غروك

إيلون ماسك يعيد إحياء فكرة “Vine” من خلال ميزة جديدة في روبوت الدردشة “غروك“
يبدو أن الملياردير إيلون ماسك يسير بخطى واثقة نحو إعادة إحياء مفهوم مقاطع الفيديو القصيرة الذي اشتهر قبل سنوات مع منصة “Vine”، التي كانت قد حازت على شعبية واسعة قبل أن يتم إغلاقها لاحقًا. وفي خطوة جديدة ضمن مساعيه المتواصلة لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي والوسائط التفاعلية، يعمل ماسك حاليًا على إطلاق ميزة جديدة داخل روبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي المعروف باسم “غروك” (Grok)، التابع لمنصته “إكس” (Twitter سابقًا).

الميزة الجديدة تحمل اسم “Grok Imagine”، وهي خاصية مبتكرة تتيح تحويل النصوص إلى مقاطع فيديو قصيرة، مما يمكّن المستخدمين من إنتاج محتوى مرئي تفاعلي بطريقة سلسة وسريعة. ويُعتقد أن هذه الأداة ستمهد الطريق لإعادة تقديم تجربة قريبة مما كانت توفره “Vine”، ولكن بتقنيات أكثر تطورًا واستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي.
حالياً، “Grok Imagine” لا تزال في مراحلها التجريبية، ويجري اختبارها بشكل محدود قبل الإطلاق الرسمي. ومن المتوقع أن يتم تحسينها تدريجيًا بناءً على تعليقات وتجارب المستخدمين الأوائل، وهي استراتيجية معروفة تتبعها شركات التكنولوجيا الكبرى لضمان جاهزية المنتج قبل توفيره على نطاق واسع.
فكرة “Vine” القديمة كانت قائمة على مشاركة مقاطع فيديو قصيرة لا تتعدى ست ثوانٍ، وقد لعبت دورًا كبيرًا في خلق محتوى إبداعي وساهمت في انطلاق عدد من صانعي المحتوى نحو الشهرة. ومع تزايد الاهتمام العالمي بالمحتوى المرئي القصير، كما نرى في منصات مثل TikTok وReels، تأتي هذه الخطوة من ماسك لتقديم بديل جديد يجمع بين الذكاء الاصطناعي وسهولة صناعة الفيديوهات.
وما يميز “Grok Imagine” عن المنصات التقليدية هو أنها لا تعتمد فقط على تصوير الفيديو، بل تُحوّل النصوص مباشرة إلى فيديوهات مرئية باستخدام نماذج توليدية، ما يعني إمكانية تحويل أي فكرة مكتوبة إلى محتوى بصري فوري. هذه التقنية تفتح آفاقًا جديدة أمام المستخدمين، سواء لأغراض ترفيهية أو تعليمية أو تسويقية.
إيلون ماسك لم يخفِ رغبته في تعزيز منصة “إكس” لتصبح وجهة متكاملة للمحادثة، الأخبار، والإبداع الرقمي. ومن خلال دمج أدوات مثل “غروك” وميزاته المتعددة، يواصل دفع حدود الاستخدام التقليدي للمنصات الاجتماعية نحو مستقبل أكثر ذكاءً وتفاعلية. وإن كانت بداية “Grok Imagine” تجريبية، فإن التوقعات تشير إلى أنها قد تشكل ثورة في طريقة إنشاء ومشاركة الفيديوهات على الإنترنت.
تبقى مساعي ماسك دليلاً على طموحه المتواصل لتقديم حلول تقنية تدمج الذكاء الاصطناعي مع التفاعل البشري، وربما تكون هذه الخطوة بداية لعصر جديد من محتوى الفيديو المُنتج آليًا والمصمم خصيصًا حسب الطلب.
في منشور نشره يوم السبت على منصة “إكس”، أعلن إيلون ماسك عن ميزة جديدة تحمل اسم “Grok Imagine”، واصفًا إياها بأنها “Vine بالذكاء الاصطناعي”، في إشارة إلى منصة الفيديوهات القصيرة الشهيرة التي أُغلقت منذ سنوات. هذه الميزة الجديدة تأتي ضمن إمكانيات روبوت الدردشة “غروك” المدعوم بالذكاء الاصطناعي، وتُعَدّ تطورًا لافتًا في عالم المحتوى المرئي الذي يُنتَج بواسطة الذكاء الاصطناعي.
تتيح “Grok Imagine” للمستخدمين إدخال أوصاف نصية لمشاهد أو صور يرغبون في تحويلها إلى فيديوهات، ليقوم الذكاء الاصطناعي في “غروك” بترجمتها تلقائيًا إلى مقاطع فيديو قصيرة تتضمن صورًا متحركة وأصواتًا متناسقة مع مضمون الوصف. وتأتي هذه الخطوة في إطار السعي المتواصل من ماسك لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي وتكاملها مع منصاته الرقمية.
بحسب تقرير نشره موقع “بيزنس إنسايدر” فإن هذه الميزة تستهدف المشتركين في باقة “SuperGrok” المميزة، والتي تُكلّف 30 دولارًا شهريًا، ويتم طرحها حاليًا بشكل تدريجي، مع إتاحة خيار التسجيل في قائمة الانتظار عبر منصة “إكس“.
اللافت في إعلان ماسك لم يكن فقط ميزة “Grok Imagine”، بل تلميحه لاحتمال عودة “Vine” بطريقة ما. فـ“Vine” كانت منصة رائدة لمشاركة مقاطع الفيديو القصيرة التي لا تتجاوز مدتها 6 ثوانٍ، وقد استحوذت عليها “تويتر” في السابق، قبل أن يتم إغلاقها نهائيًا عام 2017. ومع ذلك، لا تزال “Vine” حاضرة في ذاكرة الإنترنت كمصدر للعديد من المقاطع التي حققت انتشارًا واسعًا وساهمت في صعود عدد من المؤثرين وصُنّاع المحتوى.
في نفس المنشور، فاجأ ماسك المتابعين بقوله: “بالمناسبة، عثرنا مؤخرًا على أرشيف فيديوهات Vine (ظننا أنه حُذف)، ونعمل على استعادة وصول المستخدمين إليها، حتى تتمكنوا من نشرها إن أردتم”. هذا التصريح أثار فضول كثيرين، وفتح باب التساؤلات حول ما إذا كان ذلك يعني عودة حقيقية للمنصة أو مجرد فتح مؤقت للأرشيفات القديمة.
حتى الآن، لا يوجد تأكيد رسمي بشأن ما إذا كانت عودة أرشيف “Vine” ستشمل إعادة تفعيل الحسابات القديمة أو ستقتصر فقط على إتاحة تحميل الفيديوهات السابقة. لكن المؤكد أن هناك رغبة واضحة من ماسك في إعادة إحياء روح “Vine”، سواء من خلال “Grok Imagine” أو من خلال استرجاع أرشيف المنصة.
مع هذه الخطوات، يبدو أن ماسك يسعى إلى مزج التقنية المتقدمة بالحنين إلى الماضي، مُقدّمًا تجربة جديدة تدمج بين الذكاء الاصطناعي والإبداع البشري، مع احتمالية إحداث تحول جديد في طريقة تفاعل المستخدمين مع المحتوى القصير عبر الإنترنت.