تقنية

Veo 3

أطلقت شركة جوجل نموذجها الجديد لتوليد الفيديوهات باستخدام الأوامر النصية، والذي يحمل اسم Veo 3، وأصبح متاحًا الآن للمشتركين في باقة Google AI Pro المدفوعة، على مستوى العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويُعد هذا الطرح خطوة متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، إذ يتيح للمستخدمين إمكانيات واسعة لإنشاء مقاطع فيديو عالية الجودة بمجرد وصفها نصيًا.

 Veo 3
Veo 3

ووفقًا لما ورد في بيان رسمي للشركة، فإن نموذج Veo 3 يتميز بقدرته الفائقة على إنتاج محتوى مرئي دقيق ومفصل، إذ يستطيع توليد فيديوهات تعكس ملامح بشرية دقيقة، وحركات واقعية، وتأثيرات صوتية متقنة ، فضلًا عن قدرة النموذج على محاكاة الكلام البشري بشكل طبيعي، سواء من حيث النطق أو تعابير الوجه المصاحبة له، ما يمنح الفيديوهات المنتَجة طابعًا واقعيًا يصعب تمييزه عن التصوير الفعلي.

ولتعزيز سهولة استخدام هذه التقنية، عملت جوجل على دمج نموذجها الجديد مباشرة داخل تطبيق Gemini ، المتوفر على الهواتف الذكية وكذلك من خلال موقع المنصة على الويب. هذا الدمج يتيح للمستخدمين توليد مقاطع الفيديو عبر خطوات بسيطة، تبدأ بكتابة وصف نصي دقيق للفيديو المطلوب، على أن يتم اختيار خيار “فيديو” من ضمن قائمة الأدوات الظاهرة في واجهة جيميني واي. وبمجرد إدخال الوصف المطلوب، يقوم النظام بتحليل الطلب وإنتاج فيديو مدته ثماني ثوانٍ، بدقة عرض تصل إلى 720p وبنسبة أبعاد 16:9، مما يجعله مثاليًا للاستخدام في العروض التقديمية، والمحتوى الإبداعي، والتسويق الرقمي، وغيرها من الاستخدامات المتنوعة.

ويُعد هذا التطور امتدادًا لطموحات جوجل في مجال الذكاء الاصطناعي متعدد الوسائط ، حيث تسعى الشركة إلى دمج إمكانيات توليد النصوص، والصور، والفيديو، والصوت في تجربة موحدة وسلسة. كما يُتوقع أن يسهم هذا النموذج في تمكين صناع المحتوى، والمبدعين، والمصممين، وحتى المعلمين والباحثين، من إنتاج مواد بصرية غنية وجذابة دون الحاجة إلى أدوات تصوير أو خبرة تقنية متقدمة.

وتأتي هذه الخطوة في سياق تنافسي تشهده سوق الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى كبرى شركات التكنولوجيا إلى تقديم أدوات قادرة على تعزيز الإنتاجية والإبداع. ويُذكر أن جوجل كانت قد كشفت سابقًا عن نسخ تجريبية من نموذج Veo، لكنها الآن تتيح للمرة الأولى النسخة الكاملة من النموذج للمستخدمين النهائيين عبر باقة اشتراكها المدفوعة.

باختصار، يمثل نموذج Veo 3 نقلة نوعية في عالم توليد الفيديوهات، ويضع بين يدي المستخدم العادي أدوات كانت حتى وقت قريب حكرًا على المحترفين في مجالات الإنتاج الإعلامي، مما يمهد الطريق لمرحلة جديدة من الإبداع الرقمي المدعوم بالذكاء الاصطناعي.

منافسة قوية في سوق النماذج الذكية لتوليد الفيديوهات

أعلنت الشركة مؤخرًا عن الإتاحة العالمية لنموذجها الذكي المخصص لإنشاء مقاطع الفيديو، وذلك بعد أشهر من الكشف الأول عنه خلال مؤتمرها السنوي للمطورين في مايو الماضي. في ذلك الوقت، تم طرح النموذج بشكل تجريبي محدود داخل الولايات المتحدة فقط، ليكون صباح الخميس هو الموعد الرسمي للإطلاق الأول عالميًا لهذا الابتكار التقني.

هذا النموذج يُعد خطوة مهمة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث يتمتع بقدرات عالية على إنتاج فيديوهات واقعية باستخدام أوامر نصية فقط. ويأتي هذا التطور في سياق تنافس شرس تشهده سوق توليد الفيديوهات عبر الذكاء الاصطناعي، وهي سوق شهدت نموًا لافتًا خلال الفترة الأخيرة، مع تسابق عدد كبير من الشركات التكنولوجية على إطلاق نماذجها الخاصة بهدف كسب حصة أكبر من جمهور المستخدمين وصنّاع المحتوى.

وتكمن أبرز ملامح هذا التنافس في محاولات الشركات لتحسين جودة الفيديوهات المُنتجة من خلال تقنيات تركز على دقة حركة الأجسام البشرية، وطريقة تعبير الوجه، وانسجام حركات الأطراف مع الكلام، إضافة إلى تحسين حركة الشفاه بما يتماشى مع الجمل المنطوقة. كما تم إدخال مؤثرات صوتية متزامنة مع الأحداث التي تجري داخل الفيديو، وهو ما يمنح المقاطع طابعًا واقعيًا يجعل من الصعب تمييزها عن الفيديوهات الحقيقية.

ومن أبرز الشركات التي دخلت هذا السباق شركة جوجل، التي طرحت نموذجها المتقدم “Flow”، كجزء من حزمة Google AI Ultra المدفوعة، والتي تستهدف من خلالها المحترفين في مجال صناعة الأفلام والإنتاج الإعلامي. نموذج Flow يتميز بقدرته الكبيرة على تقديم مستوى عالٍ من التحكم في الجوانب الإبداعية لتصوير الفيديو، مثل زوايا الكاميرا، وحركة العدسة، وتصميم البيئات المحيطة، مما يجعل منه أداة قوية بين يدي المخرجين والمصورين الذين يبحثون عن نتائج احترافية دون الحاجة إلى استثمارات ضخمة في المعدات أو مواقع التصوير.

وقد تم تطوير Flow ليكون أداة مرنة تدعم عمليات إنتاج الفيديو على مستوى عالٍ من الواقعية، بحيث يُمكن لمستخدميه تصميم مشاهد معقدة تتضمن حركات دقيقة للشخصيات وتفاصيل بيئية متنوعة، مع الحفاظ على تناسق المشهد وجودته البصرية. هذا التوجه يعكس رغبة جوجل في تقديم أدوات تكنولوجية تسهّل على محترفي المحتوى تنفيذ رؤاهم الإبداعية بأقل التكاليف الممكنة.

بشكل عام، يُعد هذا التطور في أدوات توليد الفيديوهات عبر الذكاء الاصطناعي علامة فارقة في مستقبل صناعة المحتوى الرقمي، حيث تتجه العديد من الشركات إلى تسخير الذكاء الاصطناعي لتقليل التكاليف وتعزيز جودة الإنتاج، في وقت يُتوقع فيه أن تزداد المنافسة مع تطور قدرات النماذج، خاصة مع دخول أسماء كبرى لهذا المضمار، ما سيؤثر بشكل كبير على طبيعة الإنتاج المرئي خلال السنوات القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى