بطاريات

تزداد سعة بطاريات الهواتف الذكية بشكل ملحوظ مع مرور الوقت، ويبدو أن عام 2025 قد يكون بداية حقبة جديدة في هذا المجال. فقد ظهرت تسريبات حديثة من الصين تشير إلى أن بعض الهواتف الذكية الرائدة المنتظرة في عام 2026 قد تأتي ببطاريات ضخمة تتجاوز سعتها حاجز 10,000 مللي أمبير/ساعة، وهو ما يمثل نقلة نوعية في عمر البطارية وأداء الأجهزة المحمولة.

هذه القفزة الكبيرة في سعة البطاريات تعكس رغبة الشركات المصنعة، خصوصًا الصينية منها، في تقديم هواتف تدوم لفترات أطول دون الحاجة للشحن المتكرر، مما يلبي احتياجات المستخدمين الذين يعتمدون بشكل كبير على هواتفهم لأداء مهام متعددة يوميًا. مع هذا الحجم من البطارية، سيكون من الممكن استخدام الهاتف لساعات أطول بكثير في التصفح، ومشاهدة الفيديو، والألعاب، وغيرها من الأنشطة التي تستهلك الطاقة بشكل كبير.
وعلى الرغم من هذه الخطوة الكبيرة التي تقودها شركات الهواتف الصينية مثل شاومي، وأوبو، وفيفو، فإن العلامات التجارية الكبرى الأخرى مثل سامسونغ، وجوجل، وأبل لا تبدو مستعجلة في تبني بطاريات ذات سعة مماثلة في هواتفها الحالية أو المستقبلية. التقرير المنشور عبر موقع “gizmochina” يشير إلى وجود أسباب محددة وراء هذا التردد.
أحد الأسباب الرئيسية هو التركيز على التوازن بين سعة البطارية وتصميم الجهاز وجودة الأداء. زيادة حجم البطارية يعني بالضرورة زيادة وزن الهاتف وسماكته، مما قد يؤثر سلبًا على راحة الاستخدام والتصميم الأنيق الذي يحرص المستخدمون عليه. لذا، تميل هذه الشركات الكبرى إلى تحسين كفاءة استخدام الطاقة وتقنيات الشحن السريع بدلاً من زيادة حجم البطارية بشكل كبير، للحفاظ على تجربة استخدام متكاملة.
كما أن هناك تحديات تتعلق بالسلامة والأمان عند استخدام بطاريات كبيرة السعة، فزيادة كمية الطاقة المخزنة تعني زيادة المخاطر المحتملة في حالة حدوث أعطال أو تلف في البطارية. لهذا، تولي الشركات الكبرى أهمية بالغة لاختبارات الجودة والسلامة قبل إدخال أي تغييرات جوهرية في تصميم البطارية.
ومن ناحية أخرى، تعتمد سامسونغ وأبل وجوجل على استراتيجيات أخرى لتعزيز عمر البطارية، مثل تحسين معالجات الهواتف لتكون أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة، وتطوير أنظمة التشغيل لإدارة استهلاك البطارية بشكل ذكي، فضلًا عن ابتكار تقنيات شحن جديدة تسمح بشحن البطارية بسرعة وأمان أكبر.
في المقابل، تُعتبر الخطوة التي تقوم بها الشركات الصينية في زيادة سعة البطارية محاولة لجذب فئة معينة من المستخدمين الذين يفضلون هواتف تدوم لفترات طويلة دون الحاجة للشحن المستمر، حتى وإن كان ذلك على حساب زيادة حجم الهاتف ووزنه. وهذا التوجه قد يلاقي قبولًا واسعًا في الأسواق التي تركز على الأداء والاعتمادية في عمر البطارية أكثر من التصميم الخفيف والأنيق.
في النهاية، يبدو أن عام 2025 يمثل نقطة تحول حاسمة في مجال بطاريات الهواتف الذكية، حيث تتجه صناعة الهواتف إلى تنويع الخيارات بين الأجهزة ذات البطاريات العملاقة والأخرى التي تعتمد على تحسينات تقنية لرفع كفاءة استهلاك الطاقة. الأمر الذي سيمنح المستخدمين حرية أكبر في اختيار الهواتف التي تناسب أسلوب حياتهم واحتياجاتهم اليومية.
تشير التوقعات إلى أن هاتف سامسونغ الرائد لعام 2026، المعروف باسم غالاكسي إس 26 ألترا، سيأتي مزودًا ببطارية تبلغ سعتها 5000 مللي أمبير في الساعة، وهو رقم يُعد معيارًا شائعًا في الهواتف الرائدة الحديثة. لكن ما يلفت الانتباه هو النمو السريع في سعة البطاريات التي شهدها سوق الهواتف الذكية خلال العام الماضي، حيث بدأت الشركات المصنعة تركز على زيادة قدرة البطاريات بشكل ملحوظ.
في هذا السياق، برزت شركة “أونور” بشكل لافت مع هاتفها X70 الذي جاء ببطارية ضخمة تبلغ سعتها 8300 مللي أمبير في الساعة، رغم أن سمك الهاتف لم يتجاوز 7.76 مم، مما يدل على تطور ملحوظ في تصميم الأجهزة بحيث تسمح بسعة بطارية أكبر دون زيادة حجم الهاتف بشكل كبير. وهذا النجاح جاء استكمالًا لخطوات سابقة مثل هاتف Honor Power الذي زود ببطارية سعتها 8000 مللي أمبير في الساعة، مما رفع سقف توقعات الهواتف متوسطة الفئة في الأسواق.
ومع ذلك، لا تقتصر هذه المنافسة على “أونور” فقط، بل تشير أحدث الشائعات إلى أن علامات تجارية أخرى مثل “ون بلس” و”iQOO” و”شاومي” تستعد لإطلاق هواتف رائدة تحمل بطاريات ذات سعات تصل إلى 7000 مللي أمبير في الساعة أو أكثر، وذلك قبل نهاية عام 2025. ويبدو أن هذه الشركات تعي جيدًا أهمية البطارية كعامل حاسم في جذب المستخدمين الباحثين عن أداء طويل الأمد دون الحاجة إلى إعادة الشحن المتكرر.
بالإضافة إلى ذلك، في 19 يوليو 2025، تم تسريب معلومات عبر منصة “ويبو” الصينية تشير إلى تطوير هاتف متوسط الفئة مزود ببطارية ضخمة بسعة 10,000 مللي أمبير في الساعة، ومن المتوقع أن يتم إطلاق هذا الجهاز في النصف الأول من عام 2026، ما يعكس توجهًا متزايدًا نحو زيادة سعة البطاريات حتى في الفئات غير الرائدة.
جدير بالذكر أن زيادة سعة البطاريات لا تعني بالضرورة أن الهواتف ستصبح ضخمة وثقيلة. هاتف Honor X70 مثال واضح على ذلك، حيث استطاع الجمع بين بطارية كبيرة وتصميم نحيف، ويرجع ذلك إلى التقدم في تقنيات تصنيع البطاريات، مثل استخدام مكونات السيليكون والكربون التي تعزز من كثافة الطاقة، وبالتالي توفر سعة أكبر ضمن نفس الحجم.
إضافة إلى ذلك، يُقال إن الهاتف متوسط المدى الذي يزعم أنه سيحمل بطارية 10,000 مللي أمبير، يستفيد من هيكل داخلي مُعاد تصميمه بالكامل، وبخاصة لوحة الدوائر المطبوعة (PCB) التي أصبحت أكثر إحكامًا وكفاءة في استغلال المساحات. هذا التصميم الداخلي المتطور يتيح توفير مساحة إضافية مخصصة للبطارية دون التأثير على حجم الجهاز الكلي.
وليس هذا النهج جديدًا تمامًا، فقد سبق لشركة “ون بلس” أن سلطت الضوء على فكرة مماثلة مع هاتف 13T، حيث استعرضت كيف يمكن لتصميم أكثر إحكامًا للوحة الدوائر أن يتيح تركيب بطاريات أكبر داخل الهاتف، مما يعكس مدى أهمية الابتكار في التصميم الداخلي كجزء من السباق نحو بطاريات ذات سعات أكبر.
بالرغم من ذلك، فإن تطوير لوحات دوائر أكثر إحكامًا مع الحفاظ على جودة الأداء والموثوقية يعد تحديًا تقنيًا كبيرًا، ويتطلب جهودًا مكثفة في البحث والتطوير.
حتى الآن، يبقى الأمر غير واضح بشأن أي من العلامات التجارية الصينية ستتمكن من تقديم هاتف بسعة بطارية تصل إلى 10,000 مللي أمبير في الساعة، ولكن شركة “أونور” تبدو في موقع قوي بفضل تجاربها الناجحة الأخيرة في هذا المجال، مما يجعلها منافسًا رئيسيًا على هذا الصعيد.