شهدت خوادم الذكاء الاصطناعي والهواتف الذكية زيادة ملحوظة في النمو قبل دخول التعريفات الجمركية الأميركية حيز التنفيذ، وهو ما يمثل أسرع وتيرة نمو لشركة TSMC منذ عام 2022. وقد عمد مصنعو الإلكترونيات إلى تخزين البضائع في المخازن الأميركية تحسبًا لأي انقطاع محتمل في سلاسل التجارة والشحن، وفقًا لتقرير “بلومبرغ”.
أعلنت شركة تصنيع الرقائق الرائدة لشركتي
“أبل” و”إنفيديا” عن تحقيق إيرادات بلغت 839.25 مليار دولار تايواني جديد (ما يعادل 25.5 مليار دولار أمريكي) في الربع الأول من عام 2025.
وقد فاق هذا الرقم توقعات المحللين التي كانت تشير إلى إيرادات تقدر بحوالي 830.5 مليار دولار تايواني جديد.
من المتوقع أن تكشف الشركة عن نتائج أرباحها الفصلية بشكل كامل الأسبوع المقبل، بالإضافة إلى تقديراتها للربع الجاري.
وفي سياق متصل، من المتوقع أن يسهم تعليق الرئيس الأميركي دونالد ترامب للرسوم الجمركية المرتفعة لمدة 90 يومًا في زيادة مخزونات “TSMC” خلال الأشهر المقبلة، مما قد يعزز نتائج الربع المالي المنتهي في يونيو، وفقًا لتوقعات محللي بيرنشتاين بقيادة مارك لي. وقد أشاروا في مذكرتهم للمستثمرين إلى أنه رغم بعض الشكوك الأخيرة، فإن الطلب على تقنيات الذكاء الاصطناعي سيظل يشهد نموًا ملحوظًا على أساس سنوي.
تأتي نتائج شركة تصنيع الرقائق هذه في وقت تزداد فيه المخاوف بشأن تأثير الرسوم الجمركية على الطلب على الأجهزة الإلكترونية، مثل هواتف آيفون. فقد سارع الأميركيون إلى شراء منتجات “أبل” المميزة خلال عطلة نهاية الأسبوع خوفًا من رفع الشركة لأسعارها لتغطية التكاليف الإضافية.
وفي مارس/آذار، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة TSMC، سي. سي. وي، والرئيس دونالد ترامب، عن استثمار إضافي بقيمة 100 مليار دولار في صناعة الرقائق الأميركية، مما يدعم أهداف البيت الأبيض الرامية إلى إعادة التصنيع إلى البلاد. وعزا ترامب هذه الزيادة إلى ارتفاع الرسوم الجمركية.
من جهة أخرى، تشير بعض المؤشرات إلى أن وتيرة الإنفاق على مراكز البيانات ورقائق الذكاء الاصطناعي قد تشهد تباطؤًا طفيفًا، حيث قامت شركة مايكروسوفت بتقليص مشاريعها العالمية، مما يعكس إعادة النظر في خططها.
كما حذر بعض المحللين من أن شركة TSMC قد تضطر إلى خفض هدف نمو الإيرادات للعام الحالي إلى نطاق 20%، في ضوء حالة عدم اليقين العالمي والتأثير المحتمل على الاقتصادات. كما أن تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية على واردات أشباه الموصلات قد تظل تؤثر على التوقعات المستقبلية، رغم أنه من غير الواضح متى أو إذا كان ذلك سيحدث.
مع ذلك، تظل شركة TSMC في موقع ريادي عالمي في إنتاج أشباه الموصلات المتقدمة المستخدمة في الذكاء الاصطناعي والهواتف الذكية، وهو ما قد يساعد في تقليل تأثير الرسوم الجمركية أو الاضطرابات التجارية.
لم تُعلن شركات التكنولوجيا الكبرى مثل “ألفابت” و”ميتا” عن أي تغييرات في خططها لاستثمار عشرات المليارات في الذكاء الاصطناعي، حيث أن “أمازون” وحدها تستهدف إنفاق 100 مليار دولار على الذكاء الاصطناعي هذا العام.
