سامسونغ

سامسونغ تعلن عن إدماج شامل للذكاء الاصطناعي في أجهزتها الذكية بحلول 2025
أعلن “روه تاي مون”، رئيس قسم تجربة الأجهزة (DX) في شركة سامسونغ للإلكترونيات، خلال مؤتمر صحفي عُقد على هامش معرض IFA 2025 في برلين، عن خطة طموحة تهدف إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في معظم منتجات الشركة الذكية، بما في ذلك الهواتف الذكية، والأجهزة المنزلية، وسلسلة واسعة من أجهزة سامسونغ الأخرى.

وقد صرّح روه بأن سامسونغ ترى في الذكاء الاصطناعي عاملًا محوريًا واستراتيجيًا في مستقبلها القريب، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد ميزة إضافية، بل أصبح ضرورة ستؤثر على طريقة اتخاذ القرارات داخل الشركة، وكذلك على كيفية تفاعل المستخدمين مع أجهزتهم اليومية. وأكد أن الشركة في طريقها لتصبح واحدة من أبرز الشركات في العالم في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي العملي على مستوى المستخدم النهائي.
وبحسب ما نُقل عن روه، فإن ما يقرب من 90% من منتجات سامسونغ، سواء الحالية أو التي ستُطرح خلال الفترة المقبلة، ستدعم وظائف الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر، مما يعزز تجربة المستخدم ويضيف قيمة حقيقية لتفاعلهم مع الأجهزة. وقد استند في هذا التصريح إلى التقدم الكبير الذي حققته الشركة في مجال البحث والتطوير، وكذلك إلى الاستثمارات المتواصلة في تقنيات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية اللازمة لتشغيلها بكفاءة.
وتسعى سامسونغ من خلال هذا التوجه الجديد إلى إعادة تعريف مفهوم “الأجهزة الذكية”، من خلال تمكين الأجهزة من التعلّم من سلوك المستخدمين، وتحليل البيانات بصورة فورية، وتقديم اقتراحات وخدمات مخصصة تلائم الاحتياجات الفردية لكل مستخدم. وهذا يشمل أجهزة مثل الهواتف الذكية، التلفزيونات، الثلاجات، الغسالات، والمكانس الكهربائية الذكية، وغيرها من المنتجات التي تشكل العمود الفقري لحياة المستخدمين الرقمية والمنزلية.
وأضاف روه أن الهدف الأساسي من اعتماد الذكاء الاصطناعي في هذه المنتجات ليس فقط تحسين الأداء، بل أيضًا تسهيل الحياة اليومية للمستخدمين، وزيادة الكفاءة، وتحقيق مستوى أعلى من التخصيص والتفاعل السلس بين الإنسان والآلة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الخطوة تأتي في ظل تنافس عالمي متصاعد بين عمالقة التكنولوجيا في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى كل شركة إلى تقديم حلول ذكية تواكب التطورات المتسارعة في هذا المجال الحيوي. ويُتوقع أن تؤثر هذه الاستراتيجية بشكل مباشر على مستقبل السوق، مما سيضع سامسونغ في موقع متقدم بين رواد التكنولوجيا عالميًا.
وبذلك، تؤكد سامسونغ مجددًا التزامها بالابتكار وتحقيق الريادة من خلال تبني تقنيات المستقبل، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، الذي بات يشكل حجر الزاوية في رؤية الشركة لعصر جديد من الأجهزة الذكية والمتصلة.
شركة “سامسونغ” تُعدّ واحدة من أبرز الأسماء في عالم التكنولوجيا، حيث تجمع بين الابتكار والجودة في مجموعة واسعة من المنتجات التي تشمل الهواتف الذكية، والأجهزة المنزلية الذكية مثل الثلاجات والغسالات والتلفزيونات. ومع التقدّم السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، تتبنى “سامسونغ” رؤية متكاملة لمستقبل أكثر ذكاءً وتواصلاً، بالاعتماد على شراكتها الاستراتيجية مع شركة “غوغل”، خصوصًا في مجال الذكاء الاصطناعي وخدمات الهاتف المحمول.
أحدث تجليات هذه الشراكة يتمثّل في اعتماد أجهزة “سامسونغ” على نظام “جيميني” التوليدي من غوغل، حيث أصبحت هواتف “غالاكسي” مزودة بهذا النظام الذكي بشكل فوري، مما جعل “سامسونغ” أكبر مروّج لنظام جيميني عالميًا. هذا الدمج يُوفر تجربة مستخدم ثرية، حيث يُمكن للذكاء الاصطناعي فهم احتياجات المستخدم، وتقديم اقتراحات ذكية، والمساعدة في أداء المهام اليومية بكفاءة وسرعة.
ولا يقتصر تركيز سامسونغ على الهواتف الذكية فحسب، بل تمتد رؤيتها لتشمل الأجهزة المنزلية أيضًا. فثلاجات سامسونغ وغسالاتها الذكية باتت تتكامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يتيح للمستخدمين التحكم بأجهزتهم بطرق غير مسبوقة. يمكن للثلاجة أن تقترح وصفات بناءً على المحتويات، أو أن تُرسل تنبيهات عند انخفاض درجة التبريد، فيما تُحسّن الغسالات كفاءة استهلاك المياه والطاقة تلقائيًا اعتمادًا على نوعية الملابس وكمية الحمل.
رئيس قطاع الأجهزة المحمولة في “سامسونغ”، روه تاي مون، أكّد أن الذكاء الاصطناعي من “غالاكسي” سيعمل على تشغيل أكثر من 400 مليون جهاز بحلول نهاية عام 2025. وهو رقم يعكس طموح الشركة في جعل الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية لمئات الملايين حول العالم. كما أشار إلى أن مستقبل تجربة الذكاء الاصطناعي على الأجهزة المحمولة سيشهد تطورًا كبيرًا من خلال واجهات تعتمد على وكلاء ذكيين، مما سيجعل التفاعل مع الأجهزة أكثر سلاسة وفعالية.
وإلى جانب الهواتف والأجهزة المنزلية، تتطلع “سامسونغ” إلى توسيع استخدامات الذكاء الاصطناعي لتشمل مجال الروبوتات، سواء في الاستخدامات الصناعية أو الشخصية، بل وحتى في تطوير روبوتات بشرية أكثر ذكاءً وتفاعلاً. هذا الطموح يأتي في ظل التحول الكبير الذي يشهده قطاع التكنولوجيا نحو الذكاء الاصطناعي التوليدي ونماذج اللغة الكبيرة (LLMs)، والذي تقوده تطبيقات مثل “شات جي بي تي” و”جيميني”، والتي أثارت موجة من الاهتمام غير المسبوق بين المستخدمين حول العالم.
ومع أن الذكاء الاصطناعي لا يزال في طور التبني الكامل في الحياة اليومية، إلا أن “سامسونغ” تستعد لأن تكون في طليعة هذا التغيير، عبر توفير حلول حقيقية تساعد المستخدمين في المهام اليومية، مثل الكتابة، وإنشاء المحتوى، وإدارة الأجهزة، وحتّى الدعم الشخصي. فمع استثمارها المستمر في هذا المجال، تضع “سامسونغ” نفسها كشركة رائدة في بناء مستقبل ذكي متكامل.