتا” أن الذكاء الاصطناعي لا يزال أداة فعالة في تحسين جودة المحتوى وليس العكس، مشيرة إلى أن التطورات التقنية التي تعمل عليها الشركة تهدف إلى جعل أنظمة التوصية أكثر دقة وذكاءً. وأكد زوكربيرغ أن الهدف الأساسي يتمثل في تمكين المستخدمين من الوصول إلى المحتوى الذي يهمهم بالفعل، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على رضاهم وزيادة استخدامهم للتطبيقات.

تُعد هذه التصريحات جزءًا من توجه عام لدى شركات التكنولوجيا الكبرى نحو الاستثمار في أدوات الذكاء الاصطناعي، باعتبارها محركًا أساسيًا للنمو وتحسين تجربة المستخدم. كما تُظهر كيف أن الذكاء الاصطناعي أصبح محورًا أساسيًا في استراتيجيات شركات مثل “ميتا”، التي تراهن على هذه التقنيات ليس فقط لزيادة الأرباح، بل لتعزيز التفاعل وبناء تجارب أكثر تخصيصًا لمستخدميها.

في المحصلة، تعكس رؤية زوكربيرغ ثقة كبيرة في مستقبل الذكاء الاصطناعي كمصدر لتعزيز المحتوى والتفاعل، بالرغم من التحديات المتعلقة بجودة المحتوى التي لا تزال بحاجة إلى معالجة مستمرة وتطوير دائم.

في تقريرها الأخير، كشفت شركة “ميتا” عن تسجيل رقم قياسي جديد في عدد المستخدمين اليوميين لتطبيقاتها المختلفة، حيث بلغ عدد الأشخاص الذين استخدموا أحد تطبيقاتها الرئيسية – “فيسبوك”، “إنستغرام”، “ماسنجر”، أو “واتساب” – أكثر من 3.4 مليار مستخدم يوميًا خلال شهر يونيو. ويمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 6% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، ما يعكس استمرار نمو شعبية وانتشار منصات ميتا حول العالم، وتعزز مكانتها كشركة رائدة في قطاع التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي.

وقد ساهم هذا النمو في المستخدمين في دفع إجمالي إيرادات مجموعة تطبيقات “ميتا” إلى نحو 47.1 مليار دولار خلال الفترة، وهو ما يمثل زيادة ملحوظة بنسبة 22% على أساس سنوي. وتُظهر هذه الأرقام الأداء المالي القوي للشركة، الذي استفاد من التوسع المستمر في قاعدة مستخدميها، إضافة إلى تطوير استراتيجياتها في مجالات الإعلانات الرقمية وتحسين تجربة المستخدم.

من جهة أخرى، سجلت الشركة نموًا لافتًا في معدلات مشاهدة الفيديوهات، إذ أعلنت أن وقت مشاهدة مقاطع الفيديو عبر تطبيقاتها ارتفع بنسبة 20% خلال الربع الأخير مقارنة بالعام الماضي. ويُعزى هذا النمو إلى جهود “ميتا” المستمرة في تطوير أنظمة تصنيف المحتوى الخاصة بها، مما يساعد المستخدمين على الوصول إلى مقاطع الفيديو الأكثر ملاءمة واهتمامًا. كما عملت الشركة على زيادة دعمها للمحتوى الأصلي، خاصة على منصة “إنستغرام”، وهو ما ساهم في جذب المزيد من التفاعل والمشاهدات من قبل المستخدمين.

وتُعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية أوسع تتبعها “ميتا” لتعزيز جاذبية محتواها وتشجيع المستخدمين على التفاعل لفترات أطول مع التطبيقات. حيث تسعى الشركة إلى التميز من خلال تقديم محتوى إبداعي وفريد يدفع المستخدمين للعودة مرارًا وتكرارًا، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على العوائد الإعلانية.

أما بالنسبة لمنصة “ثريدز”، التي أطلقتها “ميتا” لمنافسة منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، فقد أظهرت بدورها تطورًا ملحوظًا في أداء المستخدمين. فقد ذكرت الشركة أن الوقت الذي يقضيه المستخدمون على “ثريدز” شهد تحسنًا بفضل “دمج برامج الماجستير في القانون”، وهي عبارة قد تشير إلى استخدام تقنيات أو أدوات متقدمة، ربما في مجالات التوصية بالمحتوى أو خوارزميات التصنيف، ساعدت في جعل تجربة المستخدم أكثر فاعلية وجاذبية.

بشكل عام، تعكس هذه المؤشرات نمواً متواصلاً في أداء “ميتا” على مستويات متعددة: من حيث عدد المستخدمين، والإيرادات، والمحتوى التفاعلي، وهو ما يؤكد نجاح استراتيجياتها التقنية والتسويقية في مواكبة المنافسة الشديدة في قطاع التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي. كما يُظهر توجه الشركة نحو الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وتحسين خوارزميات التوصية كمحور أساسي في المرحلة القادمة للحفاظ على هذا الزخم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى