تيك توك
بعد أن أثار حظر تطبيق “تيك توك” جدلاً واسعًا حول النفوذ الصيني في التكنولوجيا الأميركية، يبدو أن التهديد الجديد يلوح في الأفق، وهذه المرة من أجهزة التوجيه المنزلية.
أجهزة التوجيه الشهيرة TP-Link، التي تحظى بحصة كبيرة في السوق الأميركية، تواجه الآن تدقيقًا شديدًا من الجهات التنظيمية وسط مخاوف من إمكانية استخدامها كأداة للتجسس أو شن هجمات إلكترونية.
في رسالة رسمية وجهها عضوان في الكونغرس إلى وزارة التجارة الأميركية، تم التحذير من نقاط ضعف “مقلقة” في أجهزة التوجيه الصينية، وخصوصاً TP-Link، مع الإشارة إلى احتمال استغلالها في اختراق البنية التحتية الأميركية، وفقًا لتقرير نشره موقع “CNBC”.
هذه التطورات تعكس تصاعد المخاوف الأمنية المتعلقة بالأجهزة التكنولوجية ذات الأصول الصينية، مما يضعها تحت مجهر الجهات الرقابية الأمريكية بشكل متزايد.
خطر أمني يهدد المنازل والشركات
وفقًا لتقارير الخبراء، تُشكّل هذه الأجهزة تهديدًا ليس فقط للمؤسسات الحكومية، بل أيضًا لملايين المنازل الأمريكية. تكمن المشكلة الأساسية في اعتمادها على اتصالات غير مشفرة، مما يعرّض بيانات المستخدمين الحساسة، مثل تاريخ التصفح والمعلومات الشخصية، لخطر الاختراق والاستغلال من قبل الجهات الخبيثة.
مع سيطرة شركة TP-Link على ما يقارب 65% من السوق الأمريكية، فإن أي إجراء حظر محتمل لهذه الأجهزة يتطلب اتباع نهج تدريجي، يبدأ من المؤسسات الحكومية وقطاع الدفاع، نظرًا لحساسية البيانات التي تتعامل معها هذه الجهات.
في المقابل، يُنصح المستهلكون باليقظة والحذر، حيث يؤكد الخبراء على أهمية تجنب شراء هذه الأجهزة والتحوُّل إلى بدائل أكثر أمانًا لحماية خصوصيتهم وبياناتهم من التهديدات المحتملة.
الشركة ترد: “لسنا خطرًا”
في المقابل، نفت شركة TP-Link الاتهامات الموجهة إليها، مشددة على أن منتجاتها المُصدرة إلى السوق الأمريكية يتم تصنيعها في فيتنام وليس في الصين، وأكدت التزامها التام بمعايير الأمن السيبراني.
وفي ظل تصاعد الدعوات إلى حظر الأجهزة الصينية واستبدالها ببدائل أمريكية، يبدو أن المستهلكين قد يشهدون تحولات جذرية في خياراتهم التكنولوجية، مما يثير نقاشات واسعة حول تأثير التكنولوجيا الصينية على الأمن القومي للولايات المتحدة.