تقنية

ووتش 4

لطالما ارتبطت ساعات “بيكسل ووتش” من شركة غوغل بسمعة غير مشجعة عندما يتعلق الأمر بسهولة الإصلاح والصيانة. إذ عانت الإصدارات السابقة من صعوبة في الوصول إلى مكوناتها الداخلية، وغياب الوثائق الرسمية التي تسهّل عمليات التفكيك، ما جعل من إصلاحها تحديًا حتى للمستخدمين المحترفين في مجال الإلكترونيات أو فنيي الصيانة. ولكن يبدو أن غوغل تعتزم كسر هذا النمط في الجيل الجديد من ساعتها الذكية.

ووتش 4
ووتش 4

بحسب تقرير نشره موقعAndroid Headlines”، المتخصص في تغطية أخبار التكنولوجيا والأجهزة الذكية، فإن “بيكسل ووتش 4” المرتقبة قد تكون النموذج الأكثر قابلية للإصلاح في تاريخ ساعات “بيكسل ووتش” حتى الآن. وإذا صحت هذه التوقعات، فقد يمثل هذا التغيير تحولًا مهمًا في استراتيجية غوغل تجاه تصميم الأجهزة القابلة للصيانة والتحديث.

تشير التسريبات والتقارير التقنية إلى أن غوغل تعمل على إعادة تصميم بعض الجوانب الهيكلية في “بيكسل ووتش 4” بهدف تحسين إمكانية الوصول إلى المكونات الداخلية مثل البطارية، الشاشة، وأجزاء الحساسات. وقد يكون هذا التغيير مدفوعًا بانتقادات سابقة واجهتها الشركة من مستخدميها ومن الجهات المختصة بمجال الصيانة والإصلاح، مثل موقع iFixit، الذي لطالما انتقد ضعف إمكانية إصلاح منتجات التكنولوجيا الحديثة.

تعزيز قابلية الإصلاح لا يعود بالنفع فقط على المستخدمين الذين يواجهون أعطالًا تقنية، بل يتماشى أيضًا مع التوجهات العالمية المتزايدة نحو الاستدامة وتقليل النفايات الإلكترونية. فقد أصبحت الشركات التقنية الكبرى، بما فيها غوغل، تحت ضغوط متزايدة من هيئات بيئية وحكومات عديدة لاعتماد تصاميم أكثر استدامة تسمح بإطالة عمر الأجهزة بدلاً من استبدالها كليًا عند حدوث خلل بسيط.

من المحتمل أيضًا أن يترافق هذا التحول في التصميم مع توفر قطع غيار رسمية وتعليمات تفصيلية من غوغل نفسها، مما قد يسهل عمليات الإصلاح الذاتية للمستخدمين، أو يقلل على الأقل من تكاليف الصيانة في مراكز الخدمة المعتمدة. كما أن هذا النهج قد يمنح الشركة ميزة تنافسية إضافية في سوق الساعات الذكية الذي يشهد منافسة محتدمة، خاصة من جانب شركات مثل سامسونغ وآبل، واللتين طرحتا مؤخرًا منتجات ذات تصميمات تُسهل إلى حد ما إصلاح الأعطال أو استبدال بعض الأجزاء.

وبينما لا تزال التفاصيل الدقيقة حول “بيكسل ووتش 4” غير مؤكدة بشكل كامل، فإن المؤشرات الحالية تعكس نية واضحة من غوغل لتقديم تجربة استخدام أكثر شمولية ومرونة، لا تقتصر فقط على الأداء والمزايا التقنية، بل تشمل أيضًا الجوانب العملية مثل الصيانة والعمر الافتراضي للجهاز. وإذا ما تم تنفيذ هذه التحسينات كما يتوقع المراقبون، فقد تعيد “بيكسل ووتش 4” تعريف العلاقة بين المستخدم وساعته الذكية، لتتحول من مجرد جهاز أنيق إلى منتج أكثر متانة واستدامة.

سيتعين علينا انتظار الإعلان الرسمي عن “بيكسل ووتش 4” لمعرفة مدى دقة هذه التوقعات. لكن إن صحت، فقد تكون هذه الخطوة بمثابة نق

شهدت ساعات “بيكسل ووتش” من “غوغل” تصميمًا فريدًا منذ إصدارها الأول، حيث اتسمت ببنية خارجية قوية ومغلقة تمامًا، تجعل من فتحها أو محاولة صيانتها أمرًا شبه مستحيل للمستخدم العادي. فالهيكل المعدني والزجاجي للساعة كان مصممًا ليبدو كقطعة واحدة صلبة، لا تحتوي على أي منافذ أو براغٍ أو فتحات واضحة، مما جعل إصلاحها يتطلب خبرة فنية عالية وتدخلًا مباشرًا من فنيي “غوغل”. وإذا تعرّض أحد مستخدميها لعطل في الجهاز، فغالبًا ما كان الحل الوحيد يتمثل في إرسالها إلى مراكز الخدمة المعتمدة، دون وجود أي خيار عملي للصيانة الذاتية.

ولكن، تشير التسريبات والتقارير الحديثة إلى أن هذا الوضع على وشك التغيّر، مع اقتراب إطلاق الجيل الجديد “بيكسل ووتش 4”. ويبدو أن “غوغل” أدركت الحاجة إلى تحسين قابلية الإصلاح في ساعتها الذكية، لذلك من المتوقع أن تأتي “بيكسل ووتش 4” بتصميم أكثر مرونة يُراعي سهولة الصيانة، سواء من قبل المستخدمين ذوي الخبرة أو الفنيين المستقلين.

ولا يقتصر التغيير المرتقب في “بيكسل ووتش 4” على تحسين التصميم فقط، بل من المتوقع أن يشهد الإصدار الجديد مجموعة من الميزات الجديدة والمبتكرة، خصوصًا فيما يتعلق بسلامة المستخدم واستجابتها للطوارئ. ومن أبرز تلك الميزات المحتملة، خاصية الاتصال عبر الأقمار الصناعية، والتي تُعرف باسم “الاتصال الطارئ عبر الأقمار الصناعية” (Emergency Satellite Communications). وتتيح هذه الميزة للمستخدمين إرسال إشارات استغاثة أو التواصل مع خدمات الطوارئ في المناطق التي تفتقر إلى التغطية الخلوية، ما يضع ساعات “غوغل” الذكية في منافسة مباشرة مع ساعات “أبل” التي توفر هذه الميزة بالفعل.

بالإضافة إلى ذلك، من المنتظر أن تتضمن الساعة ميزة جديدة تُعنى بالكشف عن مشاكل التنفس، وتحمل اسم “الطوارئ التنفسية” (Breathing Emergencies). وتستند هذه الخاصية إلى مستشعرات دقيقة مدمجة داخل الساعة، تقوم بقياس مستويات تشبع الأكسجين في الدم بشكل مستمر. وفي حال انخفاض النسبة عن الحد الطبيعي، فإن الساعة ستقوم بإرسال تنبيه فوري للمستخدم، محذرة من احتمال وجود خلل في التنفس، وهو ما قد ينقذ الأرواح في بعض الحالات الطارئة.

كل هذه التوقعات تأتي في سياق استعداد “غوغل” للكشف عن أحدث ابتكاراتها خلال حدثها المرتقبMade by Google”، والذي أعلنت أنه سيُعقد في 20 أغسطس المقبل. ومن المتوقع أن يشهد الحدث إطلاق سلسلة هواتف “بيكسل 10” الجديدة إلى جانب الجيل الرابع من ساعة “بيكسل ووتش”، مما يجعله موعدًا منتظرًا لعشّاق التقنية ومنتجات “غوغل” على وجه الخصوص ومع اقتراب هذا الحدث، تتزايد التوقعات بأن تُحدث “بيكسل ووتش 4” نقلة نوعية في عالم الساعات الذكية، ليس فقط من حيث التصميم والأداء، بل أيضًا من ناحية الابتكارات الصحية وميزات السلامة التي قد تكون ضرورية في المستقبل القريب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى