Galaxy Watch

في ظاهرة غير معتادة أثارت استغراب مستخدمي التكنولوجيا القابلة للارتداء، أفاد العديد من مستخدمي ساعات “غالاكسي ووتش” الذكية من شركة سامسونغ بأن ساعاتهم بدأت تعرض لهم تقييمًا مثاليًا لجودة النوم يصل إلى 99 درجة، وذلك دون أي سبب واضح أو تغيير ملحوظ في عادات نومهم أو نمط حياتهم اليومي.

عادةً ما تقوم هذه الساعات الذكية، المزودة بحساسات متقدمة وتقنيات تتبع دقيقة، بقياس جودة النوم استنادًا إلى مجموعة من المعايير مثل مدة النوم، مراحل النوم المختلفة (العميق، الخفيف، وحركة العين السريعة)، بالإضافة إلى الاستيقاظ الليلي ونسبة الانتظام في النوم والاستيقاظ. ويُفترض أن تعكس درجة النوم التي تُعرض للمستخدمين جودة نومهم الفعلية بدقة نسبية.
لكن المفارقة في التقارير الأخيرة تكمن في أن عددًا من المستخدمين بدأوا يلاحظون تقييمات مرتفعة جدًا – تصل إلى الحد الأقصى تقريبًا – دون أن يكون هناك أي تحسن فعلي في ظروف نومهم أو أنماطهم اليومية. بعضهم أشار إلى أنهم يعانون من اضطرابات في النوم، أو أنهم لم يغيروا أي جانب من عاداتهم اليومية، ومع ذلك، حصلوا على درجات نوم مثالية غير مبررة.
وقد أثار هذا الأمر تساؤلات واسعة عبر المنتديات التقنية ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من المستخدمين عن دهشتهم من هذه القراءات، وتكهن البعض بأن السبب قد يكون خللًا تقنيًا أو تحديثًا جديدًا في البرمجيات أدى إلى تغيير خوارزمية التقييم.
من جانب آخر، لم تصدر سامسونغ حتى الآن أي بيان رسمي يوضح طبيعة هذه القراءات أو يؤكد ما إذا كان هناك بالفعل تغيير في نظام تحليل النوم المدمج في ساعاتها الذكية. ويُحتمل أن يكون الأمر متعلقًا بتحديث جديد جرى مؤخرًا على تطبيق “Samsung Health” أو النظام التشغيلي للساعات نفسها، ما قد يكون أدى إلى تعديل طريقة احتساب درجات النوم دون تنبيه المستخدمين إلى ذلك.
الجدير بالذكر أن الدقة في تتبع النوم أصبحت من الميزات الجوهرية التي تعتمد عليها شركات التكنولوجيا القابلة للارتداء في تسويق أجهزتها، حيث يسعى المستخدمون وراء أدوات تساعدهم على تحسين صحتهم العامة ونمط حياتهم، بما في ذلك جودة النوم. لذلك، فإن أي تغييرات غير مفسرة في هذه الميزات قد تؤثر على ثقة المستخدمين بالمنتج، خاصة إن لم يتم توضيحها بشكل رسمي أو شفاف.
في الوقت الراهن، يوصى للمستخدمين الذين يلاحظون مثل هذه النتائج غير المعتادة بمراجعة إعدادات الساعة، والتأكد من تحديث التطبيقات، وكذلك متابعة أي إشعارات رسمية من سامسونغ قد توضح السبب الحقيقي وراء هذه الظاهرة. وحتى ذلك الحين، تبقى درجات النوم المثالية التي تظهر فجأة محل نقاش وتساؤل بين المستخدمين، في انتظار تفسير منطقي وشامل من الشركة المصنعة.
في ظل التوسع المستمر في مجال التكنولوجيا القابلة للارتداء، أصبحت الأجهزة الذكية مثل الخواتم والساعات تلعب دورًا متزايد الأهمية في مراقبة الصحة الشخصية للمستخدمين. وعلى غرار جهاز “خاتم أورا” الذكي وغيره من الابتكارات الحديثة، تقدم ساعات سامسونغ الذكية معلومات دقيقة وشاملة حول الحالة الصحية للمستخدم، بما في ذلك جودة النوم. تعتمد هذه الساعات على تتبع البيانات الحيوية على مدار اليوم وخلال فترة النوم، لتقوم في النهاية بتقديم “مؤشر جودة النوم”، وهو رقم يتراوح بين 1 و100، يعكس مدى جودة النوم بناءً على عدد من العوامل.
وبحسب تقرير نشره موقع “CNET” المتخصص في أخبار التكنولوجيا فإن هذا المؤشر أصبح محل نقاش بين عدد من المستخدمين مؤخرًا، بعد ملاحظتهم لظاهرة غريبة في نتائج التقييم الخاصة بجودة نومهم.
أحد مستخدمي منصة “ريديت” الشهيرة ذكر في منشور له أنه يمتلك ساعة “غالاكسي” منذ عام 2022، وقد اعتاد على تتبع أنماط نومه باستمرار. وأشار إلى أن درجات نومه غالبًا ما كانت تقع ضمن نطاق الثمانينات وأوائل التسعينات، وهي نتائج منطقية ومتوقعة بالنظر إلى نمط حياته. لكنه فوجئ مؤخرًا بالحصول على نتائج مثالية تقريبًا – وصلت إلى 99 من 100 – لعدة أيام متتالية، دون أن يقوم بأي تغييرات في نمط نومه أو نظامه اليومي قد تبرر هذا التحسن المفاجئ.
ولم يكن هذا المستخدم الوحيد الذي لاحظ ذلك، إذ شارك آخرون تجارب مشابهة، حيث أشاروا إلى أنهم بدأوا في الحصول على درجات نوم مرتفعة بشكل غير معتاد، مع أنهم لم يُجروا أي تغييرات في عاداتهم اليومية أو أسلوب حياتهم. هذا التوافق في الملاحظات أثار تساؤلات بين المستخدمين حول دقة نظام التقييم الخاص بالساعة، وما إذا كانت هذه النتائج مرتبطة بخلل في البرمجيات أو تحديث جديد أجرته الشركة.
وقد رجّح بعض المستخدمين أن تكون “سامسونغ” قد أجرت تحديثًا برمجيًا أثر على طريقة حساب نتائج النوم، ما قد يكون تسبب في ظهور هذه القيم المرتفعة بشكل غير معتاد. وفي هذا السياق، كانت الشركة قد أعلنت مؤخرًا عن سعيها لتطوير وتحسين تقنياتها القابلة للارتداء، مشيرة إلى عملها على إدراج ميزات جديدة مثل القدرة على الكشف عن “قصور الانقباض البطيني الأيسر”، وهي حالة قلبية خطيرة يُعتقد أنها تؤثر على نحو 50% من مرضى فشل القلب.
هذا التزام سامسونغ بتطوير أجهزتها يشير إلى أن التغيرات الأخيرة في أداء الساعات قد تكون بالفعل نتيجة تحديثات برمجية تهدف إلى تحسين دقة القياسات وتحسين تجربة المستخدم. ومع ذلك، تبقى الحاجة إلى توضيح رسمي من الشركة قائمة، لا سيما مع تزايد التساؤلات حول موثوقية النتائج التي تقدمها هذه الأجهزة والتي يعتمد عليها المستخدمون في مراقبة صحتهم اليومية.