تقنية

مايكروسوفت

في مؤتمر “ميتا LlamaCon” الذي عُقد يوم الثلاثاء، أجرى الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا، محادثة ودّية مع نظيره في شركة ميتا، مارك زوكربيرغ، ناقشا خلالها تطورات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مجال البرمجة. وخلال هذا اللقاء، كشف ناديلا عن معلومة لافتة تتعلق بمدى اعتماد مايكروسوفت على تقنيات الذكاء الاصطناعي في كتابة الأكواد البرمجية. وأوضح ناديلا أن ما بين 20% إلى 30% من الشيفرات التي تُكتب حاليًا في الشركة يتم توليدها بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن هذا التطور يعكس التقدم المتسارع في هذا المجال ودوره المتنامي في تغيير آليات العمل داخل الشركات التقنية.

وقد جاء تصريح ناديلا ردًا على سؤال طرحه زوكربيرغ حول النسبة التقريبية للأكواد البرمجية التي تنتجها مايكروسوفت باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. وأكد ناديلا أن النسبة الحالية ليست مجرد تجربة مؤقتة، بل أصبحت واقعًا فعليًا ضمن بيئة العمل اليومية للمطورين في مايكروسوفت. ويعكس هذا الاستخدام المتزايد لهذه التكنولوجيا قناعة متنامية داخل الشركات الكبرى بأن الذكاء الاصطناعي بات عنصرًا محوريًا في عمليات التطوير والإنتاج.

أشار ناديلا إلى أن نتائج استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة الشيفرات البرمجية تختلف بحسب لغة البرمجة

مايكروسوفت
مايكروسوفت

فعلى سبيل المثال، حققت الشركة تقدمًا ملحوظًا في استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد الشيفرات المكتوبة بلغة بايثون، وهي لغة شائعة في مجالات مثل علم البيانات وتطوير البرمجيات الحديثة. في المقابل، واجهت الشركة بعض التحديات في استخدام نفس الأدوات مع لغات أخرى مثل ++C، التي تتسم بتعقيدها التقني الكبير، مما يجعل كتابة الكود بها عبر الذكاء الاصطناعي أكثر صعوبة.

وتُبرز هذه التصريحات الدور المتعاظم للذكاء الاصطناعي في مجال البرمجة، حيث أصبح من الممكن للأدوات الذكية أن تُسهم في رفع كفاءة فرق التطوير وتسريع إنتاج البرمجيات. كما أنها تفتح آفاقًا جديدة لتغيير جذري في كيفية بناء البرمجيات، من الاعتماد الكامل على المهارات اليدوية إلى نماذج تعاونية بين الإنسان والآلة.

ورغم أن ناديلا لم يحدد الأدوات التي تستخدمها مايكروسوفت تحديدًا، إلا أن الشركة كانت قد استثمرت سابقًا بشكل كبير في تقنيات الذكاء الاصطناعي، من خلال شراكاتها مع شركات مثل OpenAI وتطوير منصات مثل GitHub Copilot، التي توفر اقتراحات فورية للمبرمجين أثناء كتابة الشيفرة.

وبهذا، تعكس تصريحات ناديلا تحولًا واضحًا في صناعة البرمجيات نحو مستقبل يُسهم فيه الذكاء الاصطناعي بدور أساسي، ليس فقط كمساعد تقني، بل كشريك في عملية الإبداع البرمجي ذاتها. هل ترغب بتلخيص هذه النسخة أو ترجمتها إلى الإنجليزية؟

في خضم التطور المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي

بات من الواضح أن هذه التكنولوجيا أصبحت تلعب دورًا محوريًا في صناعة البرمجيات، إلى درجة دفعت بعض كبار التنفيذيين في كبرى شركات التكنولوجيا إلى إطلاق توقعات مثيرة للانتباه بشأن مستقبل تطوير البرمجيات. فعلى سبيل المثال، صرّح كيفن سكوت، المدير التقني لشركة مايكروسوفت، بتوقعه الجريء بأن الذكاء الاصطناعي سيساهم في توليد 95% من الشيفرات البرمجية بحلول عام 2030. وهو ما يعكس ثقة كبيرة في قدرة أدوات الذكاء الاصطناعي على إحداث تحول جذري في كيفية بناء البرمجيات مستقبلاً.

التصريح يأتي ضمن موجة من التصريحات والمواقف المتباينة

التي أدلى بها قادة الصناعة بشأن التأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي في هذا المجال. وخلال نقاش دار بين ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت، ومارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا (فيسبوك سابقًا)، تطرّق الحديث إلى نفس الموضوع. غير أن زوكربيرج كان أكثر تحفظًا، إذ أشار إلى أنه ليس متأكدًا من نسبة الشيفرة البرمجية التي يتم توليدها فعليًا باستخدام الذكاء الاصطناعي داخل شركته، ما يعكس ربما تباينًا في درجة الاعتماد على هذه التقنية بين الشركات أو في آليات قياسها.

من جهة أخرى، وفي خطوة تُظهر توجهًا مشابهًا في الشركات المنافسة، أعلن سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة غوغل، خلال مؤتمر الأرباح الأخير للشركة، أن أكثر من 30% من الشيفرات التي تُنتجها غوغل في الوقت الحالي تتم بمساعدة أدوات الذكاء الاصطناعي. هذه النسبة، وإن كانت أقل من تلك التي تتوقعها مايكروسوفت مستقبلاً، إلا أنها تبقى رقمًا مهمًا يعكس التحول الفعلي الجاري في الصناعة.

ورغم هذه التصريحات الطموحة والمثيرة، من الضروري التعامل مع هذه الأرقام ببعض الحذر. فحتى الآن، لا توجد معايير واضحة أو موحّدة لقياس مساهمة الذكاء الاصطناعي في إنتاج الشيفرات البرمجية. كما أن التعريف الدقيق لما يُعدّ “شيفرة ناتجة عن الذكاء الاصطناعي” قد يختلف من شركة إلى أخرى. فهل يعني ذلك الشيفرة التي يتم توليدها بالكامل من خلال أدوات ذكاء اصطناعي مثل GitHub Copilot أو ChatGPT، أم يشمل أيضًا تلك التي تُنتج بمساعدة هذه الأدوات جزئيًا أثناء كتابة المطورين للكود؟ هذا الغموض يجعل من الصعب إجراء مقارنات دقيقة بين الشركات أو تقييم مدى الاعتماد الفعلي على الذكاء الاصطناعي.

وفي ظل غياب هذه المعايير، يبقى من المهم أن تُفهم هذه الأرقام في سياقها كتصريحات تعكس رؤى وتوجهات استراتيجية أكثر منها بيانات دقيقة. لكن ما لا شك فيه هو أن الذكاء الاصطناعي يشق طريقه بثقة نحو أن يصبح أداة أساسية في بيئات تطوير البرمجيات، ما ينبئ بتحولات كبيرة قد تطال كل من المطورين والأدوات والمنهجيات المستخدمة في المستقبل القريب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى