إكس
بدأت بعض الشركات الكبرى في إعادة تقييم زيادة إنفاقها الإعلاني على منصة “إكس” التابعة لإيلون ماسك، بعد أن كانت قد سحبت معظم إعلاناتها قبل أكثر من عام.
تصدر كل من “أبل” و”أمازون” الشركات التي أعادت النظر في علاقاتها الإعلانية مع “إكس”، في تحول كبير جاء بعد أن عبرت العديد من العلامات التجارية عن قلقها بشأن انتشار خطاب الكراهية على المنصة، بحسب ما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة “أمازون”، آندي جاسي، جزءاً من اتخاذ القرار الذي قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في الإنفاق الإعلاني على “إكس”.
وفي الوقت نفسه، أجرت شركة “أبل”، التي كانت قد توقفت عن الإنفاق الإعلاني على “إكس” تماماً في أواخر عام 2023، مناقشات في الأسابيع الأخيرة حول إمكانية تجربة الإعلانات على المنصة مجدداً، وفقاً لمصادر مطلعة.
إعادة تقييم الوضع
بعض الشركات الكبرى التي خفَّضت أو أوقفت إنفاقها الإعلاني على منصة “إكس” بدأت تعيد النظر في مواقفها في ظل التغيرات السياسية والاجتماعية الأخيرة.
منذ استحواذ ماسك على “إكس” في نوفمبر 2022، اتبع نهجاً أكثر تساهلاً في إشرافه على المحتوى، مما عزز من تأثيره في دوائر الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب. هذا الأمر دفع رجال الأعمال والسياسيين إلى إعادة بناء علاقاتهم مع ماسك، نظراً لدوره المتزايد في الساحة السياسية الأمريكية.
يتولى ماسك حالياً قيادة إدارة كفاءة الحكومة (DOGE)، وهي مجموعة تهدف لتقليص الإنفاق الحكومي بنحو تريليونَي دولار، كما ساهم بمبلغ ربع مليار دولار في لجنة العمل السياسي التي أسسها لدعم إعادة انتخاب ترامب.
ومن جهة أخرى، بعض العلامات التجارية التي بدأت العودة إلى “إكس” تفعل ذلك مع تخفيض كبير في مستويات الإنفاق مقارنة بما كانت عليه قبل استحواذ ماسك على الشركة.
إن عودة المعلنين إلى “إكس” قد تكون حافزاً لتحسين الوضع المالي للشركة في وقت حاسم، حيث واجهت البنوك الاستثمارية، التي قدمت التمويل اللازم لماسك للاستحواذ الذي بلغ 44 مليار دولار، صعوبة في تصفية هذا الدين، وهي الآن تعمل على بيع ديون مضمونة بأسعار تتراوح بين 90 و95 سنتاً للدولار. وستكون عملية بيع هذه الديون أسهل إذا تحسن الوضع المالي للشركة.
وفي رسالة إلكترونية أرسلها ماسك إلى موظفيه في يناير، اعترف بأن الشركة تواجه تحديات مالية رغم وجود بعض الزخم الإيجابي. وقال في رسالته: “نمو المستخدمين لدينا راكد، والإيرادات غير مشجعة، ونحن بالكاد نصل إلى نقطة التعادل”. ومع ذلك، نفى ماسك لاحقاً أنه هو من أرسل هذه الرسالة.
تغير المواقف
في السنوات الأخيرة، تعرضت شركات التكنولوجيا ومديروها التنفيذيون لانتقادات متكررة من الرئيس السابق دونالد ترمب، لكن مع عودته إلى البيت الأبيض، تغيرت المواقف بشكل ملحوظ. فقد تبرعت كل من أمازون، وميتا بلاتفورمز، بالإضافة إلى الرئيس التنفيذي لشركة أبل، تيم كوك، لصندوق تنصيب ترمب.
وفي تطور مثير، شوهد جيف بيزوس، مؤسس أمازون، وهو يتفاعل مع إيلون ماسك خلال فعاليات تنصيب ترمب، مما يعكس تحولاً كبيراً في علاقتهما. كان ماسك قد انتقد بيزوس علنًا وشركته الفضائية “بلو أوريجين” عبر منصة “إكس”.
وفي وقت لاحق، نشر ماسك صورة ساخرة على “إكس” من فيلم Step Brothers تحمل عبارة “هل أصبحنا للتو أفضل الأصدقاء؟”، مما يعزز من تأكيده على التحول في علاقاته مع بيزوس.
وكانت أمازون من بين الشركات التي قررت مغادرة “إكس” بعد استحواذ ماسك عليها، بسبب مخاوف من محاولات تقليل القيود على الإشراف على المحتوى، بالإضافة إلى الاضطرابات الناجمة عن التغييرات الإدارية الكبيرة. في تلك الفترة، نصحت وكالات الإعلان الكبرى عملاءها بتجنب الإعلان على المنصة، معتبرة أن بيئة “إكس” لم تعد آمنة للعلامات التجارية.
وفي عام 2023، تصاعد الجدل بعد انتشار مزاعم حول محتوى معادٍ للسامية على “إكس”، مما دفع المزيد من المعلنين إلى الانسحاب. بسبب هذا التراجع في الإيرادات، حاول ماسك تنويع مصادر دخل “إكس” من خلال الاشتراكات، رغم اعتماده الكبير على الإعلانات. في نهاية عام 2023، شن ماسك هجومًا حادًا على الشركات التي أوقفت إعلاناتها على المنصة، حيث وصل الأمر إلى حد توجيه الشتائم علنًا إليهم.