تقنية

ثريدز

أطلقت شركة ميتا خطوة جديدة مهمة في تطوير تطبيق “ثريدز” عبر إضافة ميزة الرسائل المباشرة (DMs)، التي كانت واحدة من أكثر المطالب إلحاحًا من المستخدمين منذ بداية التطبيق. هذه الخطوة تمثل نقطة تحول واضحة في مسار “ثريدز”، حيث تُعلن الشركة فعليًا عن بدء انفصاله التدريجي عن منصة “إنستغرام“، التي كان يعتمد عليها التطبيق بشكل كبير منذ إطلاقه.

ثريدز
ثريدز

بدءًا من يوم الثلاثاء، أصبحت ميزة الرسائل المباشرة متاحة على نطاق عالمي، مما يتيح للمستخدمين فرصة التواصل بشكل خاص ومباشر داخل التطبيق، دون الحاجة للرجوع إلى “إنستغرام”. إلى جانب الميزة الجديدة، أضافت الشركة عنصرًا بصريًا مبتكرًا يسمى “الهايلايتر”، الذي يعمل على إبراز أبرز المحادثات والمواضيع الرائجة داخل التطبيق، ليُسهل على المستخدمين متابعة ما هو مهم وذو صلة باهتماماتهم بشكل أسرع وأكثر وضوحًا.

في المرحلة الأولى من إطلاق هذه الميزة، يقتصر الدعم على المحادثات الفردية فقط، حيث يمكن للمستخدمين إرسال واستقبال الرسائل بشكل مباشر مع شخص واحد في كل مرة. كما تتضمن الميزة أدوات تفاعلية مثل الردود التعبيرية الجاهزة، التي تسمح بإظهار مشاعر سريعة تجاه الرسائل دون الحاجة لكتابة رد كامل. إضافة إلى ذلك، توفر الميزة خيار كتم المحادثات، مما يمنح المستخدم تحكمًا أكبر في إدارة إشعاراته، ويمنع تكرار الإزعاج الناتج عن الرسائل المستمرة.

من الجوانب الهامة أيضًا التي تم تضمينها في هذه المرحلة هي إمكانية الإبلاغ عن الرسائل المزعجة أو غير اللائقة، ما يعزز من بيئة التطبيق ويضمن تجربة أكثر أمانًا للمستخدمين. يأتي هذا التحديث وفقًا لتقرير نشره موقع “تك كرانش”، الذي أكد أن هذه الخطوة تمثل بداية انفصال “ثريدز” تدريجيًا عن “إنستغرام”، مما يعكس توجه ميتا لتطوير التطبيق ليكون منصة مستقلة أكثر، مع توفير مزايا تواصل اجتماعي متكاملة تلبي تطلعات المستخدمين.

باختصار، إضافة ميزة الرسائل المباشرة في “ثريدز” تمثل نقلة نوعية في تجربة المستخدم، وتدل على حرص ميتا على تطوير التطبيق باستمرار، لتلبية حاجات مستخدميه بشكل أفضل، وتوفير أدوات تواصل أكثر مرونة وخصوصية بعيدًا عن الاعتماد الكامل على “إنستغرام”. كما أن إدخال عنصر “الهايلايتر” يعزز من تفاعل المستخدمين داخل التطبيق عبر تسليط الضوء على أبرز المواضيع والنقاشات، ما يجعل التجربة أكثر حيوية وجاذبية.

هذا التحديث هو خطوة أولى في سلسلة من التحسينات المنتظرة، التي من المتوقع أن تضيف المزيد من الخصائص التي تعزز من استقلالية “ثريدز” وتوسّع من وظائفه لتصبح منصة تواصل اجتماعي شاملة وقادرة على المنافسة في سوق التطبيقات الحديثة. ومن خلال الاستجابة لمطالب المستخدمين بهذا الشكل، تؤكد ميتا اهتمامها الكبير بتطوير خدماتها بناءً على ملاحظات المستخدمين واحتياجاتهم الحقيقية، ما يعزز من فرص نجاح التطبيق وانتشاره مستقبلاً.

ورغم غياب التشفير الكامل، “ميتا” تؤكد أن هدف رسائل “ثريدز” هو التواصل السريع لا الخصوصية المطلقة

على عكس منصات مثل “إكس” التي تتجه نحو التشفير الكامل، أكدت شركة “ميتا” أن الهدف من رسائل تطبيق “ثريدز” ليس تأمين الخصوصية المطلقة، بل تمكين المستخدمين من التواصل الفوري حول المواضيع العاجلة والآنية.

وأوضحت إميلي دالتون سميث، نائبة رئيس المنتجات في “ثريدز”، أن الخصوصية ليست أولوية في الوقت الراهن، قائلة: “نحن لا نعتمد التشفير للرسائل، فهدفنا هو التفاعل السريع وتوسيع نطاق النقاش العام.”

نحو استقلالية أكبر عن “إنستغرام”

انطلق “ثريدز” في بداياته مرتبطًا بالرسم البياني الاجتماعي الخاص بـ”إنستغرام”، لكن الأرقام تشير إلى تراجع الاعتماد على هذا الرابط، حيث أصبح أكثر من ثلث المستخدمين يشاهدون تداخلًا أقل من 50% بين متابعيهم على التطبيقين.

وتشير سميث إلى أن “إنستغرام” بات منصة مخصصة للإبداع البصري، بينما “ثريدز” يسعى ليكون منصة حيوية للنقاش وتبادل الآراء المجتمعية. ومن أجل ذلك، تختبر “ميتا” طرق تسجيل دخول جديدة، منها استخدام حساب “فيسبوك” في أوروبا أو إمكانية إنشاء حساب خاص بـ”ثريدز” مستقل عن “إنستغرام”.

مجتمع جديد ونجوم ناشئون من داخل “ثريدز”

لم يعد “ثريدز” مجرد امتداد لـ”إنستغرام”، بل بدأ يشكل مجتمعًا فريدًا من نوعه، مع ظهور مؤثرين وناشطين جدد مثل ديفيد راشينغ، الذي أسس مجتمعًا لعشاق الـNBA على المنصة.

وتسعى الشركة لتسهيل اكتشاف المجتمعات عبر أدوات جديدة مثل علامات المواضيع (دون الحاجة إلى #) والموجزات المتخصصة، مع تركيز المرحلة المقبلة على إبراز المستخدمين النشطين والمساهمين الرئيسيين في كل نقاش.

الذكاء الاصطناعي ليس خارج الحسابات

رغم أن التشفير الكامل غير مطروح حاليًا، فإن “ميتا” لا تغلق الباب أمام الذكاء الاصطناعي، حيث تستخدم بالفعل تقنيات AI لتلخيص وتصنيف المواضيع الرائجة، وتخطط لتكامل أوسع مشابه لما يقدمه “غروك” على منصة “إكس”.

وفي حين أن الربح المباشر من خاصية “الموضوعات” ليس من ضمن خطط الشركة في الوقت الحالي، ستظل الإعلانات الوسيلة الأساسية لتحقيق الدخل، مع احتمالات مستقبلية لدمج أدوات ذكاء اصطناعي تعزز تجربة المستخدم.

“ثريدز” لا يزال في طور التجربة

مع أكثر من 350 مليون مستخدم نشط شهريًا، يُعتبر “ثريدز” واحدًا من أكبر تطبيقات الجيل الجديد، متفوقًا بفارق كبير على منافسيه مثل “بلوسكاي” الذي لم يتجاوز عدد مستخدميه 37 مليونًا.

ومع ذلك، ترى “ميتا” التي تدير منصات تحظى بمليارات المستخدمين، أن “ثريدز” لا يزال في مرحلة إثبات الذات، حيث بدأت مؤخرًا اختبار ميزة الرسائل المباشرة في أسواق محددة مثل هونغ كونغ وتايلاند والأرجنتين والبرازيل، لتنتقل بعدها إلى التوسع العالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى