تقنية

سامسونغ

بعد عام 2024 الذي شهد تحديات كبيرة، بدأت شركة سامسونغ فاوندري في اتخاذ خطوات استراتيجية هامة لضمان عودة معالجات إكسينوس إلى السوق بأسرع وقت ممكن. هذه الخطوات تشير إلى أن الشركة قد أدركت أهمية الاستفادة من التقنيات الحديثة لمواكبة التطورات في صناعة أشباه الموصلات التي تشهد تنافساً شديداً.

إحدى هذه الخطوات تتضمن التعاون مع نموذج الذكاء الاصطناعي

سامسونغ
سامسونغ

“لاما 4” الذي أطلقته شركة ميتا مؤخرًا. يُعتبر “لاما 4” من النماذج المتطورة التي يمكن أن تسهم بشكل كبير في تحسين عمليات البحث والتطوير داخل سامسونغ، خاصةً في مجال تصنيع المعالجات. ولعل هذا التعاون يشير إلى رغبة الشركة في الاستفادة من التقنيات الحديثة لتسريع عملية الابتكار وتحقيق التفوق في هذا القطاع الحيوي.

قبل هذا التعاون، كانت سامسونغ تعتمد على نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها، والذي كان يهدف إلى دعم قطاع أشباه الموصلات وتعزيز الكفاءة في عمليات الإنتاج. ولكن بحسب التقارير، يُقال إن هذا النموذج لم يكن على نفس مستوى الكفاءة أو القدرة التي توفرها النماذج الخارجية مثل “لاما 4”. يشير هذا إلى أن سامسونغ كانت تسعى لتحسين أدائها من خلال تبني تقنيات متقدمة ومتخصصة في الذكاء الاصطناعي لضمان تطوير معالجات إكسينوس بمواصفات تنافسية.

في ضوء ذلك، يعكس هذا التوجه الجديد لشركة سامسونغ إدراكًا عميقًا لأهمية الذكاء الاصطناعي في مجالات البحث والتطوير، وخاصة في قطاع المعالجات. ومع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في صناعة الإلكترونيات، كان من الضروري على الشركة الاستفادة من هذه التكنولوجيا لتعزيز قدرتها على المنافسة في الأسواق العالمية. وبالتالي، فإن الاستعانة بنموذج “لاما 4” قد يكون خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز قدرات الشركة في مجال أشباه الموصلات بشكل عام.

شهدت صناعة أشباه الموصلات تطورًا سريعًا في السنوات الأخيرة

وكان لابد من شركات مثل سامسونغ أن تواكب هذا التطور بسرعة وفعالية. مع تزايد الضغوط في السوق والطلب المتزايد على التقنيات الحديثة، أصبح من الضروري أن تعتمد الشركات على الذكاء الاصطناعي كأداة حيوية لتحسين الأداء والابتكار. ورغم أن سامسونغ كانت قد طورت نموذجها الخاص، إلا أن هذا النموذج لم يكن قادرًا على مواكبة التطور السريع في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. ولذلك، كان الاتجاه نحو استخدام نماذج خارجية مثل “لاما 4” هو الخيار الأمثل لتحسين قدرات البحث والتطوير.

الاستعانة بتقنيات متقدمة مثل “لاما 4” تفتح أمام سامسونغ آفاقًا واسعة لتطوير معالجات إكسينوس بشكل أسرع وأكثر كفاءة، مما يعزز مكانتها في سوق المعالجات الذي يشهد تنافسًا شديدًا من الشركات الأخرى. وفي نهاية المطاف، يمثل هذا التحول في استراتيجيات سامسونغ في استخدام الذكاء الاصطناعي خطوة مهمة نحو ضمان التفوق التكنولوجي في المستقبل.

تسعى شركة “سامسونغ” جاهدةً لتعزيز مكانتها في سوق الهواتف الذكية

من خلال تطوير معالجات “إكسينوس” الخاصة بها. وفي خطوة تعكس اهتمامها البالغ بهذا التوجه، أعلنت الشركة عن دمج الذكاء الاصطناعي “لاما 4” في عملياتها بشكل حصري، وذلك لتعزيز قدرة معالجات “إكسينوس” على تحقيق أداءٍ أفضل على مستوى الأجهزة المحمولة. لا يقتصر دور لاما 4 على تحسين الأداء فحسب، بل يتعدى ذلك إلى تقديم حلول متكاملة تساهم في تسريع تطوير المعالجات وتقليل الاعتماد على الحلول الخارجية. حيث سيُستخدم هذا الذكاء الاصطناعي داخل أروقة “سامسونغ” بشكلٍ كامل، ولن يكون متصلاً بالعالم الخارجي لضمان حماية البيانات وتقليل المخاطر الأمنية المرتبطة بسرقتها.

يُتوقع أن يساهم استخدام “لاما 4” بشكلٍ كبير في تحسين جميع عمليات الشركة داخل المرافق المختلفة، ابتداءً من تسهيل مهام معالجة المستندات وانتهاءً بتصميم الشرائح المعقدة. هذا التوجه يهدف إلى زيادة كفاءة العمل وتقليل الوقت المطلوب للوصول إلى حلول مبتكرة ومتطورة. وتعد هذه خطوة مهمة من “سامسونغ” لتحقيق أهدافها المستقبلية في تطوير معالجات إكسينوس لتصبح منافسًا رئيسيًا في السوق، خاصة مع تفوق معالجات “سنابدراغون” في السنوات الماضية.

“سامسونغ” تؤمن بأن استخدام “لاما 4” سيُمثل قفزة نوعية في عملية تطوير معالجات إكسينوس، مما سيمكنها من الوصول إلى مستوى الأداء الذي تتطلع إليه. وقد تم تعزيز هذه الجهود مؤخرًا من خلال اعتماد “سامسونغ فاوندري” على عملية تصنيع شرائحها بتقنية 3 نانومتر، حيث بدأت الشركة بالفعل في العمل على تطوير تقنيات تصنيع متقدمة تصل إلى 2 نانومتر، مما سيساهم في تحسين الأداء العام للمعالج وتقليل استهلاك الطاقة.

معالج إكسينوس 2600 القادم أحد أبرز التطورات التي تركز عليها “سامسونغ”

حيث يأمل العديد من المتابعين في أن يكون هذا المعالج الجديد قادرًا على التنافس مع معالجات سنابدراغون في هواتف “غالاكسي إس 26” التي سيُتوقع أن تعتمد عليه الشركة. ويُظهر هذا التوجه التزام “سامسونغ” العميق بتطوير تقنيات المعالجة الخاصة بها لتلبية احتياجات السوق المتزايدة.

إن هذا السعي الحثيث نحو تحسين معالجات “إكسينوس” قد يتخذ منحى مغايرًا مقارنةً بالمنافسين الرئيسيين مثل “أبل”، التي تعتمد على تقنيات معالجاتها الخاصة مثل “أبل سيليكون” في منتجاتها من آيفون وماك. وتواصل “أبل” تعزيز ريادتها في السوق من خلال هذه المعالجات التي تميزت بكفاءة عالية في استهلاك الطاقة وأداء مذهل. بالإضافة إلى ذلك، فإن “أبل” قد أطلقت مؤخرًا مودمًا خلويًا خاصًا بها ضمن سعيها الحثيث لتحقيق الاكتفاء الذاتي، مما يرفع من تحديات المنافسة بالنسبة لـ”سامسونغ”.

وبالرغم من هذه التحديات، تبقى “سامسونغ” في وضع قوي لتحقيق تقدم ملحوظ في تطوير معالجات إكسينوس. فبفضل القدرة على دمج الذكاء الاصطناعي مثل “لاما 4” في عمليات التصميم، قد تتمكن من تحسين التفاعل بين العتاد والبرمجيات في أجهزتها المحمولة، وهو ما قد يسمح لها بمنافسة “أبل” على قدم المساواة. كما أنني شخصيًا من المؤيدين لهذا التوجه، لأنني أعتقد أن “سامسونغ” تمتلك الإمكانيات لتحقيق تآزر حقيقي بين الأجهزة والبرمجيات باستخدام معالجات إكسينوس، مما قد يحقق لها النجاح الذي تأمل فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى