تقنية

تطبيق أندرويد

بدأت شركة “غوغل” مؤخرًا في إطلاق تحديث شامل لتطبيق الهاتف الخاص بها، يستهدف المستخدمين الذين يعملون على الأجهزة التي تعمل بإصدار “186” أو أحدث من نظام التشغيل أندرويد. هذا التحديث جاء بتصميم جديد كليًا، يختلف عن الشكل المألوف الذي اعتاده المستخدمون لسنوات، ويشمل تغييرات كبيرة في الواجهة والمزايا الداخلية للتطبيق.

تطبيق أندرويد
تطبيق أندرويد

رغم أن التحديث يهدف في الأساس إلى تحسين تجربة المستخدم، إلا أن ردود الفعل التي تبعته كانت متباينة، حيث أعرب العديد من المستخدمين عن استيائهم من هذه التعديلات المفاجئة، مشيرين إلى أن التصميم الجديد لم يكن مريحًا كما توقّعوا، بل أثار لديهم شعورًا بالارتباك وعدم الرضا، خاصة أولئك الذين اعتادوا على الواجهة السابقة وسهولة التنقل فيها.

من أبرز ما جاء في التحديث الجديد هو واجهة استخدام مُحسّنة تعتمد على أسلوب عرض مختلف تمامًا، معتمدةً على تقنيات الذكاء الاصطناعي لجعل التطبيق أكثر استجابةً وذكاءً في التعامل مع سلوك المستخدم. فعلى سبيل المثال، تم تعديل أماكن بعض الأزرار الأساسية مثل زر الاتصال وزر إنهاء المكالمة، وذلك بهدف تقليل فرص إجراء مكالمات غير مقصودة، والتي كثيرًا ما كانت تحدث نتيجة الضغطات الخاطئة أو التفاعل العشوائي أثناء وجود الهاتف في الجيب أو أثناء الحركة.

بالإضافة إلى ذلك، أُضيفت ميزات جديدة تعمل على تحسين الأمان وسهولة الوصول، منها تحسين في طريقة عرض المكالمات الأخيرة، وإظهار اقتراحات ذكية لجهات الاتصال التي يتواصل معها المستخدم بشكل متكرر، مما يساعد على تسريع عملية الاتصال وتوفير الوقت.

كما عملت “غوغل” على تعزيز قدرة التطبيق على التعرف على المكالمات غير المرغوب فيها عبر استخدام أدوات تحليل متقدمة يمكنها الكشف عن المكالمات المزعجة أو الاحتيالية، وتحذير المستخدم قبل الرد عليها. وهذه الخطوة تُعد من أبرز مزايا التحديث، خاصة في ظل تزايد ظاهرة المكالمات العشوائية في مختلف أنحاء العالم.

رغم هذه الإضافات، إلا أن شكوى المستخدمين كانت تتركز في طبيعة التغيير المفاجئ وعدم توفر خيار للعودة إلى النسخة السابقة من الواجهة. وأكد عدد منهم أن التصميم الجديد لا يتماشى مع عادات الاستخدام التي اعتادوها، ويحتاج إلى فترة طويلة للتأقلم معه، مما سبب إزعاجًا لا يُستهان به بالنسبة للبعض.

في المقابل، ترى “غوغل” أن هذه التغييرات ضرورية لمواكبة تطور أنماط الاستخدام وتقديم تجربة أكثر ذكاء وتفاعلية. وأشارت في بيان رسمي إلى أنها ستواصل مراقبة تعليقات المستخدمين وأخذ ملاحظاتهم بعين الاعتبار في التحديثات المستقبلية، حرصًا على تقديم تجربة استخدام متوازنة ترضي غالبية الجمهور.

وبهذا التحديث، تدخل “غوغل” مرحلة جديدة في تطوير تطبيق الهاتف، في محاولة للجمع بين الذكاء الاصطناعي وسهولة الاستخدام، لكن تبقى مسألة التقبل العام رهنًا بمدى استجابة المستخدمين وتأقلمهم مع التصميم الجديد.

ما التغييرات؟

أجرت “غوغل” تعديلات جذرية على تصميم تطبيق الهاتف، حيث استُبدلت علامات التبويب الأربع السابقة: “المفضلة”، و”المكالمات الأخيرة”، و”جهات الاتصال”، و”البريد الصوتي” بثلاث علامات تبويب فقط هي: “الرئيسية”، و”لوحة المفاتيح”، و”البريد الصوتي”، وفقًا لتقارير متعددة.

ويجمع التصميم الجديد بين “المفضلة” و”المكالمات الأخيرة” ضمن تبويب موحّد باسم “الرئيسية”، والذي يعرض جهات الاتصال المفضلة (المعلّمة بنجمة) في شريط تمرير أفقي أعلى سجل المكالمات.

أما جهات الاتصال، فقد تم نقلها إلى قائمة جانبية يمكن الوصول إليها من خلال شريط البحث، بجانب خيارات مثل الإعدادات، ومسح سجل المكالمات، والمساعدة.

ومن أبرز التعديلات الوظيفية ميزة الإيماءة للمكالمات الواردة، حيث أصبح بإمكان المستخدمين قبول أو رفض المكالمة عن طريق السحب الأفقي، وتوضح “غوغل” أن هذا التغيير يهدف إلى الحد من المكالمات التي يتم الرد عليها أو رفضها عن غير قصد، خاصة عند إخراج الهاتف من الجيب.

وفي أثناء المكالمة، أصبحت واجهة التطبيق تعرض أزرارًا بتصميم “الحبوب البيضاوية” والتي تتحول إلى مستطيلات مستديرة عند الضغط عليها، مع زر إنهاء مكالمة أكبر حجمًا لتعزيز سهولة الاستخدام.

غضب المستخدمين

لاقى التحديث المفاجئ استياءً واسعًا بين مستخدمي أندرويد، إذ أبدوا انزعاجهم من التغييرات غير المرغوب فيها في واجهة المستخدم وتطبيق الهاتف عمومًا.

وظهرت التعديلات دون أن يقوم المستخدمون بتحميل أي تحديث يدوي، ما أثار تساؤلات وانزعاجًا بشأن فرض التحديث تلقائيًا.

وكان من أبرز أسباب الغضب هو زر إنهاء المكالمة الجديد، الذي وصفه كثيرون بأنه ضخم بشكل مبالغ فيه بلون أحمر مزعج.

وقد امتلأت منصات مثل “ريديت” و”إكس” (تويتر سابقًا) بانتقادات لاذعة للتصميم الجديد، حيث وصفه المستخدمون بـ”القبيح” و”المبالغ فيه“.

أحد مستخدمي “ريديت” وهو يملك هاتف موتورولا كتب: “تطبيق الهاتف كان مثاليًا… الآن الأزرار ضخمة، وقبيحة! من اعتقد أن هذه فكرة جيدة؟”، مضيفًا: “لم أقم بأي تحديث… فقط ظهرت التغييرات فجأة!”.

وفي حين وصف مستخدم على “إكس” التعديلات بأنها “فوضى عارمة”، أشار آخر في “ريديت” إلى أنه لم يستطع العثور على الأزرار التي اعتاد استخدامها أثناء محاولته إجراء مكالمة.

وبخصوص ميزة السحب الأفقي للرد على المكالمات أو رفضها، والتي تشبه ما هو متاح في أجهزة آيفون، قال أحد المستخدمين: “أكره أنني أُجبرت على التمرير للرد أو الرفض، بدلًا من النقر“.

ورغم ذلك، أشار بعض المستخدمين إلى إمكانية تجاوز هذه الميزة من خلال التوجه إلى إعدادات الهاتف، ثم خيار “إيماءات المكالمات الواردة” والعودة إلى “النقرة الواحدة” التي كانت هي الخيار الافتراضي سابقًا. إلا أن باقي التعديلات لا تزال بدون حلول واضحة حتى الآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى