بدأت شركة سامسونغ رسميًا في إطلاق التحديث الرئيسي الجديد لهواتف سلسلة “غالاكسي إس 22″، وهو تحديث “One UI 8” المبني على نظام التشغيل “أندرويد 16″، وذلك في خطوة تُعدّ جزءًا من التزام الشركة الكورية الجنوبية بتوفير أحدث البرمجيات لمستخدميها حول العالم. وقد تم رصد بدء وصول التحديث الجديد إلى عدد من المستخدمين في بعض المناطق، خاصة في القارة الأوروبية، مع توقعات بتوسع الطرح ليشمل مناطق أخرى في الأسابيع المقبلة.
ويشمل التحديث الجديد أجهزة “غالاكسي إس 22″ و”غالاكسي إس 22 بلس” و”غالاكسي إس 22 ألترا”، وهي الهواتف الرائدة التي أطلقتها سامسونغ في أوائل عام 2022. وتُعدّ هذه الأجهزة من بين أوائل الهواتف التي ستحصل على واجهة “One UI 8″، وذلك في إطار سعي سامسونغ للحفاظ على دعم طويل الأمد لأجهزتها الرائدة، عبر توفير تحديثات مستمرة تشمل تحسينات في الأداء، وميزات جديدة، وتعزيزات في الأمان والخصوصية.
وتأتي واجهة “One UI 8” كأحدث إصدار من واجهة المستخدم الخاصة بسامسونغ، والتي تم تطويرها لتوفر تجربة استخدام أكثر سلاسة وذكاء. وتُبنى هذه الواجهة على نظام “أندرويد 16″، وهو أحدث إصدار من نظام التشغيل الشهير الذي تطوره شركة غوغل. ويحمل التحديث الجديد مجموعة واسعة من الميزات، من بينها تحسينات في التصميم العام للواجهة، وطرق أكثر مرونة للتخصيص، بالإضافة إلى أدوات ذكية تساعد المستخدمين على إدارة وقتهم واستخدامهم للهاتف بكفاءة أعلى.
ومن بين التحسينات الملحوظة في هذا التحديث، هناك تغييرات في مركز الإشعارات، حيث أصبح أكثر تنظيمًا وأسهل في التفاعل. كما تم تحسين أداء البطارية من خلال إدارة أفضل للمهام في الخلفية، إلى جانب دعم أكبر لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يُسهم في تقديم اقتراحات ذكية بناءً على نمط استخدام الهاتف. كذلك، أضيفت إعدادات متقدمة للخصوصية، تمنح المستخدم مزيدًا من التحكم في ما تشاركه التطبيقات من بيانات.
الجدير بالذكر أن سامسونغ كانت من الشركات الرائدة في تقديم التحديثات بشكل منتظم، حيث تبنت في السنوات الأخيرة سياسة دعم طويلة لأجهزتها، تشمل أربعة تحديثات رئيسية لنظام أندرويد، إلى جانب خمس سنوات من التحديثات الأمنية. وهذا التوجه يعزز من ثقة المستخدمين في العلامة التجارية، ويجعل من هواتف غالاكسي خيارًا مفضلًا للباحثين عن هواتف مدعومة على المدى الطويل.
ويتوقع أن تواصل سامسونغ طرح التحديث تدريجيًا في مناطق أخرى خارج أوروبا خلال الفترة القادمة، بما في ذلك دول الشرق الأوسط وآسيا وأمريكا الشمالية. وينصح المستخدمون الذين لم يصلهم التحديث بعد، بالتحقق من توفره يدويًا عبر إعدادات الجهاز، أو الانتظار لحين وصول إشعار التحديث الرسمي من الشركة.
أفاد تقرير نشره موقع “9TO5Google” المتخصص في شؤون التكنولوجيا، أن تحديث أندرويد 16 الذي بدأ بالوصول مؤخرًا إلى هواتف سلسلة غالاكسي إس 22 من سامسونغ، يُعد آخر تحديث رئيسي تحصل عليه هذه السلسلة. ويبلغ حجم التحديث أكثر من 3 غيغابايت ، مما يعكس حجم التغييرات والتحسينات التي يتضمنها.
وكانت شركة سامسونغ قد أطلقت سلسلة هواتف غالاكسي إس 22 في أوائل عام 2022 ، لتكون أول سلسلة من فئة غالاكسي إس تضم هاتفًا يدعم قلم S Pen خارج فئة “نوت”. كما أدخلت السلسلة في حينها أسلوب التصميم الذي اعتمدته سامسونغ لاحقًا في سلسلة غالاكسي إس 23 و غالاكسي إس 24 ، ويُتوقع أن يستمر مع غالاكسي إس 25 أيضًا.
ومع أن هذه السلسلة كانت متقدمة من حيث العتاد والابتكار عند إطلاقها، إلا أنها، شأنها شأن غالبية هواتف أندرويد التي صدرت قبل سلسلة بيكسل 8 من غوغل في عام 2023، لا تستفيد من نموذج الدعم البرمجي المطول الجديد، الذي يضمن تحديثات نظام تشغيل أطول تصل إلى سبع سنوات في بعض الحالات.
وبحسب سياسة التحديثات التي أعلنتها سامسونغ، فإن سلسلة غالاكسي إس 22 مؤهلة للحصول على أربعة تحديثات رئيسية لنظام أندرويد، ابتداءً من أندرويد 12 الذي أُطلقت به الهواتف، ما يعني أن أندرويد 16 سيكون التحديث الأخير من حيث النظام. إلى جانب ذلك، تلتزم سامسونغ أيضًا بتوفير تحديثات أمنية شهرية أو ربع سنوية لهذه السلسلة لمدة خمس سنوات من تاريخ الإطلاق، أي حتى عام 2027، مع بقاء عام على الأقل من الدعم الأمني المتواصل.
ويُتوقع أيضًا أن يحصل هاتف غالاكسي إس 22 على تحديث واجهة One UI 8.5 ، وذلك في حال قررت سامسونغ إطلاق هذا التحديث قبل نهاية فترة دعم التحديثات البرمجية. وتشير بعض التقارير إلى أن واجهة One UI 8.5 قد تصدر مطلع عام 2026، مما يمنح سلسلة إس 22 فرصة أخيرة لتلقي بعض التحسينات الإضافية على مستوى تجربة المستخدم.
أما فيما يخص مدى توفر تحديث أندرويد 16 حاليًا، فإن الإطلاق لا يزال محدودًا على الأسواق الأوروبية فقط، ولكنه من المرجح أن يتوسع ليشمل مزيدًا من المناطق والأسواق العالمية خلال الأسبوع أو الأسبوعين القادمين، وفقًا لجدول التحديثات المعتاد الذي تتبعه سامسونغ في توزيع النسخ الجديدة.
وبهذا التحديث، تكون سلسلة غالاكسي إس 22 قد أتمّت دورتها الكاملة من حيث التحديثات الرئيسية، لتنضم إلى قائمة الأجهزة التي وصلت إلى نهاية خط التحديثات الكبرى، مع بقاء الدعم الأمني قائمًا مؤقتًا، ما يتيح للمستخدمين الاستمرار في استخدام أجهزتهم بأمان لفترة أطول، وإن كانت دون ميزات النظام الأحدث في المستقبل.
