تقنية

الذكاء الاصطناعي

على الرغم من النمو اللافت الذي تشهده روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، فإن الأرقام الفعلية لا تزال متواضعة عندما نقارنها بحجم الإقبال الهائل على محركات البحث التقليدية، وفقاً لما ورد في تقرير نُشر على موقع “androidheadlines”

ففي الفترة الزمنية التي يشير إليها التقرير، وعلى الرغم من الاهتمام المتزايد بتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي وتوسع استخدامها في مجالات متعددة، لا تزال روبوتات الدردشة بعيدة جداً عن منافسة محركات البحث من حيث عدد الزيارات أو الاستخدام اليومي. ووفقاً للأرقام التي أوردها التقرير، فقد سجلت أفضل 10 محركات بحث في العالم – تتصدرها شركة “غوغل” بفارق واسع – ما يُقدر بنحو 1.86 تريليون زيارة خلال نفس الفترة، وهو رقم ضخم بكل المقاييس. وللمقارنة، فإن هذا الرقم يعادل 34 مرة حجم الحركة التي سجلتها روبوتات الدردشة الجماعية مثل ChatGPT وBard وClaude وغيرها خلال المدة ذاتها.

هذا التباين الهائل بين شعبيّة محركات البحث واستخدام روبوتات المحادثة يُبرز بوضوح أن الاعتماد الأساسي للمستخدمين في الوصول إلى المعلومات، لا يزال متمركزًا حول الأدوات التقليدية. ويعكس كذلك مستوى الثقة الراسخة التي يتمتع بها محرك “غوغل” وغيره من محركات البحث الكبرى، إضافة إلى العادات الرقمية المتجذرة لدى المستخدمين حول العالم، الذين غالبًا ما يجدون في محركات البحث وسيلة أسرع وأبسط للوصول المباشر إلى مواقع الإنترنت، الأخبار، والبيانات المرتبطة بالمنتجات والخدمات، مقارنة بتجربة المحادثة مع روبوتات الذكاء الاصطناعي.

في المقابل، فإن روبوتات الدردشة، على الرغم من الإمكانيات الهائلة التي تقدمها، لا تزال تُمثل تقنية ناشئة نسبياً، وتواجه تحديات عدّة تتعلّق بالدقة، الموثوقية، ودرجة التخصّص في الاستجابة، فضلاً عن القيود الأخلاقية والتنظيمية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في معالجة المعلومات. ومع أن هذه الأدوات تشهد تطورًا سريعًا، فإن قدرتها على إحداث تحوّل جذري في سلوك المستخدمين لم تصل بعد إلى مرحلة تُهدّد مكانة محركات البحث التقليدية، لا من حيث الأرقام ولا من حيث التأثير.

ومع ذلك، لا يمكن تجاهل أن مستقبل الذكاء الاصطناعي التوليدي يبدو واعدًا، ويُتوقع أن يتسارع نمو استخدامه في السنوات القليلة المقبلة، خاصة مع تحسين جودة الإجابات، وزيادة تكامل هذه الروبوتات مع تطبيقات الإنتاجية، التعليم، البرمجة، وخدمة العملاء. إلا أن تجاوز حاجز الـ34 ضعفًا مقارنةً بمحركات البحث يبقى هدفًا بعيد المدى، ويعتمد بشكل كبير على التحول التدريجي في سلوك المستخدمين، وتحقيق مستويات أعلى من الدقة والموثوقية في الأداء.

بناءً على ما سبق، يتّضح أن محركات البحث ما زالت تحتل موقع الصدارة بلا منازع في مشهد الإنترنت العالمي، بينما تواصل روبوتات الدردشة مسيرتها في محاولة ترسيخ وجودها كلاعب مهم في ساحة التقنية الحديثة، وسط منافسة محتدمة وتطورات متسارعة.

رغم هذا الصعود اللافت.. الأرقام لا تزال بعيدة عن محركات البحث

رغم النمو الكبير الذي تشهده روبوتات الدردشة، فإنها لا تزال بعيدة جداً عن منافسة محركات البحث التقليدية، وفقًا لتقرير نشره موقع “AndroidHeadlines”

فخلال الفترة نفسها، جمعت أفضل 10 محركات بحث – تتقدمها “غوغل” – ما يقدر بـ 1.86 تريليون زيارة، وهو ما يفوق حركة روبوتات الدردشة بـ 34 مرة.

“غوغل”.. الملك المتوّج بلا منازع

ورغم الارتفاع الملحوظ في شعبية شات جي بي تي، الذي تصدّر مشهد الذكاء الاصطناعي التفاعلي بـ 47.7 مليار زيارة (+67.09%)، فإن “غوغل” وحده سجّل 1.63 تريليون زيارة، أي ما يزيد بـ 26 مرة عن أقرب منافس في مجال روبوتات الدردشة.

محركات البحث تتأقلم مع الذكاء الاصطناعي

يشير التقرير إلى أن محركات البحث شهدت انخفاضًا طفيفًا في عدد الزيارات بنسبة 0.51%. ومع ذلك، برز نمو لافت لبعض المحركات مثل “بينغ” و”ياندكس”، اللذين سجلا ارتفاعًا بنسبة 27.77% و32.65% على التوالي، بفضل تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في نتائج البحث.

وقد بدأت “غوغل” فعلياً في إدماج الذكاء الاصطناعي ضمن منصتها، من خلال ميزات مثل “نظرة عامة بالذكاء الاصطناعي” و”وضع الذكاء الاصطناعي”، في خطوة تعكس تحولًا نحو دمج البحث التقليدي مع قدرات الذكاء الاصطناعي.

منصات ناشئة تسجّل قفزات قياسية

في مشهد الذكاء الاصطناعي المتسارع، برزت أسماء جديدة مثل “ديب سيك” و”غروك”، حيث حققت الأولى نموًا تجاوز 100,000%، بينما شهدت الثانية قفزة هائلة بلغت 350,000% خلال عام واحد فقط.

مساران متوازيان.. لا تنافس بل تكامل

تُظهر البيانات أن روبوتات الدردشة باتت تلعب دورًا متزايد الأهمية في استخدام الإنترنت اليومي، لكنها لا تزال بعيدة عن إزاحة محركات البحث من عرشها.

بل يبدو أن كلا المسارين – البحث التقليدي والتفاعل الذكي – يسيران جنبًا إلى جنب، حيث يوفّر الأول دقة وتنظيمًا في الوصول إلى المعلومات، بينما يمنح الثاني تفاعلاً مباشرًا وسريعًا يلبي حاجات المستخدم بأسلوب مختلف.

وفي المستقبل المنظور، سيبقى البحث الكلاسيكي هو العمود الفقري للويب، فيما تستمر أدوات الذكاء الاصطناعي في التسلل إلى تفاصيل حياتنا الرقمية بوتيرة متسارعة ومدهشة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى