تقنية

الذكاء الاصطناعي

مع تسابق كبار مطوري التكنولوجيا لإطلاق الجيل المقبل من الذكاء الاصطناعي، بدأ البعض في الاستعانة بمساعدين ذكيين لأداء المهام اليومية.

تُعرف هذه الأنظمة بالوكلاء، وهي أنظمة ذكاء اصطناعي تقوم بوضع وتنفيذ خطط تلقائيًا وفقًا لطلبات المستخدم. يمكن أن تتخذ هذه الأنظمة أشكالًا متنوعة، مثل مساعد للتسوق، أو مدرب لألعاب الفيديو، أو حتى سيارات ذاتية القيادة بالكامل.

قال تامي مادسن، أستاذ الاستراتيجية والابتكار في جامعة سانتا كلارا، عن ظهور وكلاء الذكاء الاصطناعي المتخصصين: “يمكننا التفكير في الأمر وكأن لدينا مساعدًا شخصيًا خاصًا بنا، إذا جاز التعبير”، وذلك وفقًا لتقرير نشرته شبكة “NBC News”.

قدمت شركة “OpenAI”

مطورة روبوت الدردشة الشهير “شات جي بي تي“، وكيل ذكاء اصطناعي جديد باسم “Operator”، والذي قالت إنه قادر على استخدام الويب لإتمام مهام مثل ملء النماذج وطلب البقالة لوصفة معينة.

في عرض توضيحي، أظهرت “OpenAI” وكيل الذكاء الاصطناعي “Operator” أثناء قيامه بحجز عشاء وشراء تذاكر لمباراة كرة سلة وطلب بيتزا، مع الالتزام بتفضيلات المستخدم الخاصة في كل مرة.

كما أعلنت “غوغل”، يوم الأربعاء، عن إطلاق “AI co-scientist”، الذي وصفته الشركة بأنه “متعاون علمي افتراضي”، ويشتمل على عدة وكلاء ذكاء اصطناعي.

لقد أصبحت الشركات حريصة على اعتماد هذه الأدوات، حيث تستخدم الذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام التي كانت تُنفذ تقليديًا بواسطة ممثلي الدعم، مسؤولي التوظيف، ووكلاء السفر، وغيرهم.

في معرض العام الماضي، قدمت شركة “Salesforce” منصة “Agentforce”، التي تتيح للشركات إنشاء وكلائها الذكيين الخاصين. وبعد وقت قصير، كشفت منافستها “مايكروسوفت” عن خطتها الخاصة عبر “Copilot Studio”، وهي منصة شاملة لتمكين الشركات من بناء وكلاء الذكاء الاصطناعي.

هذه التقنيات تمثل خطوة أبعد من قدرات روبوتات الدردشة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والتي ساهمت في الدفع نحو طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي منذ إطلاق “شات جي بي تي” من “OpenAI” في نوفمبر 2022.

نماذج اللغة الكبيرة مثل “شات جي بي تي” هي نماذج تنبؤية نصية، مما يعني أنها تولد استجابات للمدخلات البشرية ولكنها لا تنفذ مهامًا بشكل مستقل. وفي السنوات الأخيرة، تسابقت “OpenAI”، “غوغل”، “ميتا”، إلى جانب شركات ناشئة مثل “أنثروبيك”، لتطوير نماذج لغة كبيرة تدعم أساليب تشغيل متعددة يمكنها توليد مخرجات متنوعة مثل الصور والفيديو.

لكن اليوم، يقوم المطورون بدمج نماذج اللغة الكبيرة بشكل متزايد ضمن مجموعة أدوات الذكاء الاصطناعي المتنامية: وكلاء يمكنهم اتخاذ قرارات وتنفيذ مهام بشكل مستقل نيابة عن مستخدميهم.

هذه التكنولوجيا المتاحة بشكل متزايد تتيح للأشخاص استخدام وكلاء لأتمتة مهام مثل تلخيص الاجتماعات تلقائيًا، حجز الرحلات، التسجيل في دروس رياضية، العمل كمدرب صحي أو حتى إدارة محفظة الأسهم.

قال مادسن: “السؤال الكبير هو: مع استخدامنا المتزايد لهذه الأدوات، هل نفقد قدرتنا على التفكير النقدي بمرور الوقت؟”. وأضاف: “يمكننا أتمتة المهام الروتينية، ولكن هل نستخدم هذه الطاقة العقلية لأغراض أخرى، مما يساعدنا على مواصلة تطوير معرفتنا وتفكيرنا النقدي؟ أم أننا نصبح كسالى ونعتمد بشكل مفرط على الأدوات؟”.

من جهته، قال بارام سينغ، أستاذ تكنولوجيا الأعمال والتسويق في جامعة كارنيجي ميلون، إن التأثير على المجتمع يحتوي على جوانب إيجابية وسلبية. وأضاف: “إذا قمت بأتمتة الكثير من هذه المهام، فستكون أكثر كفاءة كشركة، ولكن هذه المهام عادة ما تكون وظائف مبدئية، وسيغزو الذكاء الاصطناعي هذا النوع من الوظائف أكثر”.

ومع ذلك، أضاف أن هناك حاجة لوجود عمال بشريين للإشراف على الوكلاء الآليين، حيث لا يمكن الاعتماد على هؤلاء الوكلاء لتفسير التعليمات بشكل مثالي أو فهم السياق بشكل مستقل.

كما أشار إلى أن هذه الأدوات قد تكون عرضة للأخطاء – مثل حادثة سيارة الأجرة ذاتية القيادة “Waymo” التي قادت عميلها في دوائر بدلاً من نقله إلى المطار – وهو ما كان من غير المحتمل أن يحدث تحت إشراف البشر.

قال سينغ إن وكلاء الذكاء الاصطناعي أكثر موثوقية في أداء المهام المتكررة ضمن بيئات محكومة، حيث يتم تحديد مجموعة محدودة من القرارات المسموح لهم بها ولا يؤدي أي خطأ إلى نتائج كارثية.

ومع تطور هذه الأدوات وتزايد استخدامها في حياتنا اليومية، يعتقد بعض الخبراء أن هناك خطرًا من الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قرارات الحياة. ولكن هناك آخرون يرون أن تبني هذه الوكلاء للأعمال الروتينية قد يزيد من أهمية التفكير النقدي والإبداع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى