الذكاء الاصطناعي

أكد معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحه أن المملكة العربية السعودية أطلقت عددًا من المبادرات الاستراتيجية الرامية إلى دعم الجهود العالمية في سد الفجوات المتعلقة بالحوسبة، والبيانات، والخوارزميات، وذلك بما يسهم في تسخير هذه الإمكانات التقنية المتقدمة لخدمة البشرية وتعزيز التنمية المستدامة على مستوى العالم.

وجاءت تصريحات معاليه خلال مشاركته في الاحتفال الرسمي الذي نظمه الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) في مدينة جنيف السويسرية، بمناسبة مرور 160 عامًا على تأسيس المنظمة، حيث شارك في هذا الحدث عدد من قادة الدول، وصنّاع السياسات، وممثلي كبرى شركات التقنية، ونخبة من الشخصيات المؤثرة في مجال الاتصالات والتقنية.
وفي كلمته، أشار المهندس السواحه إلى أن العالم يمر بمرحلة تحول تاريخية بفعل التطورات المتسارعة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، مشددًا على أهمية الاستعداد لهذه المرحلة الجديدة التي من شأنها أن تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي، وتغير نمط حياة الأفراد، وتفتح آفاقًا جديدة للابتكار والنمو في مختلف القطاعات.
وأوضح أن السعودية، انطلاقًا من رؤية 2030، تولي اهتمامًا بالغًا بالتقنيات الحديثة، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، حيث عملت على بناء بنية تحتية رقمية متقدمة، وتطوير السياسات والتشريعات التي تدعم الابتكار وتحفّز الاستثمار في مجالات التقنية. كما أطلقت المملكة برامج ومبادرات دولية لدعم الدول النامية وتمكينها من اللحاق بركب الثورة الصناعية الرابعة، وذلك من خلال تعزيز الوصول إلى الحوسبة عالية الأداء، وتحسين جودة البيانات، وتطوير الخوارزميات بشكل مسؤول وأخلاقي.
وأشار السواحه إلى أن المملكة تتعاون مع عدد من المنظمات الدولية والمؤسسات التقنية الرائدة لضمان أن تكون التقنيات الناشئة متاحة للجميع، وأن تُستخدم في معالجة التحديات العالمية الكبرى مثل تغير المناخ، والأمن الغذائي، والصحة، والتعليم، والعدالة الاجتماعية.
وأكد الوزير أن المبادرات السعودية لا تقتصر على الداخل فحسب، بل تمتد لتشمل المجتمع الدولي، انطلاقًا من قناعة المملكة بأهمية التعاون العالمي والتضامن الرقمي من أجل بناء مستقبل مشترك أكثر شمولًا واستدامة. كما دعا إلى ضرورة تطوير أطر الحوكمة العالمية الخاصة بالذكاء الاصطناعي بما يضمن الاستخدام الآمن والمسؤول للتقنية، ويحمي الحقوق الفردية، ويعزز القيم الإنسانية.
واختتم السواحه كلمته بالتأكيد على التزام المملكة بمواصلة دعم جهود الاتحاد الدولي للاتصالات، وتعزيز دوره في ربط العالم وتمكين المجتمعات من الاستفادة من ثورة المعلومات والتقنية، مشيرًا إلى أن هذه المناسبة التاريخية تمثل فرصة للتفكير الجماعي حول مستقبل الاتصالات والتقنية، وكيف يمكن تسخيرها لصالح البشرية جمعاء.
في كلمة ألقاها مؤخرًا، شدد الوزير عبدالله السواحه على أهمية الاستجابة الجماعية والفورية لمواجهة الفجوات المتزايدة في مجالات الحوسبة، والبيانات، والخوارزميات، موضحًا أن هذه الفجوات تمثل تحديات عالمية تتطلب تضافر الجهود الدولية. وأشار إلى أن استمرار التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية لن يكون ممكنًا إلا من خلال التعاون المفتوح والمبني على الثقة، مؤكدًا أن الإخفاق في سد هذه الفجوات قد يؤدي إلى خلق تباينات جديدة بين الدول والمجتمعات، ويعيق تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأوضح السواحه أن المملكة العربية السعودية تدرك تمامًا حجم هذه التحديات، وأنها ملتزمة بمواصلة دورها الفاعل في معالجتها، من خلال تعزيز الابتكار، وتطوير البنية التحتية الرقمية، وبناء شراكات دولية طويلة الأمد. وأكد أن السعودية تعمل على تمكين كل فئات المجتمع من الوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة، ضمن رؤية شاملة تهدف إلى تحقيق شمولية رقمية حقيقية، لا تُقصي أحدًا، ولا تترك أحدًا خلف الركب، بل تضمن استفادة الجميع من ثمار الثورة الرقمية.
وأضاف أن التحول الرقمي لم يعد خيارًا، بل ضرورة ملحة في عالم سريع التغير، وأن مستقبل المجتمعات بات مرتبطًا بقدرتها على تبني الذكاء الاصطناعي بشكل آمن وأخلاقي. وشدد على أن السنوات القليلة المقبلة ستكون حاسمة في رسم ملامح المستقبل، ليس فقط من حيث التقدم التكنولوجي، بل أيضًا من حيث ترسيخ المبادئ الإنسانية في قلب هذا التقدم، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا يجب أن تظل أداة في خدمة الإنسان، وليست بديلاً عنه.
وأشار كذلك إلى أن تطوير الخوارزميات لا ينبغي أن ينحصر في الجوانب التقنية فحسب، بل يجب أن يأخذ في الاعتبار التعدد الثقافي والقيم الإنسانية، لتفادي الانحيازات وضمان عدالة الاستخدام. وأكد أن العالم بحاجة إلى إطار حوكمة عالمي للذكاء الاصطناعي، يُعزز الشفافية، ويضمن الاستخدام المسؤول والآمن للتقنيات الحديثة.
وختم السواحه بالتأكيد على أن العمل الجماعي هو السبيل الوحيد لبناء عالم أكثر توازنًا وعدالة، عالم تُستخدم فيه التقنيات الحديثة لتعزيز رفاه الإنسان، وتسريع عجلة التنمية الشاملة، وتحقيق مستقبل رقمي أكثر إشراقًا لجميع الدول والمجتمعات، دون تمييز أو إقصاء. ودعا الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم، والتعاون في بناء بيئة رقمية عادلة وشاملة ومستدامة.