تقنية

أوبر

“أوبر” و”بايدو” تتعاونان لإطلاق خدمة سيارات أجرة ذاتية القيادة خارج الولايات المتحدة والصين

أعلنت شركتا “أوبر” الأميركية و”بايدو” الصينية عن شراكة استراتيجية تهدف إلى إدخال خدمة سيارات الأجرة ذاتية القيادة إلى عدد من الأسواق الدولية، خارج نطاق الولايات المتحدة والصين. وتعد هذه الخطوة تطورًا بارزًا في مجال النقل الذكي، وتعكس التقدم السريع في تكنولوجيا القيادة الذاتية، فضلاً عن التحالفات العالمية المتزايدة بين عمالقة التكنولوجيا والنقل.

بايدو
بايدو

ووفقًا لبيان مشترك صدر يوم الثلاثاء، كشفت الشركتان عن عزمهما طرح سيارات الأجرة ذاتية القيادة التي تطورها “بايدو” عبر تطبيق “أوبر” في عدد من الأسواق في آسيا ومنطقة الشرق الأوسط، على أن يتم الإطلاق الفعلي في وقت لاحق من هذا العام. وتمتد هذه الشراكة لعدة سنوات، ما يعكس التزام الطرفين بتحقيق تحول جذري في طريقة تنقل الأفراد، وتعزيز الابتكار في مجال النقل.

ومن المتوقع أن تُحدث هذه المبادرة نقلة نوعية في قطاع التنقل الحضري، حيث ستتيح لمستخدمي تطبيق “أوبر” في الأسواق المختارة إمكانية حجز سيارات أجرة تعمل بالكامل بتقنية القيادة الذاتية، بدون سائق بشري. وتعتمد سيارات “بايدو” على منظومة تكنولوجية متقدمة تشمل الذكاء الاصطناعي، وأجهزة الاستشعار المتطورة، وأنظمة الملاحة الدقيقة، ما يضمن تجربة تنقل آمنة وفعالة.

وتهدف الشركتان من خلال هذه الشراكة إلى توسيع نطاق انتشار تكنولوجيا القيادة الذاتية، وتسريع تبنيها على مستوى العالم، خاصة في الأسواق الناشئة التي تشهد طلبًا متزايدًا على حلول النقل الذكية والمستدامة. كما تسعى “أوبر” إلى تعزيز خدماتها من خلال تقديم خيارات تنقل مبتكرة، تقلل من الاعتماد على السائقين التقليديين، وتسهم في خفض الانبعاثات الكربونية وتحسين حركة المرور.

يُذكر أن “بايدو” تُعد من أبرز الشركات الصينية الرائدة في مجال تطوير السيارات ذاتية القيادة، وقد استثمرت بشكل كبير خلال السنوات الماضية في مشروع “Apollo”، وهو منصة متكاملة للقيادة الذاتية تجمع بين البرمجيات والمعدات المتقدمة. وحققت “بايدو” تقدمًا ملحوظًا في اختبارات القيادة الذاتية في عدد من المدن الصينية، ما يجعلها شريكًا موثوقًا لأوبر في هذه المبادرة.

من جهتها، تعتبر “أوبر” واحدة من أبرز شركات النقل التشاركي عالميًا، وتسعى باستمرار إلى توسيع نطاق خدماتها وتبني أحدث التقنيات. وكانت الشركة قد استثمرت سابقًا في تطوير تقنياتها الخاصة للقيادة الذاتية، قبل أن تبيع وحدة المركبات ذاتية القيادة الخاصة بها في عام 2020. ويبدو أن التعاون مع بايدو يعكس توجه “أوبر” الجديد نحو الشراكات الاستراتيجية بدلًا من تطوير التكنولوجيا داخليًا.

ومن المتوقع أن تكشف الشركتان خلال الأشهر المقبلة عن تفاصيل إضافية حول الأسواق المستهدفة، ومواعيد إطلاق الخدمة، بالإضافة إلى الجوانب التنظيمية والأمنية المرتبطة بتشغيل هذا النوع من المركبات.

وتمثل هذه الشراكة نقطة تحول مهمة في مستقبل التنقل الذكي، ومن المرجح أن تُحدث تأثيرًا واسع النطاق في كيفية اعتماد المستخدمين على خدمات النقل، وتمهد الطريق لعصر جديد من وسائل المواصلات المستقلة.

في إطار شراكة استراتيجية جديدة، تعتزم شركة “بايدو” الصينية الرائدة في مجال تكنولوجيا القيادة الذاتية توسيع نشاطها عالميًا من خلال نشر آلاف المركبات ذاتية القيادة في عدد من الأسواق الدولية، بحسب تقرير نشرته وكالة “بلومبرغ” واطلعت عليه “العربية Business”. تأتي هذه الخطوة كجزء من تعاون متزايد بين بايدو وشركة “أوبر” الأمريكية، حيث تسعى الأخيرة إلى تعزيز منصتها بخدمات النقل ذاتية القيادة دون الحاجة إلى تطوير التقنية داخليًا.

تُعتبر “بايدو” واحدة من أبرز الشركات الصينية التي تدير أسطولًا ضخمًا من سيارات الأجرة ذاتية القيادة داخل الصين، وقد طورت خدمة “أبولو غو” التي قدمت حتى الآن أكثر من 11 مليون رحلة عامة عبر أكثر من 12 مدينة حول العالم. هذا الرقم يُعد إنجازًا كبيرًا، متفوقًا بذلك على شركة “وايمو” التابعة لألفابت، والتي حققت 10 ملايين رحلة فقط حتى نهاية مايو الماضي.

النجاح الكبير الذي حققته “بايدو” في السوق المحلي والدولي شجعها على التوسع إلى مناطق جديدة مثل سويسرا وسنغافورة وماليزيا، ضمن استراتيجية لنشر تقنياتها عالميًا، مستفيدة من التعاون مع “أوبر” وغيرها من الشركاء الدوليين.

ولم تكن “بايدو” الشركة الوحيدة التي دخلت في هذه الشراكة مع “أوبر”، بل انضمت إليها شركات صينية أخرى تعمل في مجال تكنولوجيا القيادة الذاتية، مثل “WeRide” و”Pony AI” و”Beijing Momenta Technology”. وتهدف هذه الشركات إلى توفير خدمات التاكسي الذاتي القيادة على منصة “أوبر” في أسواق أوروبية وشرق أوسطية خلال السنوات المقبلة، مما يشير إلى دخول هذه التقنية مرحلة أكثر نضجًا وانتشارًا عالميًا.

من جانبها، تتبع “أوبر” استراتيجية تعتمد على التحالفات والشراكات بدلاً من تطوير تكنولوجيا القيادة الذاتية بنفسها. ويبدو أن الشركة تتبنى دور المستثمر والمنصة التسويقية لهذه التقنيات، حيث عقدت أكثر من 12 شراكة عالمية مع شركات متخصصة في تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة، من بينها شركة “وايمو” الأمريكية.

وقد بدأت نتائج هذه الشراكات بالظهور على أرض الواقع، إذ توفر “أوبر” حاليًا رحلات عبر سيارات أجرة ذاتية القيادة في عدة مدن مثل فينيكس وأوستن وأتلانتا في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي، ما يدل على تحول ملموس نحو دمج المركبات الذكية في أنظمة النقل اليومية.

بالمجمل، تشير هذه التحركات إلى موجة جديدة من التطور في قطاع النقل الذكي، حيث تتكاتف الشركات العالمية والصينية على حد سواء لتسريع وتيرة الابتكار وتقديم حلول تنقل أكثر أمانًا وفعالية، ما قد يُحدث ثورة في مفهوم النقل الحضري خلال السنوات القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى