نينتندو سويتش

نينتندو تعلن عن رفع سعر جهاز “سويتش” الأصلي في الولايات المتحدة استجابة لظروف السوق
في خطوة لافتة أثارت اهتمام جمهور اللاعبين، أعلنت شركة “نينتندو” اليابانية، الرائدة في صناعة ألعاب الفيديو، عن تعديل في سعر جهاز “نينتندو سويتش” الأصلي في السوق الأميركية. وجاء هذا الإعلان يوم الأحد، الثالث من أغسطس، ليؤكد ما سبق أن أشارت إليه الشركة بشأن نيتها رفع الأسعار، مبررة ذلك بالتغيرات الحاصلة في ظروف السوق العالمية.

ومنذ إطلاقه الأول في عام 2017، ظل سعر “نينتندو سويتش” ثابتًا عند 299.99 دولارًا أميركيًا، ما ساهم في الحفاظ على جاذبيته لدى شريحة واسعة من المستهلكين، خاصة مع استمرار شعبيته وسط المنافسة الشديدة من أجهزة الألعاب الأخرى مثل “بلايستيشن” و”إكس بوكس”. إلا أن الشركة أعلنت الآن عن رفع السعر إلى 339.99 دولارًا أميركيًا، بزيادة قدرها 40 دولارًا، وذلك عبر متجر نينتندو الرسمي على الإنترنت.
وبررت نينتندو قرارها هذا بتأثير عدة عوامل، أبرزها تقلبات أسعار الصرف، وارتفاع تكاليف الإنتاج والشحن، فضلًا عن اضطرابات سلاسل التوريد العالمية التي ما زالت تلقي بظلالها على قطاعات متعددة، بما في ذلك صناعة الإلكترونيات. وأوضحت الشركة أن هذه التعديلات تهدف إلى الحفاظ على استدامة سلسلة التوريد والجودة التي يتوقعها العملاء من منتجات نينتندو.
وقد أثار القرار تباينًا في ردود الأفعال بين محبي الجهاز؛ فبينما تفهم البعض ضرورة التعديل في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، أبدى آخرون امتعاضهم من رفع السعر بعد مرور أكثر من سبع سنوات على إصدار الجهاز دون تحسينات تقنية كبيرة. إذ أن النسخة التي شهدت هذا الارتفاع في السعر هي النسخة الأصلية من “نينتندو سويتش”، وليست الإصدارات الأحدث مثل “سويتش OLED” التي طُرحت لاحقًا بمواصفات محسنة.
يُذكر أن جهاز “نينتندو سويتش” يتميز بمرونته كجهاز ألعاب هجين يمكن استخدامه كمنصة منزلية عند وصله بالتلفاز، أو كجهاز محمول للألعاب أثناء التنقل، وهو ما جعله يلقى رواجًا واسعًا عالميًا، حيث تجاوزت مبيعاته أكثر من 129 مليون وحدة منذ إطلاقه حتى منتصف عام 2025، ما يجعله من بين أكثر أجهزة الألعاب مبيعًا في التاريخ.
وبينما لم توضح نينتندو بعد ما إذا كان هذا التعديل في السعر سيشمل أسواقًا أخرى خارج الولايات المتحدة، إلا أن الإعلان يسلّط الضوء على التحديات التي تواجهها شركات التكنولوجيا والإلكترونيات في موازنة الجودة والأسعار في ظل تغير المشهد الاقتصادي العالمي.
وفي الوقت الذي يترقب فيه جمهور اللاعبين أي معلومات جديدة حول الجيل القادم من أجهزة نينتندو، يشكل هذا القرار تذكيرًا بالتغيرات المتسارعة التي قد تطال سوق الألعاب الإلكترونية، حتى بالنسبة لمنتجات اعتُبرت لفترة طويلة من الثوابت في الأسعار.
شهدت أسعار أجهزة “نينتندو سويتش” من الجيل الأول ارتفاعًا ملحوظًا مؤخرًا، حيث شملت الزيادة عدة طرازات من الجهاز الشهير. ووفقًا لتقرير تقني نُشر على موقع “The Verge” واطلعت عليه “العربية Business”، فقد تم رفع سعر نسخة “سويتش OLED” من 349.99 دولارًا إلى 399.99 دولارًا، أي بزيادة قدرها 50 دولارًا تقريبًا.
ولم تقتصر الزيادة على هذا الطراز فقط، بل شملت أيضًا نسخة “سويتش لايت” التي ارتفع سعرها من 199.99 دولارًا إلى 229.99 دولارًا، مما يعكس توجهًا عامًا من شركة نينتندو نحو تعديل تسعير منتجاتها. وتأتي هذه الخطوة في ظل التغيرات التي يشهدها سوق الإلكترونيات العالمي، بما في ذلك ارتفاع تكاليف الإنتاج وسلاسل التوريد.
كما رفعت الشركة اليابانية أيضًا سعر جهاز التحكم “Switch 1 Joy-Con” بمقدار 10 دولارات، ليصل سعره إلى 89.99 دولارًا، إضافة إلى تعديل سعر جهاز “Alarmo” ليصبح 109.99 دولارًا بعد أن كان أقل بـ10 دولارات. ويُرجَّح أن هذه التعديلات تأتي في إطار استراتيجية الشركة لتعزيز أرباحها أو التكيف مع الضغوطات الاقتصادية العالمية، أو ربما حتى الاستعداد لإطلاقات مستقبلية.
ومن اللافت أن هذه الزيادات في الأسعار لم تشمل الجيل الثاني من الجهاز، المعروف باسم “سويتش 2″، والذي كانت نينتندو قد أعلنت عنه في وقت سابق. فقد حافظ هذا الطراز الجديد على سعره الأصلي البالغ 449.99 دولارًا، على الرغم من أنه لا يحتوي على شاشة “OLED” مثل النسخة الأعلى من الجيل الأول.
وبالمقارنة بين الأسعار، فإن الفجوة بين “سويتش OLED” و”سويتش 2″ تقلصت إلى نحو 50 دولارًا فقط، الأمر الذي قد يدفع بعض المستهلكين إلى إعادة التفكير في خياراتهم عند الشراء. فبينما توفر نسخة “OLED” شاشة بجودة عالية، فإن “سويتش 2” يقدم تقنيات أحدث وتجربة ألعاب محسّنة، الأمر الذي قد يرجّح كفة الأخير رغم فارق السعر البسيط.
الجدير بالذكر أن “نينتندو سويتش 2” يحقق أداءً استثنائيًا منذ إطلاقه، إذ تمكنت الشركة من بيع أكثر من 6 ملايين وحدة خلال سبعة أسابيع فقط. وهذا الإقبال الكبير فاق توقعات السوق، مما تسبب في ضغوط على سلسلة التوريد، حيث تواجه نينتندو تحديات في تلبية الطلب المتزايد.
تعكس هذه التحولات في أسعار أجهزة نينتندو واقعًا جديدًا في سوق الألعاب، حيث تتجه الشركات إلى إعادة تقييم منتجاتها وسياستها التسعيرية. وبينما قد يرى البعض أن هذه الزيادات تؤثر سلبًا على المستهلك، يرى آخرون أنها جزء من استراتيجية طبيعية لضمان استدامة الشركة في ظل التغيرات العالمية المستمرة.
يبدو أن نينتندو تراهن على قوة علامتها وتجربة المستخدم الفريدة التي تقدمها، ما يجعل أجهزتها – رغم ارتفاع أسعارها – خيارًا مفضلًا لدى عدد كبير من عشاق الألعاب حول العالم.