سامسونغ
توضح المؤشرات الأخيرة أن شركة سامسونغ مستمرة في اتباع نهج يعتمد على الاستقرار والتدرج بدلاً من إجراء تغييرات كبيرة في منظومة التصوير الخاصة بسلسلة هواتف Galaxy S. فبحسب تقرير جديد نشرته صحيفة ذا إلك الكورية، يبدو أن هاتف Galaxy S26 المتوقع طرحه العام المقبل سيأتي بمنظومة كاميرات شبيهة للغاية بتلك التي ستعتمدها الشركة في Galaxy S25، والتي بدورها لا تختلف كثيراً عما شاهدناه في S24 و S23 خلال السنوات الماضية. ويعكس ذلك توجه سامسونغ نحو تحسين البرمجيات ومعالجة الصور بدلاً من تعديل العتاد باستمرار.

ووفقاً للتقرير، ستستمر سامسونغ في تقديم ثلاث كاميرات رئيسية في الجهة الخلفية، وهو الترتيب الذي اعتاد عليه مستخدمو هواتفها الرائدة. وسيبقى الهاتف مزوداً بكاميرا رئيسية بدقة خمسين ميغابكسل مع مستشعر بقياس واحد على واحد فاصل ستة وخمسين بوصة، وهو مستشعر أثبت قدرته على إنتاج صور جيدة من حيث الدقة ونطاق الألوان وسرعة الاستجابة، خصوصاً في ظروف الإضاءة الضعيفة والمتوسطة. وعلى الرغم من تطلع المستخدمين إلى مستشعر أكبر أو دقة أعلى، يبدو أن سامسونغ ترى أن تحسين المعالجة الحسابية يمكن أن يوفر التطوير المطلوب من دون تغييرات كبيرة في العتاد.
أما الكاميرا الثانية فهي عدسة مقربة بدقة عشرة ميغابكسل مع تقريب بصري بمقدار ثلاثة أضعاف، وهي نفسها التي استخدمتها الشركة في عدة أجيال سابقة. ورغم أن بعض المنافسين يقدمون تقريبات أكبر أو مستشعرات أعلى دقة، إلا أن سامسونغ تبدو متمسكة بمنظومة متوازنة تمنح نتائج مرضية في معظم ظروف التصوير، مع الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لزيادة التفاصيل عند استخدام التقريب الرقمي أو الهجين.
وتأتي الكاميرا الثالثة بزواية تصوير واسعة جداً وبدقة اثني عشر ميغابكسل، وهي عنصر ثابت في تجربة سامسونغ منذ سنوات. وتتيح هذه الكاميرا التقاط مشاهد واسعة للمناظر الطبيعية والصور الجماعية والأماكن الضيقة، ورغم بقاء الدقة كما هي، تعمل سامسونغ عادة على تحسين معالجة التشوهات وتقليل الضجيج من خلال تحديثات برمجية متقدمة.
هذا التوجه يعكس استراتيجية سامسونغ التي تهدف إلى ترسيخ هوية واضحة لمنظومة التصوير في سلسلة غالاكسي إس، والتركيز على تطوير الخوارزميات وتقنيات الذكاء الاصطناعي التي أصبح لها دور أساسي في جودة الصور. كما قد يرتبط الأمر برغبة الشركة في ضبط التكاليف أو توجيه موارد أكبر نحو تطوير مجالات أخرى مثل المعالجات والبطاريات وتجربة البرامج، التي أصبحت من العناصر المؤثرة في سوق الهواتف الرائدة.
وباختصار، يبدو أن الجيل الجديد من سلسلة غالاكسي إس لن يشهد تغييرات كبيرة في الكاميرات، بل سيعتمد على تحسينات محسوبة تهدف إلى تعزيز الأداء العام من دون إعادة بناء المنظومة بالكامل. وإذا صحت هذه التقارير، فإن هاتف غالاكسي إس ستة وعشرون سيواصل النهج نفسه مع مزيج من العتاد الموثوق والبرمجيات المتطورة لتقديم أفضل تجربة تصوير ممكنة.
آيفون 17 يقلب خطط “سامسونغ”
المفارقة أن هذه الخطوة لم تكن واردة في استراتيجية “سامسونغ” الأساسية.
فوفقاً للتقرير، كانت الشركة تستعد لتحديث حساسات الكاميرا في Galaxy S26 إضافة إلى رفع سعر النسخة القياسية.
غير أن قرار “أبل” المفاجئ بتزويد آيفون 17 بشاشة LTPO بدقة 120Hz ProMotion ورفع السعة الابتدائية إلى 256GB مع الإبقاء على السعر عند 799 دولاراً، أجبر “سامسونغ” على إعادة النظر في خططها.
هذا التطور دفع الشركة الكورية العملاقة إلى التراجع في اللحظة الأخيرة عن تحسين الكاميرات، حتى لا تضطر إلى تجاوز حاجز 799 دولاراً في سعر الإصدار القياسي.
تأخير في الإنتاج
التعديلات المفاجئة أسفرت عن تأخير في جدول تصنيع Galaxy S26، حيث يرجّح أن تبدأ مرحلة الإنتاج مطلع عام 2026، بخلاف نسخة S26 Ultra التي ستدخل خطوط الإنتاج هذا الشهر، بينما سيخضع S26+ للتأجيل نفسه.
هذا القرار يعكس حجم المنافسة المحتدمة بين “سامسونغ” و”أبل”، ولا سيما في فئة الهواتف القياسية التي باتت أكثر حساسية للسعر مقابل المواصفات.




