تقنية

تيك توك

صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، بأنه من المرجّح أن يقوم بتمديد المهلة المحددة لشركة “بايت دانس” الصينية من أجل بيع أصول تطبيق “تيك توك” داخل الولايات المتحدة، وذلك في ظل التطورات المستمرة المحيطة بعلاقة الشركة الصينية بالأسواق الأميركية، والتوترات القائمة في ملف الأمن السيبراني بين واشنطن وبكين.

وأوضح ترامب في تصريحاته أن الإدارة الأميركية تأخذ بعين الاعتبار الجوانب التقنية والقانونية المرتبطة بصفقة البيع المحتملة، إلى جانب الأثر السياسي والاجتماعي الذي يُحدثه التطبيق بين المستخدمين في الولايات المتحدة، لا سيما الشباب منهم. وقال الرئيس السابق إن الموعد النهائي السابق، الذي كان من المقرر أن ينتهي في 19 يونيو، قد لا يكون كافيًا لإتمام الإجراءات اللازمة بالشكل المطلوب، ما يستدعي تمديده لفترة إضافية.

تيك توك
تيك توك

وكان ترامب قد أشار في تصريحات سابقة، خلال شهر مايو، إلى نيته تمديد المهلة الممنوحة لـ”بايت دانس”، مشيرًا إلى أن “تيك توك” لعب دورًا مهمًا في تواصله مع الناخبين الشباب خلال حملته الانتخابية لعام 2024. وقد ساهم التطبيق في تمكينه من الوصول إلى جمهور واسع من الشباب الأميركيين من خلال مقاطع الفيديو القصيرة، التي اعتُبرت وسيلة فعّالة لبث رسائل الحملة وتعزيز تفاعل الجمهور معها.

يأتي هذا التطور في وقت تستمر فيه الضغوط من جانب المسؤولين الأميركيين على شركة “بايت دانس” بسبب مخاوف تتعلق بأمن البيانات واحتمال مشاركة معلومات المستخدمين مع الحكومة الصينية. وقد دفعت هذه المخاوف إدارة ترامب سابقًا إلى إصدار أوامر تنفيذية تطالب الشركة الصينية ببيع أصول “تيك توك” في الولايات المتحدة لشركة أميركية، أو مواجهة الحظر الكامل للتطبيق داخل البلاد.

وبالرغم من المحاولات السابقة لإتمام صفقات مع شركات أميركية مثل “أوراكل” و”وولمارت”، إلا أن المفاوضات لم تصل إلى نتيجة نهائية آنذاك. ومع تغير المشهد السياسي والتكنولوجي، يعود ملف “تيك توك” ليحتل صدارة الاهتمام في أوساط الإدارة الأميركية، لا سيما مع اقتراب موعد تنفيذ قرارات الحظر أو البيع.

من جانبه، أكّد ترامب أن أي قرار سيتم اتخاذه سيسعى لتحقيق التوازن بين حماية الأمن القومي الأميركي، وضمان حرية المستخدمين في الوصول إلى منصات التواصل الاجتماعي التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية. وأضاف أن الإدارة ستعمل على دراسة كافة السيناريوهات الممكنة قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن مصير التطبيق داخل الولايات المتحدة.

ومع تزايد الجدل حول مستقبل “تيك توك”، يرى مراقبون أن قرار ترامب المحتمل بتمديد المهلة قد يمنح الأطراف المعنية وقتًا إضافيًا للتوصل إلى حل مرضٍ للجميع، سواء عبر بيع أصول التطبيق إلى طرف أميركي موثوق، أو من خلال إعادة هيكلة العمليات داخل الولايات المتحدة بما يضمن الشفافية وحماية بيانات المستخدمين الأميركيين.

كرّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في تصريحات للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية يوم الثلاثاء، موقفه بشأن تطبيق “تيك توك”، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

ويُعد هذا التمديد الثالث الذي يمنحه ترمب لشركة “بايت دانس” الصينية، المالكة لـ”تيك توك”، منذ توليه منصبه في يناير.

وكان البيت الأبيض يسعى لترتيب صفقة تتيح لمستثمرين أميركيين تملك نسخة محلية من “تيك توك”، لكن الخطة تعثرت بعد أن فرض ترمب في مطلع أبريل رسوماً جمركية مرتفعة على السلع الصينية.

وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية إن هذا النموذج لا يزال مطروحًا، لكن استمرار التوتر مع بكين يجعل التوصل إلى اتفاق أمرًا صعبًا في الوقت الحالي.

وفي 4 أبريل، أصدر ترمب أمرًا تنفيذيًا يمنح “تيك توك” مهلة 75 يومًا للاستمرار في العمل داخل الولايات المتحدة، بهدف التوصل إلى اتفاق محتمل. كما وجّه وزارة العدل بعدم تنفيذ قانون صدر عام 2024 بدعم من الحزبين، كان يهدف إلى حظر التطبيق أو إجبار الشركة على بيعه، بدعوى مخاوف تتعلق بالأمن القومي.

ويعتقد مسؤولون أميركيون أن ملكية “بايت دانس” الصينية للتطبيق تمنح بكين فرصة لجمع بيانات المستخدمين الأميركيين أو التأثير في آرائهم. لكن “بايت دانس” نفت تلقي أي طلبات من هذا النوع، وأكدت أنها لن تستجيب لها إن وُجّهت إليها.

وكان ترمب قد قاد حملة ضد “تيك توك” في ولايته الأولى، لكنه أصبح يعتبره اليوم أداة مهمة للتواصل مع الناخبين الشباب. وقال للصحفيين: “قد نحتاج لموافقة الصين، والأمر ليس سهلاً معهم”، مضيفًا: “أريد إنقاذ تيك توك، لقد كان جيدًا جدًا بالنسبة لي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى