تقنية

الهواتف الذكية

أظهرت دراسة حديثة أن تقليل استخدام الهواتف الذكية قد يكون له تأثير أكبر على تحسين الصحة العقلية مقارنة بالأدوية المضادة للاكتئاب.

ووفقًا للبحث، فإن تقليص وقت استخدام الشاشة إلى النصف يمكن أن يعزز التركيز، يقلل من أعراض الاكتئاب، ويحسن نوعية النوم بشكل ملحوظ.

تمت الدراسة على أكثر من 400 متطوع من الولايات المتحدة وكندا، حيث تم تقييد استخدام الإنترنت عبر الهواتف لمدة أسبوعين، مع السماح فقط بالمكالمات الهاتفية والرسائل النصية.

وقد أظهرت النتائج انخفاضًا كبيرًا في متوسط وقت الشاشة اليومي من 5 ساعات و14 دقيقة إلى ساعتين و41 دقيقة، وفقًا لتقرير نشره موقع “digitaltrends”.

وفقًا لنتائج الدراسة، فإن التحسن المستمر في الانتباه يعادل تأثير عكسي للتدهور المرتبط بالعمر لمدة 10 سنوات، بينما كان التحسن في أعراض الاكتئاب أكثر فعالية من متوسط تأثير الأدوية المضادة للاكتئاب.

التأثير الإيجابي على الصحة والعلاقات الاجتماعية

تتعدى الفوائد الصحية إلى ما هو أبعد من الصحة العقلية لتشمل تأثيرًا إيجابيًا على السلوك الاجتماعي والبدني. فقد أظهر المشاركون رغبة أكبر في التفاعل مع الآخرين، والتمتع بالأنشطة الطبيعية، والانخراط في الهوايات المختلفة، بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. كما لوحظ تحسن في ساعات النوم وانخفاض في مستويات القلق والتوتر.

إدمان الشاشات: تهديد حقيقي للصحة

يشير الخبراء إلى أن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية يرتبط بشكل مباشر بالاكتئاب وضعف الأداء الاجتماعي والعاطفي، ويزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، وفقًا لمعهد القلب الأمريكي. وتبين دراسات أخرى أن الاستعمال الزائد للشاشات يمكن أن يسبب اضطرابات في النوم، وزيادة في مشاعر القلق، والتوتر المزمن.

كيفية الوقاية من إدمان الهاتف؟

ينصح الخبراء بتطبيق استراتيجيات عملية للحد من استخدام الهواتف الذكية، مثل:

– الاستفادة من أدوات الرفاهية الرقمية في أجهزة أندرويد وiOS لمراقبة وقت الشاشة ووضع حدود يومية.
– تفعيل وضع التركيز لإيقاف الإشعارات المشتتة أثناء فترات العمل أو النوم.
– تقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من خلال تخصيص أوقات محددة للتصفح، والابتعاد عن الهاتف قبل النوم.

ويؤكد الدكتور براين بوكسلر، أخصائي العيون في لوس أنجلوس، قائلاً: “كما كانت هناك قواعد لمشاهدة التلفاز في طفولتنا، يجب أن نضع قواعد صارمة لاستخدام الهواتف الذكية لحماية أنفسنا وأطفالنا من تأثيراتها السلبية.”

تشير الأبحاث إلى أن تقليل وقت الشاشة يمكن أن يكون علاجًا فعالًا ضد الاكتئاب والتوتر، وقد يتفوق في بعض الحالات على الأدوية في تحسين الصحة العقلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى