سناب شات

في تحول بارز يعكس مراجعة استراتيجية لخططها المستقبلية، أعلنت شركة سناب – المطورة لتطبيق التواصل الاجتماعي الشهير سناب شات – عن تخليها عن خطط إطلاق نسخة مبسطة من التطبيق، كانت قد بدأت العمل عليها منذ قرابة سبعة أشهر. جاء هذا الإعلان بالتزامن مع الكشف عن نتائج الشركة المالية للربع الأول من عام 2025، وهو ما أثار اهتمام المحللين والمتابعين لسوق التطبيقات الرقمية.
كانت الشركة قد شرعت سابقًا في اختبار تصميم جديد للتطبيق

أزال بشكل جذري بعض التبويبات التقليدية مثل “خريطة سناب” و”القصص”، وركّز بدلًا من ذلك على ثلاثة مكونات رئيسية تم وضعها في شريط التنقل السفلي وهي: الدردشة، الكاميرا، و”سبوت لايت” – وهو القسم الذي يعرض مقاطع الفيديو القصيرة على غرار تطبيق تيك توك. هذا التعديل كان يهدف في جوهره إلى تبسيط تجربة المستخدم، وتوجيه المزيد من الانتباه إلى الميزات التي تجذب المستخدمين الأصغر سنًا وتتماشى مع الاتجاهات الرائجة في صناعة المحتوى المرئي القصير.
إلا أن الاستجابة الفعلية من المستخدمين على ما يبدو لم تكن كما توقعت الشركة، أو أن النتائج التحليلية للاختبارات لم تحقق أهدافها المرجوة. ونتيجة لذلك، أعلنت سناب رسميًا عن إلغاء هذا التصميم وعدم المضي قدمًا في إطلاق النسخة المبسطة. وبدلاً من ذلك، تتجه الشركة الآن إلى اختبار تصميم جديد يحتوي على خمس تبويبات رئيسية، في محاولة لتحقيق توازن أفضل بين تقديم تجربة استخدام سلسة والحفاظ على تنوع المحتوى والوظائف التي اعتاد المستخدمون عليها.
التصميم الجديد بحسب ما أورده موقع “تك كرانش” التقني
سيبقي على الخصائص الأساسية التي يُعرف بها التطبيق، مثل خريطة سناب والقصص، لكنه سيضيف تحسينات على طريقة الوصول إلى الأقسام المختلفة، خاصة “سبوت لايت”، ما يشير إلى أن الشركة ما زالت تعتبر هذا القسم عنصرًا محوريًا في استراتيجيتها التوسعية لمنافسة المنصات الأخرى.
يمثل هذا القرار انعطافة استراتيجية مهمة في طريقة تعامل “سناب” مع تجربة المستخدم وتطوير واجهة تطبيقها، خصوصًا في ظل المنافسة الشديدة من تطبيقات مثل تيك توك وإنستغرام التي تسعى باستمرار إلى جذب جمهور المراهقين والشباب. كما يعكس مدى حساسية الشركة لردود الفعل والسلوكيات الفعلية للمستخدمين، ومدى استعدادها لتعديل خططها حتى بعد مراحل متقدمة من الاختبار.
في المحصلة، يبدو أن “سناب” تعيد تموضعها بذكاء، إذ تحاول الجمع بين الابتكار في التصميم والحفاظ على العناصر المألوفة التي أسست لنجاح التطبيق منذ انطلاقه. وتبقى الأيام القادمة كفيلة بالكشف عن مدى فاعلية هذا التحول في تعزيز مكانة “سناب شات” في سوق التطبيقات الاجتماعية.
كشف الرئيس التنفيذي لشركة “سناب” إيفان شبيغل
عن أبرز التحديات التي واجهت الشركة بعد إطلاق تصميم جديد لتطبيق “سناب شات”. وأوضح شبيغل أن التجربة مع التصميم المبسط قدّمت دروسًا مهمة، إلا أن الكثير من المستخدمين النشطين والمحبين للتطبيق وجدوا صعوبة في التفاعل معه، خصوصًا فيما يتعلق بالعثور على القصص وميزة الخريطة. وأشار إلى أن هذه التحديات دفعت الشركة إلى تطوير تصميم جديد يعتمد على خمس علامات تبويب، يدمج بين مزايا التصميم القديم والدروس المستفادة من التحديث الأخير.
وبحسب شبيغل، فإن هذا التصميم الجديد يأتي استجابة مباشرة لتعليقات المستخدمين، حيث يهدف إلى توفير تجربة أكثر سلاسة وسهولة في التنقل بين المحتوى. وأظهرت اختبارات الشركة أن دمج القصص ضمن تبويب المحادثات وزيادة التركيز على ميزة “سبوت لايت” أديا إلى نمو ملحوظ في عدد المشاهدات اليومية، خاصة بين المستخدمين العاديين الذين يبحثون عن محتوى ترفيهي سهل الوصول إليه.
وفي رسالتها للمستثمرين، أكدت الشركة أن المستخدمين الأكثر تفاعلاً عبروا عن تفضيلهم للتصميم القائم على خمس تبويبات، والذي يسمح بالوصول السريع للمحتوى والخريطة، دون التضحية بسهولة الاستخدام. وذكرت “سناب” أنها تواصل اختبار هذه الواجهة الجديدة التي تجمع بين أفضل خصائص التصميمين السابقين، من خلال دمج القصص داخل المحادثات وتحسين إمكانية الوصول إلى “سبوت لايت”.
يأتي هذا التغيير في توقيت حساس بالنسبة للشركة
إذ شهد التطبيق تراجعًا طفيفًا في عدد المستخدمين بأمريكا الشمالية خلال الربع الأول من العام، حيث انخفض عدد المستخدمين النشطين يوميًا من 100 مليون إلى 99 مليون. ورغم هذا الانخفاض، فإن الأداء العالمي للتطبيق لا يزال في اتجاه تصاعدي، حيث ارتفع عدد المستخدمين النشطين يوميًا إلى 460 مليون مستخدم حول العالم، بزيادة قدرها 38 مليون مستخدم مقارنة بالعام السابق. كما تجاوز عدد المستخدمين الشهريين حاجز الـ900 مليون لأول مرة في تاريخ التطبيق.
في الوقت نفسه، أحرزت الشركة تقدمًا كبيرًا في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث سجلت ميزة My AI نموًا بنسبة تفوق 55% في الولايات المتحدة على أساس سنوي. ووعد شبيغل بأن الشركة ستطرح مزيدًا من الميزات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والواقع المعزز خلال هذا العام، ما يعكس التزامها المستمر بالابتكار.
وعلى الصعيد المالي، سجّلت “سناب” أداءً قويًا في الربع الأول من العام، حيث بلغت إيراداتها 1.36 مليار دولار، بنمو سنوي بلغت نسبته 14%. ويُعزى هذا التحسن إلى نجاح خدمة “سناب شات بلس” وتحسين أدوات الإعلانات، ما يعزز ثقة المستثمرين في قدرة الشركة على التكيف والنمو في سوق التطبيقات الاجتماعية سريع التغير.