تقنية

روبوت صيني

الصين تحقق سبقًا جديدًا في صناعة الروبوتات: روبوت يشحن نفسه ذاتيًا دون تدخل بشري

شهدت صناعة الروبوتات في الصين تطورًا نوعيًا غير مسبوق، حيث كشفت إحدى الشركات التقنية الناشئة، التي تتخذ من مدينة شنتشن مقراً لها، عن ابتكار ثوري يتمثل في تطوير روبوت بشري الشكل قادر على استبدال بطاريته بنفسه دون الحاجة لأي تدخل بشري، وهو إنجاز يُعد الأول من نوعه على مستوى العالم، بحسب ما صرحت به الشركة المطورة.

روبوت بشري
روبوت بشري

الروبوت الجديد الذي يحمل اسم “Walker S2″، طوّرته شركة “يو بي تيك” (UBTECH) المتخصصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات. وقد أصدرت الشركة مقطع فيديو توضيحي نُشر يوم الخميس، يعرض الروبوت وهو ينفذ عملية شحن ذاتية بكفاءة مذهلة. يُظهر الفيديو الروبوت وهو يتحرك بانتظام نحو محطة شحن مخصصة، ثم يقوم بفتح جزء من صدره لإزالة البطارية الفارغة، ويضعها في قاعدة مخصصة لإعادة الشحن، قبل أن يلتقط بطارية مشحونة جديدة ويقوم بتثبيتها في مكانها، ثم يواصل عمله وكأن شيئًا لم يكن.

هذه العملية التي تبدو بسيطة من حيث الشكل، تمثل قفزة كبيرة من حيث المفهوم والإمكانات. فالقدرة على استبدال البطاريات ذاتيًا تعني أن الروبوتات مثل Walker S2 قد تعمل بشكل مستمر دون الحاجة إلى توقف أو إلى إشراف بشري مباشر. وفقاً لما صرحت به الشركة، فإن هذا التطور يسمح نظريًا بتشغيل الروبوت على مدار الساعة، مما يفتح آفاقًا واسعة لتطبيقات مستقبلية في مجالات متعددة تشمل الصناعة، والخدمات اللوجستية، والرعاية الصحية، والأمن، وحتى الاستكشاف في البيئات الصعبة أو الخطرة على البشر.

وتعليقًا على هذا الابتكار، أوضحت “يو بي تيك” أن الروبوت ليس مجرد أداة مستقلة للحركة أو تنفيذ المهام الميكانيكية، بل هو منظومة متكاملة تجمع بين الذكاء الاصطناعي المتقدم والهندسة الميكانيكية الدقيقة. وأشارت إلى أن ميزة الشحن الذاتي لا تمثل فقط راحة تقنية، بل تسهم كذلك في إطالة العمر التشغيلي للروبوت، وتقلل من التكاليف المرتبطة بصيانة الطاقة ومراقبة التشغيل.

ويُعد هذا الإعلان دليلاً إضافياً على التقدم السريع الذي تحققه الصين في مجال التكنولوجيا والروبوتات، في ظل تنافس عالمي متزايد على الريادة في مجالات الذكاء الاصطناعي والأتمتة. ومع دخول هذه النوعية من الروبوتات مرحلة الاختبار العملي، فإنها قد تمهد الطريق لثورة حقيقية في طريقة تفاعل البشر مع الآلات في المستقبل القريب.

في الختام، يُنظر إلى روبوت Walker S2 كرمز لمرحلة جديدة في تطور الروبوتات، حيث تتحول من أدوات محدودة الوظائف إلى أنظمة ذكية قادرة على التفكير الذاتي والتصرف بمرونة في مواقف متعددة، مما يجعل هذا الابتكار إنجازًا يستحق المتابعة والتطوير.

في السنوات الأخيرة، شهدت الصين تطورًا ملحوظًا في مجال صناعة الروبوتات الشبيهة بالبشر، مدفوعة بدعم حكومي قوي واهتمام استراتيجي من الدولة بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة. فقد صنّفت الحكومة الصينية هذه الصناعات ضمن أولوياتها الاستراتيجية، ووفرت لها دعمًا سياسيًا وتمويليًا واسع النطاق، مما أسهم في تسريع وتيرة التقدم في هذا المجال، وفقًا لتقرير نُشر على موقع “SCMP” .

وذكر تقرير صادر عن وكالة موديز أن الصين تبرز الآن كقوة صاعدة في عالم الروبوتات، مستفيدة من مزيج فريد من التكنولوجيا المتطورة، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، وقدرتها على التصنيع بتكلفة منخفضة. ويعزز هذا التفوق موقع الصين التنافسي عالميًا في صناعة الروبوتات، خصوصًا تلك المصممة لمحاكاة القدرات البشرية.

ووفقًا لتقرير صادر عن “مورغان ستانلي” في فبراير، فإن أكثر من نصف الشركات العالمية المتخصصة في الروبوتات الشبيهة بالبشر تتخذ من الصين مقرًا لها. كما أن الشركات الناشئة في هذا القطاع تجذب نسبة كبيرة من الاستثمارات العالمية في رأس المال المغامر، ما يدل على الثقة العالية في قدرة السوق الصيني على الابتكار والنمو المستقبلي في هذا القطاع.

من بين هذه الشركات، تبرز شركة “يو بي تيك” (UBTECH) ومقرها مدينة شنتشن، والتي أصبحت في عام 2023 أول شركة صينية لصناعة الروبوتات الشبيهة بالبشر تُدرج في بورصة هونغ كونغ. وتتنافس الشركة مع مجموعة من الشركات الأخرى لطرح نماذجها الروبوتية في الأسواق العامة، وسط توقعات بأن يصل عدد الوحدات المنتجة هذا العام إلى أكثر من ألف روبوت، وهو ما يضع هذه الشركات في منافسة مباشرة مع شركة “تسلا” الأميركية التي تسعى بدورها لإنتاج كميات كبيرة من روبوتاتها “أوبتيموس”.

ورغم أن “يو بي تيك” لم تحدد بعد أهدافًا رقمية واضحة للإنتاج، إلا أن روبوتاتها من طراز “ووكر” قد بدأت بالفعل في العمل ضمن خطوط إنتاج شركات سيارات كهربائية شهيرة مثل “بي واي دي” و”نيو” و”زيكر”، وهو ما يعكس جاهزيتها التجارية والتقنية.

الجيل الأحدث من هذه الروبوتات، المسمى “ووكر إس 2″، يتمتع بإمكانيات إنتاجية عالية، منها امتلاكه لنظام بطارية مزدوجة يُتيح له تبديل البطاريات ذاتيًا خلال دقائق، دون الحاجة لتدخل بشري مباشر. وتم تصميم البطاريات بطريقة تُشبه توصيل أجهزة USB، مما يجعل استبدالها سهلًا وسريعًا.

وفي سياق متصل، أعلنت مدينة شنتشن عن خطط طموحة لتعزيز مكانتها كمركز عالمي لصناعة الروبوتات، حيث تحتضن حاليًا أكثر من 1600 شركة متخصصة في هذا القطاع. وقد شهدت المدينة مؤخرًا حدثًا لافتًا عندما نشرت شركة محلية فريقًا من روبوتات التوصيل لإعادة تزويد متاجر “7-Eleven” الواقعة داخل محطات مترو الأنفاق، باستخدام قطارات المترو، في تجربة يُعتقد أنها الأولى من نوعها عالميًا.

تعكس هذه الخطوات المتسارعة مدى جدية الصين في ترسيخ موقعها كقوة تكنولوجية رائدة، من خلال مزج الابتكار بالتطبيق العملي داخل بيئة صناعية داعمة ومتقدمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى