بيكسل 10 برو

لطالما كانت سلسلة هواتف بيكسل من “غوغل” بمثابة منصة حيوية لعرض أحدث ما توصلت إليه الشركة من تقنيات برمجية وابتكارات رقمية، وغالبًا ما استخدمت “غوغل” هذه السلسلة لإظهار رؤيتها الخاصة لمستقبل الهواتف الذكية. وفي الجيل الأحدث، يبدو أن الرهان الأكبر قد وُضع على الذكاء الاصطناعي ، ليصبح هو السمة المحورية التي تميز هواتفها الجديدة، وتحديدًا جهاز Pixel 10 Pro .

ورغم أن التحديثات من حيث العتاد أو التصميم الخارجي لم تأتِ بتحولات جذرية أو قفزات لافتة مقارنة بالإصدار السابق، فإن “غوغل” اختارت التركيز هذه المرة على الجانب البرمجي، وتحديدًا على توظيف الذكاء الاصطناعي بشكل أعمق وأكثر تكاملًا في تجربة المستخدم اليومية. ومع إطلاق Pixel 10 Pro، أصبحت حزمة Google AI هي القلب النابض للهاتف، ما يعكس توجه الشركة الواضح نحو جعل الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من جميع وظائف الجهاز.
واحدة من أبرز الميزات التي تقدمها هذه الحزمة الجديدة هي قدرة الهاتف على التعامل بذكاء مع الصور والنصوص واللغة الطبيعية. فعلى سبيل المثال، أصبحت الكاميرا مدعومة بخصائص ذكاء اصطناعي متطورة، مثل ميزة تحسين الصور تلقائيًا وفقًا للمشهد، وإزالة العناصر غير المرغوب بها من الصور بخوارزميات دقيقة، فضلًا عن تحسينات في التصوير الليلي وجودة التقريب.
أما على مستوى المهام اليومية، فقد أدمجت غوغل تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطبيقات الهاتف مثل البريد، والتقويم، والمساعد الصوتي، لتوفير تجارب أكثر سلاسة وتنبؤًا باحتياجات المستخدم. على سبيل المثال، أصبح المساعد الرقمي أكثر قدرة على فهم السياق، واقتراح الإجراءات المناسبة بناءً على المحادثات أو الموقع الجغرافي أو العادات الشخصية.
من الجدير بالذكر أيضًا أن غوغل تعمل على ضمان خصوصية المستخدم أثناء تطبيق هذه القدرات الذكية، من خلال تقنيات المعالجة المحلية للبيانات، بحيث يتم تنفيذ العديد من مهام الذكاء الاصطناعي مباشرة على الجهاز دون الحاجة لإرسال البيانات إلى الخوادم السحابية، وهو ما يعزز الأمان ويحسن الأداء في الوقت ذاته.
تأتي هذه التحسينات ضمن مسعى غوغل لترسيخ مفهوم الهاتف الذكي كأداة تفكير وتحليل، وليس مجرد جهاز للتواصل أو التصوير. ويبدو أن هاتف Pixel 10 Pro هو تجسيد عملي لهذا التوجه، حيث يتحول الهاتف من أداة تنفيذية إلى مساعد ذكي يتفاعل بذكاء مع مستخدمه.
ورغم أن المنافسة في سوق الهواتف الذكية لا تزال مشتعلة، فإن غوغل تراهن على الدمج العميق بين العتاد والبرمجيات، لتقديم تجربة مختلفة ومتفوقة تقنيًا. ويمثل Pixel 10 Pro خطوة جديدة في هذا الاتجاه، مؤكدة أن مستقبل الهواتف لن يكون فقط في مزيد من القوة، بل في مزيد من الذكاء.
تصميم مألوف وتحديثات محدودة في العتاد، لكن التجربة مختلفة تمامًا
يأتي هاتف Pixel 10 Pro بتصميم لا يختلف كثيرًا عن الإصدارات السابقة من سلسلة بيكسل، محافظًا على الهوية البصرية المألوفة التي رسّختها “غوغل” على مدار السنوات الماضية. لكن على الرغم من هذا الثبات في الشكل، فإن الهاتف شهد بعض التحديثات المحدودة في العتاد، شملت شاشة أكثر سطوعًا، زيادة في سعة الذاكرة العشوائية (RAM) ، وتحسينات على مستوى الكاميرا، خصوصًا في جانب المعالجة البرمجية للصور.
ومن الإضافات اللافتة هذا العام، أعلنت “غوغل” عن تقنية PixelSnap، وهي نسخة محسّنة من تقنية MagSafe الخاصة بأبل، تُستخدم لدعم معيار الشحن اللاسلكي Qi2 ، مع مجموعة ملحقات تشمل الحوامل، والشواحن، وإكسسوارات إضافية.
لكن التغيير الأهم جاء من الداخل، حيث تم تزويد الهاتف بمعالج جديد كليًا وهو Tensor G5، المصنع من قبل شركة TSMC بدلًا من سامسونغ. وتعد “غوغل” بأن هذا التغيير سينعكس إيجابًا على أداء الجهاز، خصوصًا في مجال الذكاء الاصطناعي ، إذ تم تصميم المعالج ليتكامل بشكل أفضل مع نموذج Gemini Nano .
الذكاء الاصطناعي في قلب التجربة
الجاذبية الكبرى في Pixel 10 Pro لا تأتي من التصميم أو العتاد، بل من التركيز الواضح على البرمجيات الذكية. فقد أضافت “غوغل” مجموعة من الميزات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر:
Magic Cue: أداة ذكية تقرأ السياق بين التطبيقات وتقدم اقتراحات فورية، مثل عرض مطاعم عند الحديث عن الطعام أو اقتراح مواعيد وتفاصيل الرحلات عند التخطيط للسفر.
ترجمة المكالمات: تتيح لك التحدث مع أشخاص بلغة مختلفة مع الاحتفاظ بنبرة صوتك الأصلية، رغم أن دعم اللغات ما زال محدودًا.
Gemini Live: ميزة تمكن الهاتف من فهم محتوى الفيديوهات والتفاعل معها، لكن نتائجها متباينة بين الدقة والقصور.
ويمتد الذكاء الاصطناعي ليشمل أيضًا تطبيق الصور، لوحة المفاتيح Gboard ، وتطبيق NotebookLM ، ليكوّن المستخدم تجربة أكثر تماسكًا وترابطًا.
تحسينات الكاميرا: الأداء البرمجي يتفوق على العتاد
رغم أن العتاد الكاميراوي لم يشهد قفزات كبرى، فإن التحسينات البرمجية أضافت الكثير:
تكبير رقمي حتى 100x بتقنية Super Res Zoom.
ميزة أفضل لقطة لاختيار الأنسب من عدة صور جماعية.
وضع مدرب الكاميرا لتقديم نصائح تصوير مستوحاة من الذكاء الاصطناعي.
دعم البورتريه بدقة 50 ميغابكسل وتأثيرات ضبابية ديناميكية للحركة.
لمن يناسب Pixel 10 Pro؟
الهاتف موجه بالأساس لمحبي أجهزة بيكسل والراغبين بالترقية من إصدارات سابقة، أو من يبحثون عن جربة أندرويد خالصة ومتكاملة . وبالرغم من أن نسخة Pixel 10 Pro XL تقدم شاشة أكبر وبطارية تدوم أكثر مع شحن أسرع، فإن الفروقات مقارنة بالنسخة العادية ليست جوهرية.
في النهاية، يمكن القول إن Pixel 10 Pro لا يقدم تجربة جديدة في الشكل، لكنه يفتح الباب أمام جيل جديد من الهواتف المدعومة بالذكاء الاصطناعي ، حيث تصبح البرمجيات هي العنصر الفارق الحقيقي، والتجربة تتحسن مع الوقت.