ديب سيك
![ديب سيك](https://wikigulf.net/wp-content/uploads/2025/02/ويكي-مصر-2025-02-04T051744.716-780x470.png)
أثار النموذج الجديد للذكاء الاصطناعي “DeepSeek R1” ضجة كبيرة في مجال التكنولوجيا، ليس فقط لتفوقه على بعض النماذج المغلقة مثل “GPT-4″، بل أيضاً لدوره البارز في تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر.
ويشير الخبراء في الصناعة إلى أن هذا التقدم يعد إنجازاً مهماً ليس فقط للصين، بل هو انتصار للمجتمع العالمي المفتوح المصدر، الذي يضم شركات مثل “ميتا” و”Databricks” و”ميسترال” و”Hugging Face”.
في الشهر الماضي، أطلقت شركة “ديب سيك” الصينية نموذجها الجديد “R1″، مؤكدةً أنه يتمتع بأداء مشابه لنموذج “o1” من OpenAI، ولكنه يتميز بتكلفة أقل وكفاءة طاقة أعلى، حسبما أفاد تقرير نشره موقع “CNBC”.
أسفر هذا التطور عن انخفاض في أسهم “إنفيديا” والشركات الأخرى المتخصصة في تصنيع الرقائق، وسط تزايد المخاوف من أن الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر قد يؤدي إلى تقليص الإنفاق على الحوسبة عالية الأداء.
تأسست شركة “ديب سيك DeepSeek” في عام 2023 على يد ليانج وينفينج، الذي كان أحد المؤسسين لصندوق التحوط الذكي “High-Flyer”.
تركز الشركة على تطوير نماذج لغوية كبيرة بهدف تحقيق الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، وهو المفهوم الذي يعنى بتمكين الذكاء الاصطناعي من التفكير واتخاذ القرارات بطريقة مشابهة للبشر أو حتى التفوق عليهم.
الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر لمستقبل أكثر انفتاحاً
منذ إطلاق “تشات جي بي تي” في نوفمبر 2022، تسارعت الجهود في مجال الذكاء الاصطناعي لتطوير نماذج مفتوحة المصدر كبديل للنماذج المغلقة.
يعتمد هذا النهج على توفير الشيفرة البرمجية مجانًا للمجتمع التقني، مما يتيح إمكانية تعديلها وتحسينها.
من بين الشركات التي تبنت هذا التوجه: “ميتا” و”ميسترال” و”Hugging Face”، حيث ترى أن الذكاء الاصطناعي المفتوح المصدر يعزز الابتكار ويسهم في تبادل التطورات بين الباحثين في جميع أنحاء العالم.
أوضحت سينا ريجال، الرئيسة التجارية لشركة NetMind، قائلة: “نجاح DeepSeek R1 يبرهن أن الذكاء الاصطناعي المفتوح المصدر لم يعد مجرد مشروع بحثي، بل أصبح منافسًا قويًا للنماذج المغلقة مثل GPT من OpenAI.”
“DeepSeek R1” يعزز قوة المصدر المفتوح
من جانبه، أوضح يان لوكان، كبير علماء الذكاء الاصطناعي في “ميتا”، أن نجاح “ديب سيك” ليس دليلاً على تفوق الصين على أميركا، بل هو تأكيد على تفوق الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر.
وكتب في منشور على LinkedIn: “إذا كنت تعتقد أن نجاح DeepSeek يعكس تفوق الصين على أميركا، فأنت تفسر الأمر بشكل خاطئ، الفهم الصحيح هو أن النماذج مفتوحة المصدر تتفوق على النماذج المغلقة”.
وأشار إلى أن “ديب سيك” استفادت من الأبحاث المفتوحة والتقنيات المتاحة مثل “PyTorch” و”Llama” من “ميتا”، مما مكنها من تطوير نموذجها بسرعة وفاعلية.
وأضاف أن تأثير الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر لم يقتصر على الصين فحسب، بل امتد إلى أوروبا أيضاً، حيث يقود تحالف من الأكاديميين والشركات مشروع “OpenEuroLLM”، الذي يهدف إلى تطوير نماذج لغوية كبيرة متعددة اللغات لتعزيز استقلالية الذكاء الاصطناعي في القارة.
وأكد جان هاجيك، عالم اللغويات الحاسوبية في جامعة تشارلز في جمهورية التشيك، أن هذا المشروع هو جزء من حملة أوسع تهدف إلى تحقيق سيادة الذكاء الاصطناعي، بحيث تعتمد الدول على مراكز أبحاث محلية بدلاً من الاعتماد على وادي السيليكون.
مخاطر الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر
رغم الفوائد العديدة لهذه النماذج، يحذر خبراء الأمن السيبراني من أن النماذج مفتوحة المصدر قد تكون أكثر عرضة للاختراق والاستغلال، بما أن أي شخص يمكنه تعديلها.
أظهرت أبحاث شركة سيسكو أن “DeepSeek R1” يحتوي على ثغرات أمنية خطيرة، حيث استطاع الباحثون اختراق حمايته بسهولة وجعله يقدم استجابات ضارة بنجاح كامل.
كما أشار مات كوك، استراتيجي الأمن السيبراني في “Proofpoint”، إلى أن تسرب البيانات يظل مصدر قلق كبير، خصوصاً مع إرسال البيانات مباشرة إلى الصين.