تقنية

تطبيق Tea

أثار تطبيق “Tea”، الذي صُمم خصيصًا لتمكين النساء من تبادل تقييمات سرية حول الرجال الذين يواعدونهم سواء بغرض الزواج أو التعارف، موجة كبيرة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي وبين مستخدمي الإنترنت. ويرجع هذا الجدل إلى الصعود المفاجئ لتطبيق “Tea” إلى قمة متجر تطبيقات أبل، بالإضافة إلى تسريب بيانات أكثر من 70 ألف مستخدم خلال الأيام الأخيرة، مما أثار مخاوف واسعة بشأن خصوصية المستخدمين وأمان المعلومات الشخصية.

تطبيق Tea
تطبيق Tea

تطبيق “Tea” يعتمد على فكرة فريدة في عالم التطبيقات الاجتماعية، حيث يسمح للنساء بمشاركة تجاربهن الشخصية وآرائهن حول الرجال الذين يلتقين بهم، بشكل سري ومجهول الهوية، بهدف حماية النساء وتوفير منصة يمكنهن من خلالها تحذير بعضهن البعض من العلاقات السيئة أو الأشخاص غير المناسبين. لكن رغم هذه النوايا، لاقى التطبيق انتقادات لاذعة من قبل العديد من المستخدمين الذين أعربوا عن خشيتهم من إمكانية استغلال هذه المعلومات بطريقة سلبية، سواء من قبل المستخدمين أنفسهم أو من قِبل أطراف أخرى قد تصل إلى البيانات المسربة.

في هذا السياق، كشفت شركة Sensor Tower المتخصصة في تحليلات السوق الرقمية، عن ارتفاع ملحوظ في عدد مرات تحميل تطبيق “Tea”، حيث سجل التطبيق زيادة بنسبة 185% في التثبيتات خلال أول 20 يومًا من شهر يوليو مقارنة بالفترة نفسها في يونيو السابق. هذه الزيادة المفاجئة في التنزيلات جعلت “Tea” يتصدر قائمة التطبيقات الأسرع نموًا في الولايات المتحدة، ما يعكس حجم الاهتمام الكبير الذي حظي به التطبيق في وقت قصير جدًا.

ومع ذلك، لم يخلُ الأمر من مخاوف متزايدة حول تسريب البيانات، إذ تم الكشف عن تسريب معلومات شخصية تخص أكثر من 70 ألف مستخدم للتطبيق. وقد أثار هذا التسريب موجة من القلق حول مدى أمان التطبيق وحماية خصوصية مستخدميه، لا سيما أن هذه المعلومات قد تتضمن تفاصيل حساسة تتعلق بحياة المستخدمين الشخصية. من هنا، طالب الكثيرون المطورين بإجراء تحقيقات فورية وتعزيز الإجراءات الأمنية لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.

يأتي هذا الجدل في ظل تزايد النقاشات العالمية حول خصوصية البيانات والأمان الإلكتروني، خاصة مع انتشار التطبيقات التي تعتمد على تبادل المعلومات الشخصية الحساسة. فعلى الرغم من أن تطبيقات مثل “Tea” تقدم خدمات مبتكرة تهدف إلى تمكين الفئات المستهدفة، إلا أن نجاحها يتوقف بشكل كبير على مدى قدرتها على حماية بيانات مستخدميها والحفاظ على سرية معلوماتهم.

تجدر الإشارة إلى أن فكرة تقييم الأشخاص في علاقات التعارف أو الزواج ليست جديدة، لكنها نادراً ما كانت تُطرح في شكل تطبيقات رقمية تتيح تبادل الآراء بشكل علني أو شبه علني. هذا الأمر أثار نقاشات واسعة بين مؤيد ومعارض، حيث يرى البعض أن هذا النوع من التطبيقات يساهم في تعزيز الوعي وحماية النساء من العلاقات السيئة، بينما يخشى آخرون من أن يتحول إلى منصة لنشر الشائعات أو الاتهامات غير المستندة إلى حقائق.

في النهاية، يبقى تطبيق “Tea” نموذجًا حديثًا يعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها التطبيقات الاجتماعية المعاصرة في تحقيق التوازن بين الابتكار وحماية الخصوصية. ويبدو أن الأيام القادمة ستشهد تطورات مهمة بشأن كيفية تعامل المطورين مع هذه القضايا، ومدى قدرتهم على استعادة ثقة المستخدمين بعد هذه الأزمة الأمنية التي هزت التطبيق.

ما هو تطبيق Tea؟

تطبيق Tea هو منصة تسمح للنساء بنشر مراجعات مجهولة الهوية عن الرجال الذين التقين بهم أو واعدوهم. أُطلق التطبيق رسميًا في 2023، لكنه حقق شهرة واسعة خاصة في يوليو من نفس العام، نتيجة انتشار غير مباشر عبر منصات مثل تيك توك وريديت.

كيف يعمل التطبيق؟

يعتمد Tea على نشر صور رجال محليين رفعها مستخدمات مجهولات الهوية، مع معلومات مثل الأسماء الأولية، الأعمار التقديرية، والمواقع التقريبية. يمكن للمستخدمات التفاعل مع المنشورات عبر “أعلام حمراء” أو “أعلام خضراء”، للإشارة إلى سلوكيات سلبية أو إيجابية.
كما يمكن للمستخدمات نشر قصص وتجارب شخصية، وطلب “Tea” وهو مصطلح يدل على قيل وقال أو معلومات غير معروفة عن الأشخاص.

إجراءات حماية الخصوصية والدقة

يمنع التطبيق أخذ لقطات شاشة داخل المنصة، ويعرض واجهة سوداء عند المحاولة.
يتطلب تأكيد صحة المعلومات من الناشرة قبل السماح بالنشر، لضمان دقة البيانات وحماية الخصوصية.

من هو مؤسس تطبيق Tea؟

مؤسس التطبيق هو شان كوك، رائد أعمال أمريكي عمل سابقًا في Salesforce وShutterfly.
انطلقت فكرة التطبيق بعد تجربة شخصية مؤلمة لوالدة كوك، التي تعرضت للاحتيال الرقمي أثناء استخدام تطبيقات المواعدة.
موّل كوك المشروع ذاتيًا منذ 2022 بهدف خلق مساحة آمنة للنساء في عالم المواعدة الرقمي.

مزايا تطبيق Tea

التطبيق مجاني بشكل أساسي، مع اشتراك مدفوع شهري (15 دولارًا) يقدم مزايا إضافية:

عمليات بحث غير محدودة.
التحقق من الخلفيات الجنائية.
البحث العكسي عن الصور للعثور على معلومات عن الرجال.
الوصول إلى بيانات اتصال مثل أرقام الهواتف.
يمكن فتح المزايا عبر دعوة صديقات لاستخدام التطبيق.
يخصص التطبيق 10% من أرباحه لدعم الخط الساخن الوطني للعنف المنزلي في الولايات المتحدة.

ردود الفعل الاجتماعية والمخاوف الأخلاقية

التطبيق لاقى ترحيبًا واسعًا من النساء، مع تقييم 4.7 من 5 على متجر أبل بين أكثر من 60 ألف مستخدمة.
في المقابل، أثار مخاوف على منصات مثل ريديت ومنصة إكس حول إمكانية التشهير أو الاتهامات الزائفة، وصعوبات العدالة والخصوصية.
ظهرت محاولات لإطلاق نسخ “رجالية” موازية مثل تطبيق Teaborn ، لكنه أُزيل من متجر أبل بسبب مخالفات محتوى وبلاغات عن نشر صور انتقامية.

حادثة الاختراق السيبراني

في 25 يوليو 2025، تعرض تطبيق Tea لاختراق أمني واسع النطاق.
تم تسريب حوالي 72 ألف صورة، منها 13 ألف صورة شخصية ووثائق هوية، و59 ألف صورة منشورات وتعليقات ورسائل. الصور كانت محفوظة في نظام بيانات قديم يعود لأكثر من عامين.
تم تسجيل الصور المسربة لاحقًا على مواقع عامة مثل 4Chan.
الشركة بدأت تحقيقًا داخليًا بمشاركة خبراء مستقلين للأمن السيبراني، لكنها لم تصدر نتائج رسمية بعد ولم تعلق على التعويضات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى