تقنية

روبوت

كشفت شركة Noetix الصينية الناشئة والمتخصصة في تطوير تقنيات الروبوتات عن روبوت بشري جديد صمم خصيصا لأداء الأدوار الخدمية في البيئات العامة والمهنية. ويأتي هذا الروبوت في إطار توجه متزايد نحو دمج الذكاء الاصطناعي والروبوتات البشرية في مجالات العمل التي تتطلب تفاعلا مباشرا مع الإنسان. ويتميز الابتكار الجديد بوجه واقعي وتصميم أنثوي مدروس يهدف إلى خلق تجربة تواصل طبيعية وأكثر ألفة مع المستخدمين في الأماكن العامة.

روبوت أنثوي
روبوت أنثوي

الروبوت الذي يحمل اسم Hobbs W1 جرى تطويره ليكون مساعدا مهنيا متعدد الاستخدامات وقادرا على أداء مجموعة واسعة من المهام الخدمية. وقد ركزت الشركة المطورة على تهيئته ليعمل في مجالات الاستقبال والإرشاد وخدمة العملاء في مواقع متنوعة مثل الفنادق والمتاجر الكبرى والمؤسسات التعليمية ومقار الشركات والمراكز التجارية. ويعكس هذا التوجه رغبة واضحة في توفير حلول تقنية متقدمة تساهم في تحسين جودة الخدمات وتقليل الأعباء التشغيلية على العاملين البشر.

من أبرز ما يميز Hobbs W1 اعتماده على رأس بيونيكي بملامح تحاكي الوجه البشري بدرجة عالية من الواقعية. وقد جرى تصميم هذه الملامح بعناية لتعزيز الإحساس بالود والراحة لدى الأشخاص الذين يتفاعلون معه للمرة الأولى. كما زود الروبوت بشاشة تفاعلية مدمجة تتيح عرض المعلومات والإرشادات والرد على الاستفسارات بطرق بصرية واضحة وسهلة الفهم ما يعزز من كفاءة التواصل ويجعل التجربة أكثر سلاسة.

إلى جانب المظهر الخارجي يتمتع الروبوت بقدرات حركية متقدمة تضعه في فئة متطورة مقارنة بروبوتات الاستقبال التقليدية. إذ يمتلك يدين بمرونة سداسية الدرجات تتيح له تنفيذ حركات دقيقة والتعامل مع الأشياء المختلفة بطريقة أكثر طبيعية. كما تم تزويده بذراعين تحتوي كل منهما على خمس درجات حرية ما يمنحه قدرة أعلى على الحركة والتفاعل مع البيئة المحيطة سواء عند الإشارة أو تقديم الأشياء أو أداء الإيماءات الترحيبية.

ويعكس هذا المستوى من التطور الهندسي حرص شركة Noetix على الجمع بين الشكل الجذاب والوظيفة العملية. فالهدف لا يقتصر على تقديم روبوت بمظهر متطور فحسب بل يتعداه إلى توفير أداة قادرة على العمل بكفاءة في بيئات مزدحمة ومتغيرة. وقد أشارت تقارير تقنية إلى أن هذه الخصائص الحركية نادرا ما تتوافر مجتمعة في روبوتات الاستقبال الحالية وهو ما يمنح Hobbs W1 ميزة تنافسية واضحة.

ومن المتوقع أن يسهم هذا الروبوت في إعادة تعريف مفهوم الخدمة الآلية في الأماكن العامة حيث يمكنه العمل لساعات طويلة دون تعب مع الحفاظ على مستوى ثابت من الأداء والدقة. كما يعكس ظهوره التقدم السريع الذي تشهده الصين في مجال الروبوتات البشرية ويؤكد أن المستقبل القريب قد يشهد انتشارا أوسع لمثل هذه الحلول الذكية في الحياة اليومية وبيئات العمل المختلفة.

يتمتع الروبوت بقدرات تنقل ذاتي كاملة، تُمكنه من الحركة بسلاسة داخل البيئات الداخلية المعقدة، ومرافقة الأفراد أثناء تقديم الإرشادات، إضافة إلى تنفيذ مهام الاستقبال دون الحاجة إلى إشراف بشري مباشر، بحسب الشركة.

وبحسب Noetix، يستطيع Hobbs W1 التعرف على المشاعر، وإجراء محادثات طبيعية، ومزامنة البيانات في الوقت الحقيقي، ما يمنحه قدرة عالية على التكيف مع طيف واسع من السيناريوهات المهنية.

بين التفاعل الاجتماعي والوظيفة العملية

توضح Noetix أن تصميم الروبوت يركز على تحقيق توازن بين الحضور الاجتماعي والكفاءة العملية، إذ يمكنه الإيماء بطريقة طبيعية، وتسليم الأغراض، وتنفيذ مهام خفيفة، في إطار السعي إلى ردم الفجوة بين الروبوتات الاجتماعية البحتة والروبوتات الخدمية الوظيفية.

وتؤكد الشركة أن Hobbs W1 لا يستهدف إحلال العاملين البشر، بل دعمهم من خلال تولي المهام الروتينية والمتكررة، بما يتيح للموظفين التركيز على الجوانب الأكثر تعقيدًا وإنسانية في العمل.

تجربة تسعير غير مسبوقة

جاء الإعلان عن Hobbs W1 بعد أسابيع من كشف Noetix عن روبوتها البشري الصغير Bumi، الذي طُرح بسعر يقل عن 1400 دولار، وذلك عقب جولة تمويل ما قبل الفئة B بلغت قيمتها 41 مليون دولار.

وتهدف الشركة من خلال Bumi إلى تغيير الصورة التقليدية لارتفاع أسعار الروبوتات البشرية، عبر تقديمه ضمن فئة سعرية قريبة من أسعار الهواتف الذكية الرائدة أو الحواسيب المحمولة المتقدمة.

وترجع Noetix هذا التسعير اللافت إلى اعتمادها على التكامل الرأسي في التصنيع، وإعادة تصميم الهيكل باستخدام مواد مركبة خفيفة الوزن، إضافة إلى الاعتماد شبه الكامل على سلسلة توريد محلية داخل الصين.

ويرى متابعون أن هذه الاستراتيجية قد تفتح المجال أمام انتشار أوسع للروبوتات البشرية في الحياة اليومية، لا سيما في القطاعات الخدمية التي تتطلب تفاعلًا مباشرًا مع الجمهور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى