أطلقت هيئة الطرق والمواصلات في دبي، يوم الاثنين، أول رحلة تجريبية للتاكسي الجوي الكهربائي المعروف باسم “جوبي”، وذلك بالتعاون مع شركة “جوبي أفييشن”، المتخصصة في تطوير تقنيات التاكسي الجوي المبتكرة. جرت التجربة في موقع اختبار مخصص في منطقة صحراوية داخل إمارة دبي، وتُعد هذه الخطوة بداية سلسلة من الرحلات التجريبية اليومية، التي تهدف إلى تقييم أداء المركبة الجوية في ظروف البيئة المحلية، تمهيدًا لإطلاق الخدمة على نطاق تجاري في المستقبل القريب.
ويُمثل هذا الإنجاز محطة مهمة على طريق تبنّي وسائل النقل المستقبلية في الإمارة، حيث تُعد الرحلة أول تجربة عملية من نوعها في منطقة الشرق الأوسط. وتعكس هذه المبادرة التزام حكومة دبي بتبني أحدث الابتكارات في مجال النقل، وتحقيق رؤيتها في أن تصبح المدينة واحدة من أوائل المدن في العالم التي تقدم خدمات النقل الجوي الحضري المستدام.
يعمل التاكسي الجوي “جوبي” بالكهرباء بالكامل
مما يجعله صديقًا للبيئة، كما يتمتع بتصميم حديث يتيح له الإقلاع والهبوط عموديًا، ما يعني أنه لا يحتاج إلى مدارج تقليدية، وبالتالي يمكن تشغيله من مواقع مدمجة في قلب المدينة. كما يتميز المركب الجوي بانخفاض كبير في مستوى الضجيج مقارنة بوسائل النقل الجوي التقليدية، مما يجعله خيارًا مناسبًا للاستخدام داخل المناطق الحضرية المكتظة.
ووفقًا لبيان صادر عن المكتب الإعلامي لحكومة دبي، فإن الرحلات التجريبية تهدف إلى دراسة الأداء التقني والتشغيلي للتاكسي الجوي في مختلف الظروف البيئية، بما في ذلك درجات الحرارة العالية والرياح الصحراوية، التي تشتهر بها المنطقة. كما سيتم خلال فترة التجارب جمع البيانات وتحليلها من أجل تحسين تجربة المستخدم وضمان أعلى معايير الأمان والسلامة.
وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية دبي طويلة الأمد للتحول إلى مدينة ذكية ومستدامة، تتبنى حلولًا متقدمة للنقل تسهم في تقليل الازدحام المروري وتقليص البصمة الكربونية. كما تسعى الهيئة من خلال هذه المشاريع إلى تعزيز مكانة دبي كمركز عالمي للابتكار في مجال النقل والمواصلات، وتهيئة البنية التحتية اللازمة لاحتضان تقنيات التنقل الجوي الذكي.
ومن المتوقع، في حال نجاح المرحلة التجريبية، أن تبدأ دبي في تشغيل شبكة تاكسي جوي تجارية خلال السنوات القليلة القادمة، لتكون من أوائل المدن في العالم التي تدمج هذا النوع من النقل في حياتها اليومية. ويأتي هذا ضمن سلسلة مبادرات تتبناها الإمارة لتطوير منظومتها الذكية، وتوفير خيارات نقل متعددة وآمنة ومستدامة لسكانها وزوارها.
في خطوة رائدة نحو مستقبل النقل الحضري المستدام، يُعد التاكسي الجوي “جوبي” أحد أبرز الابتكارات التكنولوجية في عالم الطيران المدني. يتميز هذا التاكسي الجوي بقدرته على الإقلاع والهبوط عموديًا، ما يجعله مثاليًا للتنقل داخل المدن المزدحمة. والأهم من ذلك، أن هذه الطائرة المتطورة تعمل بالكامل بالطاقة الكهربائية، ما يجعلها صديقة للبيئة ولا تُصدر أي انبعاثات تشغيلية ضارة، في انسجام تام مع توجهات العالم نحو تقنيات أكثر استدامة.
يعتمد “جوبي” في عمله على ست مراوح قوية توفر له قوة دفع وثبات في أثناء الطيران، بالإضافة إلى أربع حزم من البطاريات عالية الكفاءة تُغذي المحركات بالطاقة اللازمة. وتمنح هذه المنظومة الجوية المتقدمة الطائرة مدى طيران يصل إلى 160 كيلومترًا، وسرعة قصوى تصل إلى 320 كيلومترًا في الساعة، ما يجعلها خيارًا مثاليًا للتنقل السريع داخل المدينة.
أما من حيث التصميم الداخلي، فيتسع التاكسي الجوي لأربعة ركاب إلى جانب القائد، مع مراعاة توفير أعلى درجات الراحة والسلامة. ويُعدّ مستوى الضجيج المنخفض أحد أبرز مزاياه، إذ يقلّ كثيرًا عن الضجيج الذي تُحدثه الطائرات المروحية التقليدية، مما يُعزز من ملاءمته للعمل داخل المدن دون التسبب في إزعاج السكان أو الإخلال بالهدوء الحضري.
بفضل قدرته على الإقلاع والهبوط العمودي، لا يتطلب “جوبي” مساحات كبيرة للهبوط أو الإقلاع، بل يحتاج فقط إلى مواقع صغيرة مخصصة تُعرف بمحطات الهبوط العمودية، مما يسهل دمجه في البنية التحتية للمدن دون الحاجة إلى تغييرات جذرية أو مكلفة.
ومن المنتظر أن تشهد مدينة دبي انطلاق خدمات التاكسي الجوي “جوبي” في عام 2026، حيث سيتم تشغيل أول محطة للتاكسي الجوي بالقرب من مطار دبي الدولي. وستمثل هذه الخطوة إنجازًا عالميًا، إذ ستكون دبي أول مدينة في العالم تُوفر خدمة النقل الجوي في المناطق الحضرية ضمن شبكة متكاملة للإقلاع والهبوط العمودي.
ومن المتوقع أن تستغرق الرحلة من مطار دبي الدولي إلى جزيرة نخلة جميرا حوالي 10 دقائق فقط، مقارنة بما يقارب 45 دقيقة بالسيارة خلال أوقات الذروة، ما يعكس حجم التحول الذي ستحدثه هذه التكنولوجيا في حياة السكان والزوار على حد سواء.
وقد وقّعت هيئة الطرق والمواصلات في دبي في مطلع عام 2024 اتفاقية لإطلاق خدمة التاكسي الجوي، في خطوة تعكس رؤية دبي المستقبلية لتبني أحدث حلول النقل الذكي والمستدام، ما يعزز من مكانة المدينة كمركز عالمي للابتكار والتقنيات المتقدمة.
